أكد قادة جبهة الخلاص الوطني في تونس خلال مؤتمر صحافي، اليوم الجمعة، أن الأيام القادمة ستشهد خطوات تصعيدية للمعارضة داخل السجن وخارجه، وقد تشهد إضرابا عن الطعام لبقية المسجونين السياسيين، مشيرين إلى استمرار الدفاع عنهم.
وقال رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن هدف هذا الإضراب وغيره من الخطوات التضامنية هو "تحريك الوضع الراكد"، معربا عن أمله في أن تؤدي هذه الخطوات إلى نتيجة.
وبين أن الجبهة ستطلق عدة مبادرات في الأيام القادمة تضامنا مع المعتقلين وللدفاع عن حقهم، إضافة إلى تنظيم وقفة، يوم غد السبت، مشيرًا إلى أن الجبهة شكلت أمس نواة مستقلة للتشاور والدفاع عن المعتقلين.
وكان المعتقل السياسي جوهر بن مبارك قد دخل في إضراب عن الطعام، ليل الاثنين/ الثلاثاء الماضي، بهدف إطلاق سراحه ووقف ملاحقته، قبل أن يلحقه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في إضراب رمزي تضامني انطلاقا من اليوم ولمدة ثلاثة أيام.
وقال الشابي، في كلمة له خلال المؤتمر، إنه "لا بد من التنديد بهذه المظلمة، وخاصة أن القضية (التآمر على أمن الدولة) المزعومة لا أساس قانونيا لها سوى الاستبداد بالمواطنين كي لا يمارسوا حقوقهم وأنشطتهم السياسية"، مبينا أن "هؤلاء في السجن فقط لأنهم اجتمعوا"، في إشارة إلى وقوفهم ضد الانقلاب.
وأضاف الشابي أن "الحديث عن مؤامرة يفتقد إلى عناصر المؤامرة ومقوماتها"، مضيفا أيضًا أن "الحديث عن جريمة إرهابية تحوّل إلى لعبة، رغم أنها جريمة جدية لها تشريعات وقوانين تضبطها".
ودعت جبهة الخلاص كل القوى والحركات التضامنية إلى التكاتف ودفع السلطة إلى رفع يدها عن المعتقلين.
وبحسب قول الشابي، فإن "العلاقات الدبلوماسية ليست جريمة، وهي من مشمولات أي نشاط سياسي، ولم تكن مثارا للتتبع القضائي". وأضاف: "القانون يجرم الاتصالات التي فيها مضرة للبلاد، ولكن مجرد التعارف والمواعيد يعد حقا مشروعا".
سلاح من لا سلاح له
وأكد عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين، المحامي سمير ديلو، أن إضراب جوهر بن مبارك عن الطعام ليس خيارا، مشيرًا إلى أنه "سلاح من لا سلاح له".
وأضاف ديلو، خلال المؤتمر، أن "الإضراب مُر وله تداعيات خطيرة، ومنها تعريض الصحة للخطر، وليس هناك إضراب عن الطعام محمود العواقب، فكيف الأمر بالنسبة لمن يعانون السجن والأمراض، واليوم يخوضه شيخ ثمانيني لأن المنظومة ظالمة وبلا أخلاق".
الغنوشي لم يستشر النهضة بشأن الإضراب
من جانبه، قال عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة بلقاسم حسن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الغنوشي لم يفكر في استشارة أي كان من الحركة لخوض الإضراب".
وفيما أعرب عن تخوف الحركة على صحة الغنوشي، أكد أنه قرر التضامن لأن مسيرته حافلة بالنضال ومساندة المناضلين.
وبحسب قول بلقاسم، فإن "هذا الأمر قد يكون دافعا وحافزا للمضي قدما، وللتمسك بالديمقراطية والشرعية.. مقاومة الدكتاتورية لها ثمن، والغنوشي وبن مبارك وجل المعتقلين في السجن لأنهم عارضوا الانقلاب".
تقديم طلب لسماع الدبلوماسيين الأجانب في قضية التآمر
إلى ذلك، قدمت هيئة الدّفاع عن القادة السّياسيين المعتقلين في "قضيّة التآمر" طلبًا لقاضي التحقيق بقطب مكافحة الإرهاب، لسماع الدبلوماسيين الأجانب الذين وردت أسماؤهم في القضية.
وأكدت الهيئة، في بيان، أنها اضطرت إلى القيام بهذا الإجراء بعدما برأت النيابة العمومية الدبلوماسيين الأجانب، إلا أنها ما زالت ترفض الإفراج عن المعتقلين التونسيين بدعوى خطورة التهم الموجهة لهم، وخاصة التخابر مع الدبلوماسيين، بحسب ما جاء في البيان.
في غضون ذلك، أكدت المحامية دليلة مصدق، شقيقة المعتقل جوهر بن مبارك، إحالتها والمحامية إسلام حمزة إلى التحقيق.
وقالت مصدق، على صفحتها عبر "فيسبوك"، إن هذا الإجراء يأتي على خلفية الإعلان عن تقديم هيئة الدفاع طلبا لسماع الدبلوماسيين الأجانب "الذين أقحموا في القضية من قبل صانعي ومفبركي الملف". وأضافت: "أنتم أقحمتم الدبلوماسيين وأدخلتم الدولة في أزمة دبلوماسية، فاشربوا من كأس العلقم التي أردتم أن تسمموننا بها".
وكان قاضي التحقيق الأول بالمكتب 36 بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب قد أصدر قراراً في يونيو/ حزيران الماضي، بمنع التداول الإعلامي في قضية "التآمر على أمن الدولة"، بهدف الحفاظ على سرية التحقيق، إلا أن الناطقة الرسمية باسم القطب حنان قداس أكدت حينها أن القرار موجه بالأساس لوسائل الإعلام السمعية والبصرية.