حرب أوكرانيا تخفض العمليات العسكرية الروسية في سورية

12 مارس 2022
مدرعة روسية في درعا جنوبي سورية (Getty)
+ الخط -

تراجعت وتيرة العمليات العسكرية للقوات الروسية في سورية بشكل ملحوظ منذ مطلع العام الجاري، وخاصة مع بداية الغزو الروسي في أوكرانيا، وذلك بالتزامن مع سحب روسيا عددا من عناصر ميليشيا "فاغنر" وما يعرف بـ"صائدي الدواعش" من مناطق تمركزهم في البادية السورية.

وفي هذا الصدد، قال منير مصطفى، نائب مدير منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، لـ"العربي الجديد"، إن الهجمات الروسية كانت تعتمد بشكل كبير على الغارات الجوية، أما باقي الهجمات فكانت عن طريق القصف المدفعي والصاروخي لقوات النظام، وذلك عبر ذخائر روسية الصنع بالغالب.

وأضاف: "منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، رصدنا تراجعا ملحوظا في هجمات الغارات الجوية، أما باقي أنواع الذخائر للأسف لا تزال كما كانت سابقا قبل الحرب في أوكرانيا".

نشاط عمليات تجنيد المرتزقة

في سياق متصل، قال الناشط الصحافي في دير الزور إبراهيم الحسين، لـ"العربي الجديد"، إن هناك تراجعا ملحوظا خلال الأيام الأخيرة في العمليات العسكرية الروسية في وسط وشرق سورية، سواء في البادية أو حتى في الدوريات التي كانت تسير في مناطق سيطرة النظام في شمال شرق سورية، مضيفا أن عمليات التمشيط ضد "داعش" شبه متوقفة حتى من قوات النظام والمليشيات الموالية لها.

ولفت الحسين إلى نشاط عمليات التجنيد مؤخرا في دير الزور للقتال في أوكرانيا، ومن المجندين أشخاص أجروا تسويات خلال الفترة الأخيرة بدير الزور ضمن مناطق سيطرة النظام، حيث جرى توثيق 65 شخصا سجلوا أسماءهم للالتحاق بالقوات الروسية.

وأضاف أن عناصر "فاغنر" المنتشرين في مدينتي البوكمال والميادين بريف دير الزور لم يقوموا بأي نشاط أو يشاهدوا في المدينتين منذ نحو 20 يوما.

من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، أنه منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، شهدت الأراضي السورية تراجعاً لافتاً وملحوظاً بنشاط القوات الروسية في مختلف مناطق وجودها.

وأوضح المرصد أن القصف الجوي الروسي على البادية شهد تراجعاً بمعدل ضعفين عما كان عليه قبل الحرب على أوكرانيا، مشيرا إلى أن المقاتلات الروسية نفذت نحو 200 غارة جوية على مناطق انتشار تنظيم "داعش" الإٍرهابي في البادية السورية، وذلك منذ 24 فبراير/شباط وحتى العاشر من مارس/آذار الجاري، تاريخ آخر ضربة جوية روسية، بينما رصد المرصد السوري أكثر من 600 غارة روسية طاولت مناطق متفرقة من البادية خلال 15 يوماً قبل الحرب الروسية على أوكرانيا.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن روسيا نقلت خلال الـ15 يوماً الفائتة نحو 500 عنصر من مليشيا "فاغنر" الذين كانوا يتمركزون في الحقول النفطية عند المحطة الثالثة في بادية مدينة تدمر، شرقي محافظة حمص، وحقل "شاعر" للغاز بريف حمص الشرقي، والآبار النفطية التي تُسيطر عليها القوات الروسية في بادية محافظة دير الزور، شرقي سورية، للقتال إلى جانب قواتها في حربها ضد أوكرانيا، وذلك عبر نقلهم بطائرات عسكرية من طراز "إليوشن" من قاعدة "حميميم" الجوية في منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية، إلى الأراضي الروسية.