استمع إلى الملخص
- حاولت الانضمام إلى قافلة مساعدات إلى غزة وزارت الضفة الغربية، شاهدة على الظروف المعيشية القاسية. تشارك تجربتها مؤكدة على الحاجة للتغيير والتحرك الدولي لدعم الفلسطينيين، مستذكرة إضرابات مماثلة من أمريكيين آخرين.
- تنتقد بشدة الدعم الأمريكي لإسرائيل وتصريحات عضو الكونغرس أندرو أوجلس، مؤكدة على أهمية الاستمرار في النضال من أجل فلسطين وضرورة تغيير النظرة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.
لليوم السابع على التوالي، تواصل الممرضة الأميركية جنيفر كونينغز إضرابها عن الطعام من أجل غزة، حيث تقف لبضع ساعات يوميا أمام البيت الأبيض وهي تحمل صور أطفال فلسطينيين يعانون من المجاعة، ومعها لافتة: ممرضة أميركية مضربة عن الطعام من أجل غزة.
"العربي الجديد" أجرى حوارا مع الممرضة جنيفر، التي أوضحت أنها لا تتوقع إحداث تغيير من خلال إضرابها عن الطعام، وإنما هدفها هو مجرد زيادة الوعي بالوضع الحالي في فلسطين وإعلام الناس بما يحدث، ولفت انتباه الفلسطينيين إلى أننا "لم ننس وسنواصل النضال من أجلهم". وتسربت كلمات الإحباط والحزن أكثر من مرة في كلمات جنيفر، التي عادت أخيراً من الضفة الغربية في فلسطين، حيث وصفت الأوضاع هناك بأنها "إبادة جماعية بطيئة"، وحاولت أن تستجمع الكلمات أكثر من مرة، وطلبت أكثر من مرة وقف التصوير.
وقالت جنيفر كونينغز: "أنا ممرضة من نيويورك، وسافرت إلى تركيا لمحاولة السفر إلى غزة في القافلة التي كان من المفترض أن يكون معها 5500 طن من المساعدات الإنسانية لمساعدة سكان غزة المحاصرين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبعد منع القافلة من السفر، تمكنت من الذهاب إلى الضفة الغربية وقضاء بعض الوقت هناك كمراقب لحقوق الإنسان ورؤية الظروف المعيشية هناك، وشعرت بالرعب مما يحدث، فإذا كان ما يحدث في غزة - دون شك - هو بوضوح إبادة جماعية، فما يحدث في الضفة الغربية هو إبادة جماعية بطيئة، وبعدما غادرت كنت أحاول أن أفكر في ما يمكنني أن أفعله كأميركية من أجل الشعب الفلسطيني الذي تتم إبادته حاليا على يد الإسرائيليين، بتمويل ودعم من الإدارة الأميركية".
ولا تعد جنيفر أول مواطن أميركي يضرب عن الطعام من أجل غزة، حيث سبقها منذ نحو شهرين الطيار في القوات الجوية لاري هيبرت، الذي أضرب عن الطعام لأكثر من أسبوع من أجل تسليط الضوء على معاناة أطفال غزة، قبل أن يعود إلى وحدته بالقوات الجوية بعد انتهاء إجازته. تقول جنيفر: "لقد كنت محظوظة بمقابلة لاري، الذي كان مضربا عن الطعام في آخر مرة كان فيها في العاصمة، وأدى ذلك إلى زيادة الوعي بالوضع في غزة".
تؤمن جنيفر كونينغز بأن إضرابها عن الطعام لن يغير الوضع في غزة، وتتذكر بإحباط كل الأنشطة والاحتجاجات التي شاركت فيها من أجل تغيير الأوضاع من دون أن تسفر عن تغيير في مواقف الولايات المتحدة، قائلة "لا أعتقد أن أي شيء قمنا به قد غيّر أي شيء، لقد مرت ثمانية أشهر على بدء الإبادة الجماعية، وجميع الإجراءات التي كنا نقوم بها، وكل الاحتجاجات والفعاليات، والكتابة إلى أعضاء الكونغرس، ولم يتغير شيء، لقد أصبح الأمر أسوأ". وترى جنيفر أن هناك سببا لعدم الاستجابة للاحتجاجات التي من شأنها في أي وضع طبيعي أن تغير الكثير، حيث تقول: "للأسف حكومتنا بيعت، وكلهم عملاء أجانب في هذه المرحلة، وجميعهم اشترتهم إسرائيل ودفعت ثمنهم".
وردا على سؤال: هل فقدت الأمل؟ تنهدت بحرقة وهي تردد أنها لا تعرف، لكنها أكدت أنها لا تملك خيارا آخر في هذا الوقت، خاصة "مع النظر إلى ما يمر به الشعب الفلسطيني من احتلال منذ 76 عاما، دون أن يفقد الأمل"، وأكدت أنها تشعر في بعض الأحيان باليأس، مشيرة إلى أنه من الصعب عليها التمسك بالأمل خاصة عندما تتحدث مع أعضاء الكونغرس "الذين لا يهتمون نهائيا بالإبادة الجماعية"، ولكنها في الوقت ذاته تشدد على ضرورة الاستمرار في النضال من أجل فلسطين والتمسك بالإنسانية لأن "الخيار الآخر هو الجلوس في المنزل ونسيان أننا بشر، وأنا لن أفعل ذلك".
كونينغز عن عضو في الكونغرس: يجب قتل جميع الأطفال في غزة
وكان لجنيفر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع، عندما تحدثت في فبراير/ شباط الماضي إلى عضو الكونغرس أندرو أوجلس عن الأطفال الذين يتم قتلهم في غزة بأموال دافعي الضرائب، فرد عليها قائلا: "أعتقد أنه يجب علينا قتلهم جميعًا".
جنيفر كونينغز: الحياة في الضفة الغربية أشبه بفيلم رعب
وعن زيارتها إلى الضفة، أشارت جنيفر كونينغز إلى أنها أتيحت لها فرصة الذهاب إلى الضفة الغربية بعد وجودها في إسطنبول، وأنها تمكنت من مقابلة العديد من العائلات في جميع أنحاء الضفة الغربية ورؤية معيشتهم بنفسها. وعن هذه الزيارة، قالت: "كنت دائما مؤيدة لحقوق الفلسطينيين، وأعرف أن إسرائيل دولة فصل عنصري، وأن الفلسطينيين يعيشون تحت قبضة احتلال وحشي، لكن رؤية الحياة الواقعية في الضفة كانت أشبه بفيلم رعب بالنسبة لي، ومن المرعب كيف يعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية وهم في الأساس لا يستطيعون حتى نطق كلمة فلسطين لاعتبارها نوعا من المقاومة، وما يفعله الاحتلال هو خطفهم، وتعذيبهم، وقتلهم، مع الإفلات الكامل من العقاب، كما أنه لا يوجد أي احترام لحقوق الإنسان هناك". وأضافت أنها شاهدت بعينها انعدام حرية التنقل، إذ "لا يستطيع الفلسطينيون السفر من مدينة إلى أخرى، لأن الانتقال من مكان إلى آخر يستغرق ساعات بسبب الطرق ونقاط تفتيش.. قوات الاحتلال المدججة بالسلاح في كل مكان"، موضحة أن هذا الجانب مخفي عن الأميركيين والعالم.
وفي ما يخص تدمير المستشفيات وعدم توفر رعاية صحية في غزة، قالت جنيفر كونينغز: "أنا ممرضة ممارسة، وكنت ممرضة في قسم الطوارئ، ومشاهد المستشفيات هناك، والأطباء يتم اختطافهم وتعذيبهم حتى الموت وقصفهم، صعبة ومؤلمة ومرعبة، والقيام بالعمل تحت الإكراه، دون نوم، مع الخوف من فقدان الحياة والأطراف لا يمكن تخيله، بالإضافة لمخالفته لكل القوانين والأعراف الدولية". وأضافت "لا أستطيع أن أتخيل بتر طرف طفل دون تخدير، وحالة الرعب الذي لا يمكن تصوره سواء من ناحية الأطباء أو الأسرة، وأيضا لم يكن من الممكن تصور أن هناك اضطرارا إلى إزالة رحم المرأة لأننا لا نملك الموارد اللازمة لوقف نزيفها.. هذا أمر مرعب تماما، وضد الإنسانية، والغرب يتجاهل كل هذا".
واختتمت جنيفر كونينغز بقولها "كمواطنة أميركية، قيل لي طوال حياتي إننا نعيش في دولة ديمقراطية، وصوتك مهم، وإذا كنت تريدين تغيير شيء ما، اجعلي صوتك مسموعا، واكتبي لأعضاء الكونغرس، وكنت ساذجة من قبل وتوقعت أن المسؤولين المنتخبين سيفعلون شيئا ما لوقف الإبادة الجماعية في غزة التي يتم بثها على الهواء مباشرة، لكن الأمر المفجع أنهم لا يمثلون الشعب الأميركي، فلقد خرج الشعب الأميركي إلى الشوارع طوال الأشهر الثمانية الماضية يستجديهم ويصرخ ويبكي من أجل التوقف عن قتل الأطفال، ولكن القتل مستمر، وهم يرفضون التحرك، بل ويدعمون إسرائيل. لذلك أنا غاضبة ومنكسرة القلب، والشيء الوحيد الذي أستطيع فعله، والذي أشعر بالأمل فيه، هو المساهمة في المجتمعات التي نشكلها حاليا حول هذه القضية والروابط التي نبنيها، فهذه المجتمعات والروابط ستدوم مدى الحياة، وسنواصل القتال لأن لدينا بعضنا بعضا".