توجهت قيادات جبهة الخلاص الوطني التونسية، اليوم الجمعة، بـ"نداء عاجل" إلى القيادي المعتقل من حركة النّهضة، الصحبي عتيق، بضرورة فك الإضراب عن الطعام بعد 58 يوماً خوفاً على حياته، خصوصاً أن مؤشرات عديدة باتت تدل على أن صحته مهددة.
وجاء ذلك في مؤتمر طارئ بحضور عدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين وقيادات من جبهة الخلاص الوطني.
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، في كلمة له، إن "هذا النداء العاجل يأتي نظراً للخطر الصحي الذي يواجهه عتيق"، مبينا أن عتيق "يواجه مظلمة كبرى مخالفة للقانون، لأنه حتى لو اعترف شخص ما بجرم اقترفه، فلا يقبل ذلك الاعتراف إلا بوجود وقائع مادية، في حين أن ما يعيشه عتيق افتراء دون أي وقائع".
وأوضح أن القضية "تعود إلى العام 2016 وصدر فيها الحكم (قضية سرقة لأحد البيوت)، ولا علاقة لعتيق بها، وبالتالي لا يوجد أي موجب للإيقاف التحفظي".
وبين رئيس حزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي أن النداء لوقف إضراب عتيق عن طعامه، والصادر عن "عدد من القيادات السياسية والحقوقية"، يأتي "خوفاً على حياته"، مشيراً إلى أن "عتيق يعيش مظلمة سياسية كبرى، فالشعور بالافتراء والظلم وغياب شروط المحاكمة العادلة وراء إضراب الجوع، ولكن بعد مرور 58 يوماً ونقله في عدة مناسبات إلى الإنعاش، فإن ذلك يؤلم أصدقاءه وعائلته، وهم يخشون على حياته.. التي تبقى الأهم".
وقال المكي، في تصريح لـ"العربي الجدبد"، إنه بوصفه طبيباً "يدرك جيداً أن إضراب الجوع، وخاصة بعد هذه المدة الطويلة، يصبح خطيراً جداً على الصحة"، مشيراً إلى أن عتيق "قضى المدة الأخيرة في الإنعاش، وتعتبر الفترة مطولة نحو 5 أيام، وبالتالي فإن المسألة جدية ولا بد من إنقاذ حياة شخص قد يموت في السجن".
ودعا المتحدث إلى تسليط الضوء على هذه "المظلمة"، فـ"قضية المعتقلين بلغت مرحلة أصبحت سلبياتها كبيرة على السلطة، وهي في مأزق داخلي وخارجي". ولفت إلى أنه "رغم مضي 4 أشهر على الاعتقال، فإن هناك من استُجوب مرة واحدة، ورغم التوجه بعدة مطالب للنيابة العمومية لكشف أسباب إيقاف السجناء السياسيين، فلا توضيحات، وهناك صمت من النيابة، لم يحصل هذا حتى في عهد بن علي".
وختم المكي: "هناك انقلاب ومؤامرة من الانقلاب، وفي المقابل، هناك نضال ضد الانقلاب وإنقاذ للديمقراطية".