"حديث ودّي" بين أردوغان وبايدن بعد حلّ قضية انضمام السويد للناتو: فتح الباب لشراء "إف-16"

11 يوليو 2023
العلاقات بين البلدين تدخل منعطفاً جديداً (مراد قلا/ الأناضول)
+ الخط -

تبادل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "حديثاً وديّاً" مع نظيره الأميركي جو بايدن، اليوم الثلاثاء، بعد حلّ قضية انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفتح الباب أمام أنقرة لشراء مقاتلات "إف-16"، وهي الصفقة التي واجهت اعتراضات في الكونغرس الأميركي.

وتمنى أردوغان، حين التقى الزعيمان على هامش قمة الحلف في ليتوانيا، حظاً سعيداً لنظيره الأميركي في حملته لإعادة انتخابه في عام 2024، بعد أن قدّم الرئيس التركي "نصراً دبلوماسياً" لبايدن من خلال تيسيره مسار انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي.

وخاطب أردوغان بايدن: "الآن، تستعدون للانتخابات المقبلة... أود أيضاً اغتنام هذه الفرصة لأتمنى لكم أفضل الحظوظ"، واعتبر لقاءهما بمثابة "مرحلة جديدة في العلاقات" بين البلدين، وأكد أنه يعتقد أن "الوقت قد حان للتشاور على مستوى الرؤساء في نطاق الآلية الإستراتيجية"، وأن اجتماعهما يمثل "خطوة أولى نحو ذلك".

ويسعى الرئيس الأميركي الديمقراطي البالغ من العمر 80 عاماً لفترة ولاية ثانية مدتها أربع سنوات في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024. ويريد بايدن جعل قيادة تحالفات دولية جزءاً من برنامج حملته الانتخابية.

كذلك، شكر بايدن نظيره التركي إزاء الدبلوماسية التي انتهجها، والقيادة التي أظهرها فيما يتعلق بالسويد. وقال ضاحكاً: "شكراً... أتطلع للقائك في السنوات الخمس المقبلة (..) أودّ أن أشكركم على دبلوماسيتكم وشجاعتكم. أود أن أشكركم على ريادتكم".

وأعرب بايدن عن ترحيبه حيال إعلان تركيا إحالة بروتوكول انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي إلى البرلمان. ووصف بايدن قمة الناتو بـ"التاريخية"، مجددًا تعهداته لتعزيز دفاع الحلف.

ومثّل التبادل الودي لأطراف الحديث الذي شهده الصحافيون تحولاً في العلاقات التي توترت أحياناً بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، بعد أن تخلى أردوغان عن معارضته لمسعى السويد للانضمام إلى الحلف العسكري ضمن سلسلة خطوات أسعدت الولايات المتحدة وأغضبت روسيا.

والاثنين، أكد بيان ثلاثي أن أنقرة ستحيل بروتوكولات انضمام السويد للحلف إلى البرلمان للتصديق عليه، وأن استوكهولم ستدعم جهود إحياء عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

"إف-16"

إلى ذلك، بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع أعضاء بالكونغرس في الأسابيع القليلة الماضية، من بينهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بوب مينينديز، بيع مقاتلات "إف-16" لتركيا الذي عرقله السناتور الديمقراطي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر للصحافيين: "لن أصف تلك المحادثات بخلاف القول إننا أوضحنا دائماً أننا ندعم بيع مقاتلات إف-16 لتركيا، وسنواصل هذا الدعم".

وسادت تكهّنات بشأن الامتيازات التي حصلت عليها تركيا مقابل إعطائها الضوء الأخضر لانضمام السويد لحلف شمال الأطلسي. ويبدو أن تغيير الموقف التركي حلحل معضلة حصول تركيا على مقاتلات "إف-16" حديثة، علماً بأن القضية عالقة منذ زمن.

والثلاثاء، أكّد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك سوليفان أن الرئيس الأميركي "واضح وحاسم منذ أشهر بشأن تأييده تسليم (تركيا) مقاتلات "إف-16""، معتبراً أن "هذا الأمر يصبّ في مصلحة حلف شمال الأطلسي".

وقال سوليفان إنّ بايدن "لم يضع أيّ محاذير أو شروط على ذلك في تصريحاته في المجالس العامة أو الخاصة خلال الأشهر القليلة الماضية. وهو يعتزم المضي قدماً في عملية التسليم تلك بالتشاور مع الكونغرس".

وقال مسؤول أميركي، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن البيت الأبيض "منخرط بشكل فاعل"، مع الكونغرس حيث هناك معارضة كبيرة لصفقة بيع المقاتلات لأنقرة.

وشدد سوليفان: "سنعمل مع الكونغرس لإيجاد الوقت الملائم" لتسليم تركيا المقاتلات، لكنّه رفض "التكهّن بموعد محدد لذلك".

وعلى الرغم من انخراط الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون بزخم في المفاوضات مع أردوغان، شدّد سوليفان على "أهمية كبرى" لدخول الولايات المتحدة على الخط مؤخراً.

وبالنسبة لسعي أردوغان إلى الربط بين تطلّع تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وملف انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، قال مستشار الأمن القومي الأميركي إنّ بايدن يؤيّد "منذ زمن" انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. لكنّه شدد على أنّ هذا الأمر يتطلّب "نقاشات بشأن الإصلاحات اللازمة والخطوات المطلوبة على صعيد متانة النهج الديمقراطي الذي يتعيّن على كلّ مرشّح لعضوية الاتحاد الأوروبي أن يخوضه".