شارك آلاف التونسيين، اليوم الأحد، في مسيرة حاشدة بالعاصمة تونس بدعوة من جبهة الخلاص الوطني المعارضة، ورُفعت الرايات التونسية والفلسطينية في المسيرة، وتعالت الشعارات وهتافات النصر.
وردد المشاركون شعارات منها "الأرض فلسطينية لا هجرة من غزة"، "المقاومة تستمر والتطبيع لن يمر"، "مقاومة مقاومة لا صلح لا مساومة".
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني، نجيب الشابي، في كلمة له "إننا أمام حدث غير مسبوق في فلسطين، هي حرب دفعت إسرائيل لكي تستنجد بالخارج بعد أن أرعبتها المقاومة"، مضيفاً أنها "حرب أظهرت إسرائيل مجرد قوة من ورق، وأن إرادة الشعوب لا تقهر"، مؤكداً أن "الرهان عظيم وخطير، فالعدو الصهيوني أدرك أن المعركة طويلة وصعبة، وأدرك أيضاً أن المعركة مع حماس هي معركة حياة أو موت، لذلك يسعى إلى تهجير الأهالي".
وقال الشابي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "المقاومة وصلت يومها التاسع، والاشتباكات مستمرة بالاعتماد على قوة حماس الذاتية"، مبيناً أن "هذه الحرب لا تزال تنبئ بالمزيد".
وأضاف الشابي أن "المعركة غير مسبوقة لأن المقاومة عرفت ولأول مرة كيف تكسر الحاجز العازل"، مبيناً أن "المعركة أثبتت أن إرادة الشعوب لا تقهر".
وقال الشابي إن "الوحدة مطلوبة، فتشتت القوى قي مسيرات متفرقة إحداها من اتحاد الشغل والمنظمات، وأخرى للجبهة غير مقبول، فالرسائل كانت ستكون أقوى للمقاومة لو كانت هناك وحدة"، لافتاً إلى أن "جبهة الخلاص حشدت اليوم الآلاف"، مبيناً أن "الدعم يجب أن يكون مادياً ومعنوياً، وأن تصل المساعدات إلى غزة".
وقال عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين، المحامي سمير ديلو، في كلمة له، إنه "رغم العقوبات المفروضة على أهالي غزة فإنهم صامدون، ولكن شعبنا في فلسطين وغزة لن يكون وحده"، مضيفاً أن "أطفال فلسطين الذين يقتلون كل يوم ستظل جريمة في حق الإنسانية تلاحق أعداءهم".
وقال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة، عماد الخميري، إن "طوفان الأقصى جاء رداً على ما ارتكبته الصهيونية في حق فلسطين وأطفالها وشبابها على مدى عقود"، مؤكداً في كلمته أن "خيار المقاومة هو الخيار الوحيد، والحقوق لا تسقط بالتقادم"، مبيناً أن "بعض الأطراف تحاول عبثاً الانحياز لإسرائيل، ويحبكون السيناريو لتهجير شعب غزة، ولكن هناك مقاومة وشعباً على الأرض"، مؤكداً أن "الطوفان الحق سيحرر فلسطين وإرادة الشعوب العربية. الصمود للمقاومة في كل مكان، في سجون تونس من أجل التحرر في الداخل وفي فلسطين".
وقال الخميري في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "مسيرة اليوم هي استجابة لنصرة الشعب الفلسطيني، والجماهير الحاضرة تقول للفلسطينيين لستم وحدكم، فالمسيرات عبر العالم تدعم الحق الفلسطيني وقضيته التي هي حق عربي"، مشيراً إلى أنه "جاء اليوم الذي ردت فيه المقاومة على إسرائيل، ومن حق فلسطين أن تحرر أرضها وتعيد اللاجئين".
ويرى القيادي في الحزب الجمهوري، مولدي الفاهم، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المقاومة الفلسطينية "تمكنت من قهر القوة الإسرائيلية المدعومة من الخارج ورفعت بذلك رأس العرب"، مبيناً أن "الشهداء من أطفال وشيوخ سيظلون ذنباً في عنق هذه القوة الظالمة".
وقالت الناشطة بالمجتمع المدني، ناجية العجمي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "رسالتها لبعض الحكام العرب، لأنه لولا تخاذلهم لما حصل في غزة ما حصل من تقتيل وتدمير"، مضيفة أنه "لولا التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي جاء من الشتات لما دُمرت فلسطين".
وأضافت العجمي أن "الجامعة العربية أو جامعة العار لم تصدر ولو موقفاً مشرفاً"، مبينة أن "أطفالاً أُبيدوا ونساء قتلن، ولكن وحدها الشعوب الحرة متضامنة مع فلسطين ولن يتخلوا عنها".