جرحى بقصف جوي لريف حلب.. واستئناف عاصفة الجنوب بدرعا

23 يوليو 2015
تجدد المواجهات بين النظام السوري و"داعش" (الأناضول)
+ الخط -
أصيب نحو عشرين شخصاً في ريف حلب الشرقي بجروح، فجر اليوم الخميس، إثر شن طيران النظام السوري، غارات عدة هناك، وذلك بعد يوم من مقتل ثمانية عشر شخصاً في تلك المناطق في قصف مماثل، بينما أعلنت قوات المعارضة السورية، ظهر اليوم الخميس، استئنافها معركة "عاصفة الجنوب" ضد قوات النظام في مدينة درعا جنوب سوريّة، وذلك بعد أكثر من 20 يوماً على هدوء نسبيّ ساد جبهات القتال بين الطرفين.

وقالت منظمة "إسعاف بلا حدود" العاملة في المنطقة، صباح اليوم، إن "إصابات عدة خفيفة وأضراراً مادية جاءت بعد قصف الطيران الحربي على مدينة الباب بالصواريخ فجر اليوم".

وكان المصدر نفسه، أكد قبل ذلك بساعات "إصابة ثمانية عشر شخصاً بعضهم في حالات حرجة، بعد قصف الطيران المروحي بلدةَ قباسين في ريف مدينة الباب"، التي تخضع لسيطرة "داعش" منذ بدايات السنة الماضية.

وشهد يوم أمس مقتل نحو ثمانية عشر شخصاً، في قصف نفذته طائرات النظام العسكرية، على قرية قصر البريج، القريبة من بلدة تادف، المتاخمة لمدينة الباب.


وتتعرض مدينة الباب والمناطق المحيطة بها، خصوصاً في الآونة الأخيرة، لغارات عنيفة، خلفت نحو مائة قتيل، منذ بداية هذا الشهر، بحسب ناشطين، حيث تثير تلك المناطق مخاوف النظام على ما يبدو، كونها لا تبعد بأقل من عشرين كيلو متراً شمال مطار وقاعدة كويرس العسكرية، التي تعتبر من أهم ثكنات النظام العسكرية في ريف حلب.

في السياق نفسه، قالت وكالة "أعماق" التابعة لـ "داعش"، إن مقاتلي التنظيم أردوا "24 عنصراً من الجيش السوري والمليشيات الشيعية الموالية له بعد محاولة تسلل على تلة استراتيجية تخضع لسيطرة مقاتلي الدولة الإسلامية قرب قرية المقبلة المحاذية للمدينة الصناعية"، في ريف حلب الشمالي الشرقي.

من جهتها نقلت شبكة "سوريا مباشر" عن مراسلها في حمص، أن عناصر النظام السوري الذين أعلن تنظيم "الدولة الاسلامية" مقتلهم، تابعون لمليشيا "الدفاع الوطني" من محافظة حمص، وأنهم لقوا مصرعهم "بعد محاولتهم استعادة تلة المقبلة، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة".

وذكر المصدر ذاته، أن "مجموعة الشبيحة التي وقعت ضحية الكمين، تسمى فوجَ الجوشن التابع لجمعية البستان، وهي الجمعية التي أسسها رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، وعقله الاقتصادي تحت غطاء إغاثي". متابعاً أن "فوج الجوشن هو فريق المهام الخاصة في جمعية البستان، ويخضع تدريبياً وعقائدياً وتكتيكياً لمليشيا حزب الله اللبناني، ويقوده المدعو مهدي دوم (أبو جوشن)، والذي كان يمارس أعماله التشبيحية في مدينة حمص، ومع خروج ثوارها باتجاه الريف الشمالي توجه فوج الجوشن إلى مدينة حلب".


وفي السياق نفسه، أكدت صفحات موالية للنظام على موقع "فيسبوك"، مساء أمس، الأنباء التي تحدثت عن مقتل الجنود التابعين للنظام، وعاتبت الإعلام الرسمي الذي لم يذكر أي كلام عن "استشهاد عشرين بطلاً من حمص في حلب" وقالت صفحة "شبكة أخبار حمص" المؤيدة للنظام "لن نطلب من الإعلام السوري الفاضل ذكرهم، فهو لا يعلم بهم.. إنما نتمنى من أي جهة رسمية الحديث بدقّة عن كيفية وآلية استشهادهم كما يطلب الأهالي".

وتقع تلة المقبلة، التي وقعت الاشتباكات قربها، في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة الصناعية في ريف حلب، ولها أهمية استراتيجية، تتمثل في إمكانية أن تغطي المدينة الصناعية نارياً، فضلاً عن وقوعها على طريق إمدادٍ رئيسي لقوات النظام هناك.

اقرأ أيضاً: أنباء عن تسليم إسرائيل الأردن طائرات كوبرا لمواجهة "داعش"


وفي سياق منفصل، أعلنت قوات المعارضة السورية، ظهر اليوم الخميس، استئنافها معركة "عاصفة الجنوب"، ضد قوات النظام في مدينة درعا جنوب سوريّة، وذلك بعد أكثر من 20 يوماً على هدوء نسبيّ ساد جبهات القتال بين الطرفين.

وقال الناشط الإعلامي "أحمد الحوراني" في تصريح لـ "العربي الجديد"، إنّ "تحالف عاصفة الحقّ، العامل جنوبيّ البلاد، بدأ بالاشتراك مع عدد من فصائل الجبهة الجنوبيّة، اليوم، هجوماً على مواقع النظام في مدينة درعا، استكمالاً لمجريات معركة عاصفة الجنوب من جهة، ونصرة لمدينة الزبداني من جهة أخرى".

وأوضح أنّ "فصائل غرفة عمليات عاصفة الجنوب، استهدفت بالأسلحة الثقيلة، تحصينات وأماكن تمركز قوات النظام في منطقة درعا المحطة وحيّ المنشية في درعا البلد، فضلاً عن مواقع أخرى، بينها المربع الأمني وكتيبة البانوراما والأمن الجنائي والمخابرات الجوية، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر النظام، وانفجار واحتراق مستودعات تابعة له".

وكانت معركة "عاصفة الجنوب"، التي بدأتها غرفة عمليات حملت الاسم نفسه، وضمّت غالب فصائل الجيش الحرّ والكتائب الإسلامية العاملة في محافظة درعا، قد توقفت مرتين، نتيجة أخطاء تتعلق بسوء التنسيق وسوء استخدام السلاح الثقيل والقتال داخل المدن، بحسب تصريح سابق لعضو المجلس العسكري الأعلى في الجيش الحر أيمن العاسمي.

المساهمون