جيش الاحتلال يفرج عن 50 أسيراً من غزة بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي

01 يوليو 2024
مشاهد من مجمع الشفاء الطبي في غزة الذي دمّره الاحتلال، 11 يونيو 2024 (عمر القطا/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جيش الاحتلال الإسرائيلي أفرج عن 50 أسيراً فلسطينياً من سجونه، بما في ذلك مدير مجمع الشفاء الطبي، محمد أبو سلمية، الذي تعرض لتعذيب شديد خلال اعتقاله، مما أثار استقبالاً حافلاً واحتجاجات.
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي وصف الإفراج بأنه "إهمال أمني" وواجه انتقادات من عائلات المحتجزين في غزة، بينما أدانت حركة حماس ومؤسسات حقوقية الظروف القاسية للاعتقال.
- حماس والمؤسسات الحقوقية طالبت بتحرك دولي لوقف "المجزرة" في سجون الاحتلال وحماية الأسرى، مؤكدة على ضرورة تحمل المؤسسات الدولية مسؤولياتها تجاه سياسة التعذيب والقتل.

من بين المفرج عنهم مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية

أبو سلمية: الأسرى يمرون بوضع مأساوي

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، سراح 50 أسيراً فلسطينياً كان قد اعتقلهم خلال عملياته البرية في قطاع غزة ومن الممر الإجباري وسط القطاع، بعد مدد متفاوتة من الاعتقال في سجونه ومعسكراته الاعتقالية، وذلك من خلال السياج الحدودي شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

ومن بين المفرج عنهم مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، الذي اعتُقل قبل أشهر، وفق فيديو انتشر لاستقبال الأطباء والمواطنين له. وتعرّض أبو سلمية وفق شهادات من أسرى أفرج عنهم سابقاً، للتعذيب الشديد. وكان جيش الاحتلال قد اعتقل أبو سلمية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد اقتحام قسم الطوارئ في المجمع الطبي الأكبر في غزة، والذي تحوّل إلى ركام ورماد بعد الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليه.

وفي الفيديو الذي نشره صحافيون وناشطون، قال أبو سلمية: "الأسرى يمرون بوضع مأساوي لم يمر على الشعب الفلسطيني.. ما يمر به الأسرى القدامى والجدد نقص في الأكل والشرب والإهانة الجسدية والنفسية". ودعا الطبيب الذي أثار اعتقاله موجة اعتراض واحتجاج كبيرة المقاومة الفلسطينية والشعوب العربية والإسلامية لأن تكون لها كلمة حاسمة من أجل الإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال.

وفي وقت لاحق، قال ناشطون فلسطينيون إنّ سلطات الاحتلال أفرجت أيضاً عن أسرى قدامى من قطاع غزة، كانت إسرائيل تبقيهم في سجونها ومعسكرات الاعتقال رغم انتهاء مدة الاعتقال المحكومين بها. ومن هؤلاء الذين أفرج عنهم اليوم ثلاثة أسرى أمضوا 20 عاماً في السجن ورابع أمضى سبع سنوات.

بن غفير: إطلاق معتقلي غزة إهمال أمني

وفي أول تعليق إسرائيلي على الإفراج عن المعتقلين، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إن إطلاق سراح عشرات "الإرهابيين"، ومن بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، يُعدّ "إهمالاً أمنياً"، مشيراً إلى أنه حان الوقت لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يمنع وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس الشاباك من ممارسة سياسة مستقلة تتعارض مع موقف الكابينت والحكومة. من جهتها، نددت عائلات المحتجزين في غزة، بالإفراج عن أبو سلمية، زاعمة أنها خطوة تشكل "عاراً أخلاقياً".

حركة حماس: ما يتعرض له الأسرى يؤكد السلوك الإجرامي لحكومة الاحتلال

من جهتها، اعتبرت حركة حماس، في بيان، أن "الحالة التي ظهر عليها الأسرى الذين أفرج عنهم جيش الاحتلال الفاشي اليوم، وما يبدو عليهم من علامات الهُزال والإنهاك الجسدي والنفسي، وآثار التعذيب الواضحة، وما أدلوا به من شهاداتٍ مروّعة حول الأوضاع المأساوية التي يعيشها المختطفون من قطاع غزة داخل معتقلات الاحتلال، وبينهم أطباء ومسنّون ومرضى وجرحى، يتعرّضون لأبشع الممارسات والجرائم، من تعذيب وتجويع وإهانات، تؤكّد السلوك الإجرامي لحكومة الاحتلال الفاشية، المتحدّية لكافة القوانين الإنسانية، والتي ترتكب يومياً جرائم حرب موصوفة، دون أن تجد أي رادع".

وقالت إن "هذه الجرائم المستمرة، بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة، والتي تجاوزت كل حدّ، وما يتعرّض له الأسرى في سجون الاحتلال، والمعتقلون في مراكز اعتقال جيشه الإرهابي، تتم بقرار من حكومة الاحتلال ضمن سياستها الفاشية باستهداف شعبنا الفلسطيني وإبادته، بغطاء كامل من الإدارة الأميركية المتواطئة مع انتهاكاتٍ فاضحة للقوانين الدولية، تتم على مرأى ومسمع من العالم أجمع".

وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، بالعمل الفوري على وقف هذه المجزرة التي تنفّذها حكومة الاحتلال النازية، وضرورة حماية الأسرى والمعتقلين، والمدنيين في مناطق الصراع، كما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ضرورة التحرك وكشف مصير آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفهم جيش الاحتلال من قطاع غزة، ويعمل على إخفائهم قسراً في ظروف لا إنسانية.

وطالبت مؤسسات حقوقية فلسطينية وعلى رأسها مؤسسات الأسرى، الأسبوع الماضي، بضرورة تحمّل المؤسسات الدولية ومحكمة الجنايات الدولية مسؤولياتها تجاه سياسة التعذيب والقتل والإعدام في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة خلال مؤتمر صحافي عقدته في ساحة مركز مدينة البيرة الثقافي وسط مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، أن ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال لا يقارن بكل السنوات الماضية أو بأية سجون في الكرة الأرضية، خاصة في معسكرات احتجاز معتقلي قطاع غزة، ومنها معسكر سيديه تيمان الذي كشف أخيراً عن فظائع إسرائيلية ارتكبت فيه.