جلستان للبرلمان العراقي: ملف رئاسة الجمهورية غير مدرج في جدول الأعمال

07 أكتوبر 2022
قررت رئاسة البرلمان عقد جلسة يوم غد على أن تتبعها جلسة أخرى الاثنين (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -

من المقرر أن يعقد البرلمان العراقي الأسبوع المقبل جلستين اعتياديتين، في خطوة تهدف إلى إعادة تنشيط عمله والذي تعطل لنحو شهرين بسبب الأزمة السياسية. وبينما خلا جدول أعمال الجلستين من ملف رئاسة الجمهورية، أبدى تحالف "الإطار التنسيقي" الحليف لإيران عدم تفاؤله بحسم هذا الملف، وهو ما قد يؤثر على مساعي تشكيل الحكومة.

وقررت رئاسة البرلمان أن تعقد جلسة يوم غد السبت، تتبعها جلسة أخرى تعقد الاثنين، معلنة جدول أعمال الجلستين، وقد تضمن ملفات عدّة أبرزها مناقشة القصف الإيراني على شمال العراق، وتأدية عدد من النواب البدلاء عن نواب "التيار الصدري" المستقيلين، اليمين الدستورية، فضلا عن قراءة عدد من مشاريع القوانين".

ويسعى تحالف "الإطار التنسيقي" إلى استئناف دور البرلمان، بموازاة مساعيه بالضغط على القوى الكردية لحسم ملف اختيار رئيس للجمهورية، بينما لم يبد حتى الآن أي بوادر لاتفاق الحزبين الرئيسيين في كردستان (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) على مرشح واحد.

وتعثرت وساطات عدة للتوفيق بين الحزبين الكرديين الرئيسيين للتوصل إلى "مرشح تسوية" للرئاسة من قبل أطراف داخلية وخارجية، إذ يتمسك "الاتحاد الوطني الديمقراطي" بمرشحه برهم صالح، في مقابل تمسّك "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الحاكم في أربيل بمرشحه ريبر أحمد خالد.

وقال نائب عن "الحزب الديموقراطي الكردستاني" اشترط عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، إن "لا بوادر لحسم قريب للملف"، مبينا أن "التوافق صعب بين الحزبين، وأنه لا توجد أي حلول وسطية تقرب بينهما".

وأشار الى أن "اللقاءات والاجتماعات والوساطات، فشلت حتى اللحظة، ولا نتوقع أي حسم قريب للملف".

تأخير حسم الملف يشل حراك المضي نحو تشكيل الحكومة

إلى ذلك، أكد عضو "ائتلاف النصر"، الذي يتزعمه حيدر العبادي، حسن البهادلي، في تصريح لمحطة إخبارية كردية، مساء أمس، إن إرسال وفد من "الإطار التنسيقي" إلى إقليم كردستان تأخر، و"قد كان من المفترض أن تبدأ النقاشات بين الإطار والكرد داخل بغداد، ويأتي وفد من إقليم كردستان الى العاصمة، ومن ثم يذهب وفد من الإطار إلى الإقليم".

وأضاف أن "هنالك مشكلة حقيقية تكمن بعدم حسم الحزبين الكرديين، ملف مرشح رئيس الجمهورية، وهو ما عطل الشروع بالمفاوضات مع جميع الكتل السياسية المنضوية تحت تحالف إدارة الدولة"، لافتا إلى أن زيارة وفد "الإطار التنسيقي" إلى الإقليم أرجئت لحين حسم الملف.

"الإطار التنسيقي" غير متفائل

وأبدت النائبة عن قوى "الإطار التنسيقي"، حنان الفتلاوي، عدم تفاؤلها بحسم قريب للمنصب، مؤكدة أن تحالفها لن ينتظر طويلا، وقالت في تغريدة لها: "انتظار الأخوة الكرد كي يتفقوا على مرشح واحد يجب ألا يبقي لوقت مفتوحا.. طالما لم يتفقوا لحد الآن وربما لن يتفقوا فالذهاب لجلسة يطرح فيها كل المرشحين هو الحل الأمثل"، مضيفة "على الكرد أن يعملوا لجمع الأصوات لمرشحيهم.. لن ننتظر لنهاية الدهر بلا حكومة".

وكان "الإطار التنسيقي" قد منح القوى الكردية مهلة أسبوع تنتهي هذا اليوم الجمعة، لحسم اختيار مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية، ملوحا بأنه بخلاف ذلك سيتم المضي نحو تكرار سيناريو 2018 بذهاب الأكراد إلى البرلمان بأكثر من مرشح، وسيكون الحسم من خلال تصويت النواب على أي اسم يرونه اهلاً لهذه المسؤولية.

ويتطلب عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد حضور ثلثي عدد نواب البرلمان (220 من أصل 329)، وفقاً لما كانت قد قررته المحكمة الاتحادية العليا، وسط مخاوف من عدم تحقيق النصاب في حال فشلت القوى الكردية في التوصل إلى اتفاق على مرشح واحد يمثلها.

وتكمن أهمية اختيار رئيس جديد للبلاد في أن الدستور ألزم بأن يتولى الرئيس المنتخب داخل البرلمان، في الجلسة نفسها، تكليف مرشح "الكتلة الكبرى" بتشكيل الحكومة.