ذكرت صحيفة "صباح" التركية، اليوم الأربعاء، أن ثمة جهودا داخل حلف شمال الأطلسي "ناتو" للتوافق على تسمية المضائق بين تركيا واليونان، في ظل سعي أميركي لاعتماد التسميتين التركية واليونانية، ورفض الطرفين لذلك.
وأوضحت الصحيفة التركية نقلا عن الإعلام اليوناني، أن قمة الحلف التي تُعقد في ليتوانيا في 11 و12 يوليو/ تموز الجاري ستشهد عرض أفكار لحل مسائل عالقة بين البلدين منها لقاءات على مستوى ثلاثي، واستخدام أسماء مزدوجة للمضيقين، وفق ما اقترحته واشنطن قبل أيام.
وأضافت أن هناك رفضا للمقترح الأميركي الذي طرح في الأيام السابقة من الطرفين.
يُعرف المضيقان في العالم باسمي البوسفور والدردنيل وفق المسميات اليونانية القديمة، فيما تعتمد تركيا اسم مضيق إسطنبول للبوسفور، ومضيق تشاناق قلعة للدردنيل.
ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس على هامش قمة حلف الأطلسي، عقب مكالمة هاتفية أجراها أردوغان معه لتهنئته بالفوز بالانتخابات البرلمانية التي أُجريت في اليونان.
ومسألة تسمية المضائق لا تُعتبر من صلب الخلافات بين البلدين، وهي خاضعة لاتفاقية مونترو الموقعة في العام 1936 وضمن الاتفاقية تذكر أسماء المضائق بأسمائها اليونانية.
وعاد الموضوع للحديث الإعلامي بعد المتقرح الأميركي المقدم في اجتماعات الأطلسي في بروكسل قبل أيام، من أجل التوصل لحل "توافقي" بين تركيا واليونان بخصوص تسمية المضائق.
وبحسب صحيفة "كاثيمريني" اليونانية، فإن المقترح الأميركي يتضمن تسمية مزدوجة للمضائق ووضع الاسمين، مبررة ذلك باتفاقية مونترو التي استخدمت بها الأسماء اليونانية، والاستخدام المختلف بين الدولتين يؤدي إلى اختلاط الأمر لدى دول حلف شمال الأطلسي.
وأضافت أن الوفد الأميركي اقترح استخدام اسم "المضائق التركية"، من أجل تركيا، ومن أجل بقية دول الحلف يتم استخدام اسمي مضيق الدردنيل والبوسفور، وهو مقترح اعترضت عليه أنقرة بشدة، فيما رفض الوفد اليوناني تعبير المضائق التركية.
ونقلت الصحيفة اليونانية عن مصدر دبلوماسي وجود تحفظات قبل لقاء أردوغان وميتسوتاكيس، ولهذا هناك مقترح بأن تكون هناك لقاءات على مستوى 3+3.
ومن المنتظر أن تشهد هذه اللقاءات الثلاثية مسألة المضائق وأيضا المسائل الخلافية بين البلدين منها الحدود البحرية، والملفات العالقة.
وتدهورت العلاقات التركية اليونانية قبل أكثر من عام بسبب طلب رئيس الوزراء اليوناني من الكونغرس الأميركي عدم الموافقة على بيع تركيا مقاتلات "إف-16"، الأمر الذي أزعج تركيا وأدى إلى إلغاء لقاءات رفيعة بين البلدين.
ومع وقوع زلزال 6 فبراير/ شباط الماضي، شاركت فرق الإنقاذ اليونانية في عمليات انتشال العالقين من تحت الأنقاض الأمر ما أحيا العلاقات بين البلدين وبدء الزيارات الرسمية، والاتصالات الهاتفية.
كما أن أنقرة تعمل على نهج سياسة جديدة تقوم على تطبيع وتحسين العلاقات مع دول المنطقة والإقليم.
وفي سياق العلاقات بين البلدين، أعلنت اليونان اليوم الأربعاء إخلاء مخيم لافريون الواقع بالقرب من العاصمة أثينا، والذي تعتبره تركيا مقرا لحزب "العمال الكردستاني" وتنظيمات مسلحة محظورة، يتم تدريب المسلحين فيه، وعودتهم منها إلى تركيا لتنفيذ عمليات مسلحة.
وأشارت الشرطة اليونانية في بيان لها إلى انتقال 53 شخصا كانوا في المخيم إلى أماكن أخرى تابعة لوزارة الهجرة واللجوء، وأن السبب وراء الانتقال يعود لتهالك المباني في المخيم الذي تم إنشاؤه عام 1974، لافتة إلى عدم حدوث أي مشاكل أثناء إجراءات الانتقال.
وتأتي هذه الخطوة قبل قمة حلف الأطلسي وقد تكون لها تأثيرات إيجابية بين البلدين، خاصة في ظل كثافة الملفات الخلافية العالقة والمستعصية على الحلول رغم العشرات من الجولات الاستكشافية بين البلدين والتي توقفت قبل نحو عامين.
ومن بين الخلافات المسألة القبرصية وقضية اللاجئين والحدود البحرية شرق المتوسط وفي بحر إيجة، فضلا عن حقوق الأقليات والأديان، وتسليح الجزر المتنازع عليها، وتقاسم ثروات شرق المتوسط، ودور أنقرة في ليبيا وترسيم الحدود البحرية بينهما.