جدل عراقي بشأن لقاء الرئيس صالح بقيادي في مليشيا "كتائب حزب الله"

18 فبراير 2021
لم يعلن مكتب صالح عن اللقاء بينما كشفت عنه هيئة الحشد الشعبي (تويتر)
+ الخط -

أثار اللقاء الذي أجراه الرئيس العراقي برهم صالح، أمس الأربعاء، مع القيادي في مليشيا "كتائب حزب الله"، رئيس أركان "الحشد الشعبي" عبد العزيز المحمداوي، الملقب بـ"أبو فدك"، جدلاً سياسياً. فبينما تساءلت قوى كردية عن فحوى اللقاء، مطالبة بإخضاع "الحشد" لأوامر الدولة، دافعت قوى أخرى عن اللقاء، وعدّت "الحشد" مؤسسة رسمية كحال المؤسسات الأخرى.

ولم يعلن مكتب رئيس الجمهورية عن اللقاء ولا عن أي تفاصيل بشأنه، بينما كشفت عنه هيئة "الحشد الشعبي"، مؤكدة أنه ناقش التحركات الأخيرة للحشد الشعبي لضبط الأمن في كركوك وغربي نينوى، وصولاً إلى الحدود العراقية السورية، وطبيعة حركة تبديل القطعات ضمن قواطع مسؤولية الحشد الشعبي بهدف تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، وتنسيق الجهود الأمنية.

والاجتماع هو الأول من نوعه، وجرى بعد يوم واحد من الهجوم الصاروخي على أربيل، الذي اتهمت فصائل تابعة لـ"الحشد" بتنفيذه، وقد تبنى فصيل مسلح موالٍ لإيران يدعى "سرايا أولياء الدم" الهجوم.

قوى كردية أثارت تساؤلات بشأن فحوى اللقاء، وقال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي، لـ"العربي الجديد"، إن "لقاء الرئيس برهم صالح مع أبي فدك بهذا الظرف يتعلق بالتأكيد بالقصف الصاروخي الذي وقع على أربيل، وهناك معطيات ودلائل تشير إلى أن القصف تم من قبل فصائل مسلحة موالية لإيران أرادت أن تبعث من خلاله برسائل إلى أربيل وإلى الولايات المتحدة بطبيعة الحال، كما يتعلق أيضاً بمسألة انتشار قوات الحشد الشعبي بصورة كبيرة في كركوك وسنجار، المتنازع عليها بين بغداد وأربيل".

وأكد شنكالي أن "القصف الأول لأربيل في العام الماضي حمل أدلة واضحة على أنه تم من خلال منطقة تخضع للحشد الشعبي، لكن قصف ليلة الإثنين الماضي، اختلف من حيث المكان الذي نفذ منه ونوعه، ويشير شنكالي إلى وقوف جهة مدعومة خلفه، إذ إن الهجوم نفذ في وقت كان هناك انتشار للحشد في المنطقة القريبة التي تم العثور فيها على الآلية التي قصفت أربيل"، مشيراً إلى أن "الكل يعلم أن هناك رسائل إيرانية يتم إيصالها إلى أميركا وأربيل بشأن الوجود الأميركي بأربيل والعراق من خلال القصف، وأيضاً في الصراع الدائر بين تركيا وإيران بشأن سنجار، وما انتشار الحشد الشعبي في سنجار وكركوك إلا بأوامر غير مباشرة من الجانب الإيراني".

وأثار شنكالي شكوكاً من إمكانية "محاولة رئيس الجمهورية الطلب من الحشد الشعبي وقف القصف ضد إقليم كردستان، في وقت من المفترض أن تكون قوات الحشد تابعة للحكومة ولرئيسها وخاضعة لسيطرته، وتتلقى الأوامر منه وتنفذها لا العكس"، معتبراً ذلك "مؤشراً على أننا وصلنا إلى حالة لا يمكن معها بناء الدولة".

وأشار شنكالي إلى أنه "تمّ تعيين أبو فدك كرئيس أركان للحشد بتوصية من إيران، خلفا للمهندس، وهو قيادي بحزب الله العراقي، وهذه الجماعة يعرف الجميع موقفها من الاتفاقات العراقية الأميركية، وتتصرف بمعزل تام عن إرادة الحكومة".

النائب عن "تحالف سائرون" الذي يتزعمه الصدر، بدر الزيادي، دافع عن اللقاء، معتبراً أن مليشيا "الحشد" جزء من منظومة الدولة، ولها رأي في إدارة الملف الأمني.

وقال الزيادي، لـ"العربي الجديد"، إن "رئيس الجمهورية له الحق بإجراء أي لقاء يشاء، ولا شك أن اللقاء مع أبو فدك جرى لمناقشة ضبط الأمن"، مبيناً أن مليشيا "الحشد جزء من منظومة أمن البلاد، ولها ثقلها في الساحة، ورئيس أركان الحشد هو منصب رسمي".

وشدد على أنه "لا يمكن إلقاء التهم بشأن هجوم أربيل على الحشد، فهناك تحقيقات تجري لكشف ملابسات الحادث، وهي التي ستكشف الجهة التي تورطت به".

وفي سياق تداعيات الهجوم الصاروخي على أربيل، أكد المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة في العراق اللواء يحيى رسول، على ضرورة العمل بين القوات العراقية والبيشمركة في مجال التنسيق في الملف الأمني، معتبراً أن حماية أربيل أولوية.

وأوضح رسول، في كلمة له من مدينة أربيل نقلتها وسائل إعلام محلية كردية في أربيل، أن "الخلافات السياسية تؤثر على قدرات القوات العسكرية في البلاد، وهناك لجنة مشتركة بين الحكومة الاتحادية ببغداد وحكومة إقليم كردستان للتحقيق في القصف المؤسف الذي طاول أربيل"، داعياً إلى انتظار نتائج تحقيق اللجنة والتي "ستؤدي عملها بدقة ومهنية".

وحول اتهام الفصائل التابعة للحشد الشعبي بالوقوف وراء الهجوم، قال رسول إن "الحشد الشعبي مؤسسة أمنية مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة، وهي تدافع عن العراق والعراقيين، ولا بد أن ننتظر نتائج التحقيق من اللجنة التي شكلت من قبل القائد العام للقوات المسلحة، والتي تضمّ جميع الأطراف، من الحكومة الاتحادية ومن حكومة إقليم كردستان ومن أشخاص مهنيين واحترافيين مهمتهم الوصول إلى النتائج الحقيقية، ورفع التوصيات إلى القائد العام للقوات المسلحة".

المساهمون