قال الناطق الرسمي باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، اليوم السبت، إن الضربات الأميركية البريطانية في اليمن، التي استهدف أحدثها قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014 "لم يكن لها تأثير يذكر".
وكانت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، قد أكدت فجر اليوم السبت أن طيران الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا استهدف العاصمة اليمينة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة بعدد من الغارات، وذلك بعد يوم على قصف مماثل استهدف مواقع في صنعاء ومحافظات أخرى في اليمن.
يأتي ذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، فجر أمس الجمعة، أن قوات أميركية وبريطانية، وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، "نفذت بنجاح ضربات ضد عدد من الأهداف التي يستخدمها الحوثيون في اليمن"، لافتاً إلى أن "هذه الضربات الأميركية البريطانية رد مباشر على هجمات الحوثيين على السفن الدولية في البحر الأحمر".
وكان محمد عبد السلام قد أكد في وقت سابق أن العمليات في البحر الأحمر لن تتوقف إلا بعد فك الحصار عن قطاع غزة، قائلاً إن من يدفع المنطقة لحرب أوسع هو من يسمح باستمرار "العدوان والحصار" لأكثر من مائة يوم في قطاع غزة.
وأضاف عبد السلام أن الحركة تسعى للضغط على الإسرائيليين والأميركيين للموافقة على وقف إطلاق النار، ورفع الحصار، والتحرك صوب السلام والحوار.
وفي أول بيان رسمي بعد الضربات الأميركية البريطانية، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين في اليمن، يحيى سريع، أمس الجمعة، إن "العدو الأميركي البريطاني أقدم في إطار دعمه لاستمرار الإجرام الإسرائيلي في غزة على شن عدوان غاشم على الجمهورية اليمنية بثلاث وسبعين غارة"، مؤكداً أن الغارات استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة.
وكان زعيم جماعة الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي قد قال، أول من أمس الخميس، إن جماعته "لن تتردد في فعل كل ما تستطيع وستواجه العدوان الأميركي"، متوعداً بأن "أي اعتداء أميركي لن يبقى أبداً دون رد".
من جانبه، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإيرياني، في منشور على منصة "إكس"، إن تبرير جماعة الحوثي بأنها تقوم بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر نصرة لغزة "كذبة كبيرة"، مشدداً على أنها تقوم بذلك لـ"تنفيذ الإملاءات الإيرانية في تصفية حساباتها مع القوى الدولية ونشر الفوضى والإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
● جريمة القرصنة البحرية التي نفذها النظام الايراني وطالت ناقلة النفط الأمريكية "سانت نيكولاس"، والتي جاءت بعد ساعات من إعلان مليشيا الحوثي الإرهابية "للمرة الأولى" مسئوليتها عن هجوم واسع استهدف سفينة أمريكية، يكشف الدوافع الحقيقية لتلك العمليات التي تستهدف ممرات الملاحة وحركة…
— معمر الإرياني (@ERYANIM) January 13, 2024
من جانبه، دان التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الضربات الأميركية البريطانية على اليمن، مؤكداً "موقفه الثابت الرافض لأي عدوان على اليمن وعلى أي قطر عربي أياً كانت المبررات".
وقال في بيان، السبت، إن "تكرار انتهاك السيادة بما نفذته دول العدوان من اعتداءات جديدة مساء اليوم طاولت مناطق في العاصمة صنعاء، يكشف حقيقة أهداف دول العدوان الاستعمارية وأطماعها في السيطرة على دول المنطقة ونهب ثرواتها والتحكم بمصائر شعوبها".
وأضاف أن "الإصرار على مواصلة العدوان وانتهاك السيادة اليمنية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا في هذا الوقت الذي ينتظر فيه العالم وقف العدوان الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا على غزة والشعب الفلسطيني، الذي يشكل جريمة إبادة جماعية وجرائم حرب، وجريمة ضد الإنسانية، ويقدم دليلاً جديداً على دعمهما للعدو الصهيوني والدفاع عنه ولو أُشعلت المنطقة كلها بالحروب".
(رويترز، العربي الجديد)