جولة البابا: دعوة للحوار في قبرص وقلق على لبنان ولفتة تجاه المهاجرين

03 ديسمبر 2021
تستمرّ زيارة البابا فرنسيس قبرص حتى صباح السبت (Getty)
+ الخط -

أعلن الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس الخميس، خلال استقباله البابا فرنسيس، أنّ الحبر الأعظم "سينقل خمسين مهاجراً من قبرص إلى إيطاليا"، في وقت دعا البابا فرنسيس إلى الحوار في قبرص.

ووصل البابا إلى مطار لارنكا في قبرص الساعة 14,52 (12,52 بتوقيت غرينيتش) في زيارة تستمر حتى صباح السبت.

وقال أناستاسيادس متوجهاً إلى البابا: "مبادرتكم الرمزية، هي قبل كل شيء، إشارة قوية إلى ضرورة إعادة النظر في سياسة الاتحاد الأوروبي حول الهجرة، لكي تصبح معالجة المشكلة وتوزيع المهاجرين على الدول الأعضاء أكثر عدالة". وأضاف: "زيارتكم لبلادنا (...) هي لحظة تاريخية، تشعرنا بتأثر كبير وفرح حقيقي".

وانتقد البابا في كلمته "الجدران" التي تبنى في أوروبا، في إشارة واضحة إلى تزايد الشعور بالعداء للمهاجرين في عدد من الدول الأوروبية.

وقال: "لن تكون جدران الخوف وحقوق النقض التي تمليها المصالح القومية هي التي تساعدها على التقدم، ولا الانتعاش الاقتصادي وحده يضمن لها الأمن والاستقرار"، وأعطى قبرص نموذجاً، ليقول: "الروح الرحبة والقدرة على النظر إلى ما وراء حدودنا تزيداننا شباباً، وتسمحان لنا بأن نجد من جديد البريق الذي فقدناه".

البابا فرنسيس: للحوار لتحقيق السلام في قبرص

ودعا البابا فرنسيس خلال اللقاء، إلى "الحوار" لتحقيق السلام في قبرص، الجزيرة المقسومة منذ عقود إثر اجتياح تركي لثلثها الشمالي. وقال البابا في كلمته في القصر الرئاسي: "الجرح الذي تتألم منه هذه الأرض بصورة خاصة، ناتج عن التمزق الرهيب الذي عانت منه في العقود الأخيرة"، مضيفاً: "إن طريق السلام الذي يشفي النزاعات ويجدد جمال الأخوة، يتميز بكلمة واحدة، هي الحوار".

وكان البابا فرنسيس توجه فور وصوله إلى قبرص، إلى كاتدرائية سيدة النعم، حيث تجمّع عدد من رجال الدين والراهبات وأعيان من الموارنة القبارصة للقائه. وقدمت وفود من لبنان للمشاركة في استقبال البابا، بينهم صحافيون، ورجال دين، وراهبات، ومؤمنون عاديون. وقال مسؤولون في الكنيسة المارونية إن عدد الذين قدموا من لبنان بلغ حوالى الألف.

"قلق شديد" على لبنان

وعبّر البابا فرنسيس، في كلمة ألقاها أمام مسؤولي الكنيسة المارونية التي قدم بطريركها بشارة الراعي من لبنان خصيصاً للمشاركة في استقباله، عن "قلق شديد" إزاء الأزمة التي يواجهها لبنان المجاور.

وقال: "عندما أفكر في لبنان، أشعر بقلق شديد حيال الأزمة التي يواجهها، وأشعر بمعاناة شعب متعب وممتحن بالعنف والألم"، مضيفاً: "إنني أحمل في صلاتي الرغبة في السلام التي تنبع من قلب كل البلد".

كما حيّا البابا خلال كلمته الخميس، الكنيسة اللاتينية في قبرص، "الحاضرة هنا منذ آلاف السنين، (...) وهي اليوم بفضل وجود العديد من الإخوة والأخوات المهاجرين، شعب متعدد الألوان، ومكان لقاء حقيقي بين مجموعات عرقية وثقافات مختلفة"، مضيفاً أن "وجه الكنيسة هذا يعكس دور قبرص في القارة الأوروبية".

وتابع: "الكنيسة في قبرص أذرعها مفتوحة لترحب وتستوعب وترافق. إنها أيضاً رسالة مهمة للكنيسة في جميع أنحاء أوروبا الموسومة بأزمة الإيمان".

ويحمل البابا خلال زيارته التي ستليها زيارة لليونان، مرة أخرى، لواء الدفاع عن المهاجرين، ويشدّد على أهمية الحوار بين المذاهب المسيحية المختلفة.

ودعا البابا أوروبا إلى "التغلب على الانقسامات"، و"تحطيم الجدران"، و"الترحيب والاندماج"، في وقت تعاني القارة من تدفق المهاجرين إليها وترفض دول عدة استقبالهم.

وقال: "كلكم حول بحر واحد، البحر الأبيض المتوسط: بحر يروي قصصاً مختلفة، وهو مهد حضارات عديدة (...)"، مذكراً أوروبا بـ"أنه من أجل بناء مستقبل يليق بالإنسان، من الضروري العمل معاً، والتغلب على الانقسامات، وتحطيم الجدران وتغذية حلم الوحدة. نحن بحاجة إلى الترحيب والاندماج والسير معاً، لنكون جميعاً إخوة وأخوات".

ومساء الجمعة، يترأس البابا صلاة مسكونية دعيت إليها مجموعة من المهاجرين.

(فرانس برس)

المساهمون