جدل بشأن فشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في تقييم معلومات عشية "طوفان الأقصى"

13 أكتوبر 2023
تلقى قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية معلومات عن "نشاط غير عادي" عشية الهجوم (الأناضول)
+ الخط -

يتصاعد التوتر في الأوساط الإسرائيلية على خلفية الهجوم الذي شنته حركة حماس يوم السبت الماضي، وأدى إلى اختراق خطوط الدفاع الإسرائيلية، في ظل اتهام قادة المؤسسة الأمنية بسوء التقدير وتحميلها المسؤولية عن الإخفاق في منع الهجوم.

ويجري الحديث عن فشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في تقييم المعلومات التي وردتها عن وجود نشاط غير عادي في قطاع غزة، إذ جرى تقييمه على أنه تدريب عسكري لكتائب القسام، وتقرر على إثر ذلك عدم رفع حالة التأهب.

ودفع ذلك، مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، الخميس، إلى إصدار بيان أكد فيه أن "رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أُطلع فقط في الساعة 06:29 بالضبط، عندما اندلع القتال وليس قبل ذلك".

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، أجرى جلسة لتقييم الأوضاع عقب معلومات وردت عن نشاط غير عادي، عشية هجوم كتائب القسام، بمشاركة عدد من كبار الضباط تقرر في نهايتها عدم رفع حالة التأهب في القطاعات الجنوبية في جيش الاحتلال.

كما أجرى رئيس الشاباك، رونين بار، أيضًا وفقا للقناة (12) تقييما للأوضاع في مقر جهازه، عقب تلقي المعلومات عن التحركات الاستثنائية، واعتبرها الجهاز "ضعيفة نسبيًا"، إلا أنه قرر إرسال فريق لمواجهة التهديد المحتمل، قتل بعض عناصره في الساعات الأولى للهجوم.

وأشارت القناة إلى وصول تحذيرات الاستخبارات العسكرية (أمان) عشية الهجوم، وتقرر على إثرها إجراء مداولات أمنية هاتفية بمشاركة قائد القيادة الجنوبية، ورئيس "أمان" أهارون حاليفا، وتقرر الانتظار حتى الصباح لمعالجة المعلومات الواردة.

وبحسب القناة فإن المؤشرات بدأت ترد من قطاع غزة وجاءت قبل نحو شهر وعشية الهجوم، مشيرة إلى أن هذه المعلومات لم تعتبر "حاسمة"، بما يشير إلى فشل الأجهزة الأمنية في تقييم الوضع في ظل هذه المعطيات.

يأتي ذلك فيما قالت ذات القناة إن السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، تلقى في الساعات الأولى من يوم السبت، قبل بدء الهجوم، مكالمة هاتفية من الشاباك تحتوي على مؤشرات مثيرة للقلق حول وجود "استعدادات مشبوهة"؛ وتم نقل هذه المعلومات إلى نتنياهو الذي توجه إلى مقر وزارة الأمن.

ويعترف كبار المسؤولين في الجيش و"الشاباك" أنهم لم يتوقعوا عملية واسعة النطاق لحماس، وأن ما كان متوقعا هو إطلاق صواريخ أو اختراق محدود للسياج أو محاولة إجراء عملية اختطاف.

وأطلقت حركة حماس يوم السبت الماضي، هجوماً أطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى" نجح فيه مقاتلوها في الوصول إلى المستوطنات المحاذية للقطاع، وخاضوا اشتباكات في أكثر من نقطة في هذه المناطق، وتمكنوا من قتل وأسر عدد من الإسرائيليين، فيما وصف الهجوم بأنه أسوأ اختراق للدفاعات الإسرائيلية منذ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عام 1973.