قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، لصحيفة "حريت"، اليوم الأحد، إن روسيا وأوكرانيا تقتربان من اتفاق بشأن القضايا "المهمة"، وكادتا أن تتفقا على بعض المواضيع.
وأضاف الوزير التركي أنه يأمل التوصل إلى وقف إطلاق النار إذا لم يتراجع الجانبان عن التقدم الذي أُحرِز نحو التوصل إلى اتفاق.
ورداً على سؤال عن الأوضاع الأخيرة في الحرب الروسية الأوكرانية، أوضح أن الطرفين، الروسي والأوكراني، اقتربا أكثر في مواقفهما.
وقال جاووش أوغلو إنّ هناك تقارباً بمواقف الدولتين في القضايا المهمة والحساسة، وخاصة المواد الأربع الأولى (لم يحددها)، إذ يُعتَبر أنهما اتفقا حولها، ولكن هناك بعض المواضيع التي يجب أن تتخذ القرارات على مستوى الزعماء.
وحول وقف إطلاق النار، قال: "إذا لم يتراجع الطرفان عن المواقف التي اتخذوها، فإني متفائل بأن يحصل وقف لإطلاق النار، وهناك قنوات اتصال مفتوحة بين الزعماء، وهذا أمر بات معروفاً".
وأوضح الوزير التركي أنه "في حال حصول تفاهم بين الدولتين وحلول السلام، فمن المؤكد أن الزعيمين (الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي) سيلتقيان، وهذا الخيار غير مستبعد، ولا يوجد لدى الطرفين أي مواقف سلبية حيال لقائهما".
وعن خيار لقائهما في تركيا، أفاد وزير الخارجية التركي بأنه "قبل الحرب كانت تركيا قد عرضت هذه الفكرة، وحالياً من حيث المبدأ الطرفان، الروسي والأوكراني، لا يعترضان على اللقاء في تركيا، وهناك محاولات من دول أخرى، ولكن نحن في تركيا نرحب باستضافتهما في بلادنا، وبالنهاية الأهم هو اجتماعهما، إن كان في تركيا أو في خارجها، ما يهمنا لقاء الطرفين".
وأضاف: "لدينا مطالب بعقد لقاء ثلاثي في تركيا (رجب طيب أردوغان، وفلاديمير بوتين، و فولوديمير زيلينسكي)، وهذا إن حصل يكون بمطالب الزعيمين، وفي أنطاليا كان طلب الطرفين، الروسي والأوكراني، أن يكون اللقاء ثلاثياً".
ورفض جاووش أوغلو تحديد أي طرف أقرب إلى السلام، قائلاً: "نحن نقوم بمهمة الوساطة بينهما، ونلعب دور الميسر، ولهذا لا يمكن الجواب عن سؤال كهذا في هذا التوقيت"، موضحاً أنه "استُقبل بترحاب في روسيا وأوكرانيا، وأن الدولتين ترحبان بالدور التركي، وهناك ثقة بالسياسة التركية".
وحول المواد المطروحة بين الزعيمين، نقلت الصحيفة التركية عن المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن، قوله إنها 6 مواد "الأولى حيادية أوكرانيا وتراجعها عن مطالبها بعضوية الناتو".
وأضافت: "المادة الثانية عدم التسلح وتبادل تقديم الضمانات بين البلدين، والمادة الثالثة مصطلح قدمه الروس، وهو مرحلة تطهير النازية، والمادة الرابعة إزالة العقبات حول استخدام اللغة الروسية في أوكرانيا، والمادة الخامسة حول حالة دونباس، والمادة السادسة وضع القرم".
وجمعت تركيا وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، ووزير خارجية أوكرانيا، ديمترو كوليبا، في مدينة أنطاليا على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، في لقاء ثلاثي مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في العاشر من الشهر الجاري، ورغم عدم الخروج بنتيجة إيجابية، إلا أن تركيا تواصل الجهود واللقاءات مع الطرفين على أرفع مستوى.
وكان جاووش أوغلو قد قال الخميس إن الآمال ازدادت في وقف إطلاق النار بأوكرانيا إثر زيارته الأخيرة لروسيا. وأضاف في تصريح قبيل لقائه نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، في مدينة لفيف: "آمالنا تزداد بوقف إطلاق النار إثر زيارتنا لروسيا وأوكرانيا". وتابع: "أوكرانيا اقترحت أن تكون تركيا أحد الضامنين، وروسيا لم تعترض على ذلك".
وعرض الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخميس، في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، استضافته هو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإجراء محادثات لإنهاء الحرب.
وقال بيان لمكتب الرئيس التركي إن أردوغان أبلغ بوتين بأن الاتفاق بشأن قضايا معينة قد يتطلب لقاءً بين الزعيمين.
وقال الرئيس التركي أيضاً إن وقف إطلاق النار الدائم "قد يفضي إلى حل طويل الأمد"، مشيراً إلى أن "تركيا تحافظ على نهجها الصادق منذ البداية لضمان تحقيق سلام بين روسيا وأوكرانيا".