جيلالي سفيان لـ"العربي الجديد": الرئيس تبون طوى ملف مرضه وأبلغني قرب تعديل الحكومة

14 فبراير 2021
جيلالي سفيان رئيس حزب "جيل جديد" (العربي الجديد)
+ الخط -

كشف رئيس حزب "جيل جديد" المعارض في الجزائر، جيلالي سفيان، أن الرئيس عبد المجيد تبون أبلغه نيته إجراء تغيير وزاري قريبا، وأكد أن لقاءات الرئيس تتضمن جملة من الرسائل السياسية، أبرزها طي ملف مرضه نهائيا وعودته إلى النشاط بكامل طاقته.

وقال سفيان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الرئيس أكد، خلال لقائه أمس السبت بمقر الرئاسة، الحاجة لإجراء تعديل جزئي للحكومة قريبا يعيد التوازن للحكومة، وفي بعض القطاعات التقنية"، على أن يتم إرجاء تشكيل حكومة سياسية لما بعد الانتخابات النيابية المسبقة المقبلة.

وبيّن أن "اللقاءات مع الرئيس كانت على انفراد، ودامت حوالى ساعتين مع كل واحد من قادة الأحزاب، ولذلك كان هناك حديث مطول على كثير من المحاور، لكن المحور الأساسي كان الذهاب إلى انتخابات تشريعية مسبقة بعد حل البرلمان... الرئيس لم يبلغني بالتاريخ، لكنني فهمت منه أنه يريد استعجال ذلك، وأتوقع أن يتم استدعاء الهيئة الناخبة بداية شهر مارس/آذار المقبل لتكون الانتخابات نهاية يونيو/حزيران المقبل مباشرة بعد شهر رمضان، يليها حل المجالس البلدية أيضا". 

وكان الرئيس تبون قد استقبل السبت جيلالي سفيان، والذي يعد أحد أبرز الشخصيات السياسية المعارضة لنظام حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وكان قد قاد تجمعات في الشارع ضد الرئيس بوتفليقة قبل اندلاع الحراك الشعبي في 22 فبراير/ شباط الماضي، لكنه بات يبدي مواقف معتدلة منذ اعتلاء الرئيس تبون السلطة، حيث يدعم خيارات الحل السياسي.

وأكد رئيس " جيل جديد" أن لقاءات الرئيس تبون بقادة الأحزاب التي عرفت بمواقفها المعارضة للسلطة، تتضمن جملة من الرسائل السياسية التي أراد الرئيس تبون إرسالها إلى المجتمع: "أعتقد أن في نية الرئيس بعث عدد من الرسائل المطمئنة للمجتمع، الرئيس شرع مباشرة بعد عودته من الخارج في العمل؛ وهو يريد أن يقول بأن ملف المرض تم طيه نهائيا"، مضيفا أن هذه اللقاءات "تؤكد وجود نية لخلق مناخ وثقافة الحوار، يجب أن نذكر أن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لم يلتق خلال عشرين سنة من حكمه بأي رئيس حزب على الإطلاق"، مضيفا أن "فتح مجال وقنوات للحوار على أعلى مستوى، هذا ما كان منتظرا، والرئيس استقبل قادة أحزاب المعارضة لأن هذه الأحزاب تعطيه نظرة وتحليلا واقعيا بعيدا عن التحليل الرسمي". 

وأكد سفيان أن هذه الخطوات السياسية "مهمة لإعادة تجديد الساحة السياسية ووضع البلاد في مربع الانطلاق لحل الأزمات المتعددة... لا نستطيع البقاء في هذا الوضع السياسي الراهن، يجب أن نتقدم خطوة على طريق الحل، ليس إلى حد التواطؤ، ولكن بتناول مسؤول للأزمة وبشجاعة سياسية".

وأوضح أنه "نقل إلى الرئيس تبون انشغاله بشأن بعض بنود القانون الانتخابي الجديد، والتي يعتبرها إقصائية، خاصة البنود المتعلقة بالعتبة الانتخابية"، وقال: "أبلغت الرئيس أنه لا يمكن أن نبني انتخابات جديدة على أساس انتخابات مزورة، وأكدت له أنه من غير الممكن لنا أن نبني جزائر جديدة بمرجعية انتخابات مزورة اعترف بتزويرها حتى من استفادوا منها"،  مضيفا أن "الرئيس وعد بأن يأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر، والإشكال المطروح لديه هو الحرص على عدم تمييع الساحة السياسية وعلى عدم خلق كرنفال سياسي في حال فتح الباب على مصراعيه"، مشيرا إلى أنه "يمكن حل هذا الانشغال سواء عبر إدراج أحكام انتقالية تجعل من تطبيق العتبة لما بعد الانتخابات المقبلة، أو بفرض جمع التوقيعات على كل الأحزاب والقوائم المرشحة". 

وردا على سؤال حول إمكانية توجه الرئيس تبون نحو اتخاذ تدابير تهدئة وعفو عن الناشطين الموقوفين، قال جيلالي سفيان: "الحقيقة أن الرئيس لم يبلغني باتخاذه قرارات في هذا المجال، قد تكون ضمن أجندة الرئيس، لكنه تلافى إعطاء ذلك لأي من قادة الأحزاب تجنبا لأي جدل". 

المساهمون