اعتبر القائد السابق للمنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي ألون نيتسان، أن إقدام جيشه على تدمير برج "الجلاء" في غزة، الذي ضم مقرات لوسائل إعلام عالمية وعربية، أثناء الحرب التي شنّتها إسرائيل على القطاع في مايو/أيار الماضي، كان بمثابة "هدف ذاتي سجلته إسرائيل في مرماها".
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" عن نيتسان، الذي كلفته قيادة الجيش بالتحقيق في "الجوانب المعرفية" المتعلقة بالحرب، قوله إن الضرر السياسي والدبلوماسي الناجم عن تدمير البرج الذي كان يضم مقر وكالة أنباء "أسوشييتد برس" الأميركية وقناة "الجزيرة"، أكبر بكثير من "الإنجاز العملياتي" الذي تحقق بفعل تدمير البرج.
وبحسب "كان"، فإن نيتسان الذي كان يتحدث في ندوة نظمها "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب مساء أمس الأحد، أشار إلى أن مهاجمة مقرات وسائل الإعلام كانت "هجوماً من صنع أيدينا، أدّى إلى ضرر صنعناه بأنفسنا على مستوى الوعي السياسي والدبلوماسي"، مشدداً على أنه يعتبر الهجوم "خطأ".
وفي سياق متصل، وفي ما يتعلق بقدرة إسرائيل على التأثير في اتجاهات الرأي العام الفلسطيني في قطاع غزة خلال الحرب، نوه نيتسان إلى أن الإنجازات التي حققها جيشه على مستوى الوعي خلال الحرب "محدودة للغاية"، مشيراً إلى أن إسرائيل فشلت في التأثير على اتجاهات الرأي العام في غزة. وتابع: "ما زلنا ضعفاء جداً في القدرة على التأثير على الرأي العام في غزة أثناء القتال، والتسبب في توجيه ضغط الجمهور الغزي بحيث يصبح مؤثراً على صناع القرار في "حماس"، لافتاً إلى أن الفشل في التأثير على الرأي العام المحلي أثناء القتال يؤثر على العمليات العسكرية ذاتها، مقراً بأن "إحداث تأثير فعال على الرأي العام المحلي أثناء القتال صعب للغاية".
من ناحيتها، أشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن إسرائيل أبلغت في حينه الإدارة الأميركية التي اعترضت على تدمير البرج، أن حركة "حماس" اتخذت منه مقراً لقيادة عملياتها السيبرانية الهادفة إلى التشويش على عمل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي المعروفة بـ "القبة الحديدية"، والتي توظف في اعتراض الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على العمق الإسرائيلي.
ويشار إلى أن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد ذكرت بعيد انتهاء الحرب بأن مسؤولين سياسيين وعسكريين في تل أبيب عبروا عن أسفهم لمهاجمة برج الجلاء. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها إن ضباطاً كباراً في الجيش الإسرائيلي عارضوا مهاجمة البرج الذي يضم مقار وسائل الإعلام، على الرغم من توفر معلومات استخبارية تفيد بأن البرج كان يضم أيضاً "قيادة السايبر" التابعة لحركة "حماس".