قال سكان ومسؤول محلي إن مسلحين من جماعة "إم 23" المتمردة استولوا على بلدة كيوانغا في شرق الكونغو، يوم السبت، الأمر الذي يفصل فعليا غوما عاصمة إقليم شمال كيفو عن النصف الأعلى من الإقليم.
وقال ثلاثة أشخاص يعيشون في كيوانغا، لوكالة "رويترز"، إن مجموعات كبيرة من المسلحين دخلت البلدة من دون مقاومة بعد سماع دوي إطلاق نار لفترة وجيزة.
وقالت فرقة تدخّل عسكرية تابعة للأمم المتحدة وتدعم القوات الحكومية في بيان، إن أربعة من أفراد قوات حفظ السلام أصيبوا في قتال. ولم يعلّق البيان على مصير البلدة.
وأضافت الفرقة: "الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قد تشكل جرائم حرب.. تطالب (البعثة) هذه الجماعة المتمردة بالوقف الفوري لكل أشكال العداء، وتنذرها بأنها مستعدة للرد بقوة في حالة حدوث مزيد من العدوان".
وقال السكان إن الوحدة العسكرية التابعة للجيش التي تحرس البلدة غادرتها في اليوم السابق. ونفّذ الجيش في الآونة الأخيرة عمليات تقهقر استراتيجي من المناطق المأهولة لإبعاد القتال عن البلدات وحماية المدنيين.
وقالت منظمة "كيفو سيكيوريتي تراكر" التي ترصد العنف في شرقي الكونغو إن الجيش انسحب اليوم من مواقعه في رومانغابو، أكبر معسكر له في المنطقة، وإن جماعة "إم 23" حاصرت معسكر قوات حفظ السلام التابع للأمم المتحدة في البلدة ومتنزه فيرونغا الوطني.
ومنظمة "كيفو سيكيوريتي تراكر" مشروع مشترك بين مجموعة الكونغو البحثية، ومقرها مركز التعاون الدولي بجامعة نيويورك، ومنظمة "هيومن رايتس ووتش". ويتعاون المشروع مع باحثين من شرق الكونغو، وبعضهم من إقليم شمال كيفو.
وقال سايدي باليكويشا إميل، وهو عضو في برلمان شمال كيفو، في رسالة عبر "واتساب": "كيوانغا كيان مهم يفتح الطريق المباشر إلى غوما". وأضاف "سقوط كيوانغا وغيرها عار وطني، خاصة بالنسبة لمن قضوا أياما كاملة منا على شبكات التواصل الاجتماعي يعلقون آمالا على جيشنا".
ولم يرد بعد أي من الجنرال سيلفين إيكينغي المتحدث باسم جيش الكونغو أو الكولونيل نغيكي كيكو المتحدث باسم الجيش في شمال كيفو على اتصالات هاتفية ورسائل نصية تطلب التعليق.
وأنهت الاضطرابات في الإقليم هدوءا نسبيا استمر شهورا في شرقي الكونغو بعد استئناف الاشتباكات بين الجيش ومسلحي "إم 23". وتتهم الكونغو جارتها رواندا بدعم المسلحين، وهو ما تنفيه رواندا.
وقال متحدث باسم حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية إنه تم إمهال سفير رواندا 48 ساعة لمغادرة البلاد ردا على دعم رواندا المزعوم للمتمردين.
ووقعت عدة اشتباكات بين الجيش والمتمردين منذ استئناف القتال يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى لمقتل أربعة مدنيين على الأقل ونزوح أكثر من 23 ألفا عن ديارهم، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وتبادل الجانبان الاتهامات ببدء القتال.
(رويترز، العربي الجديد)