تونس تستعيد ذكريات الاعتداء الإسرائيلي على أراضيها

01 أكتوبر 2020
صورة يظهر فيها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهو يتفقد موقع الهجوم (Getty)
+ الخط -

تمر اليوم 35 سنة على حادثة الاعتداء الإسرائيلي على مدينة حمام الشط التونسية في ضواحي العاصمة، عندما سمع التونسيون في وضح النهار أصوات الطائرات الصهيونية تغير على مقر منظمة التحرير الفلسطينية، وتحصد أرواح تونسيين وفلسطينيين، امتزج دمهم إلى الأبد وخلّد فيهم مقاومة للكيان الغاشم لا تعترف بأي تطبيع.

وأحيت السفارة الفلسطينية في تونس وإقليم حركة فتح والجالية الفلسطينية وكوادر منظمة التحرير ومسؤولون محليون الذكرى الـ35 للعدوان الإسرائيلي على حمام الشط ومقرات منظمة التحرير، وقرأ الحضور الفاتحة على أرواح الشهداء ووضعوا إكليلا من الزهور في مقبرة الشهداء وقرب النصب التذكاري.

وعرفت عملية الغارة الإسرائيلية وقتها بـ"الساق الخشبية"، واستهدفت مقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية حينها في منطقة حمام الشط، وكان هدفها المباشر اغتيال ياسر عرفات وكبار المسؤولين الفلسطينيين، لكنها أخفقت في ذلك، وراح ضحيتها 50 فلسطينياً و18 تونسياً، وجرح 100 بين تونسيين وفلسطينيين وفق الأرقام الرسمية المعلنة إبان العملية.

وبحسب الروايات المتداولة، فقد كان أبو عمّار وأبرز قيادات منظمة التحرير يستعدون لاجتماع في المقر، ولكن الاجتماع تأجل لبضع سويعات، وهو ما قاد لنجاة ياسر عرفات ورفاقه.

وكان يُفترض أن يضم الاجتماع كل قادة القوات في الساحات ومديري الأجهزة الأمنية في تونس، وذلك في مقر القائد العام في حمام الشط. وحدد الاجتماع ليوم 1 أكتوبر/ تشرين الأول 1985 في الساعة العاشرة صباحًا، وفق تصريحات متطابقة لقيادات فلسطينية فيما بعد، لكن بعض القادة تعذر عليهم الوصول في الموعد بسبب حجوزات السفر، كما قيل حينها، وهو ما أدى لتأخير الاجتماع إلى حين وصول الجميع إلى تونس.

ونتيجةً للعدوان، هدد الرئيس التونسي حينها، الحبيب بورقيبة، بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية إذا لم تتم إدانة ما حصل في مجلس الأمن وإذا استعملت الولايات المتحدة حق الفيتو، وأبلغ السفير الأميركي في تونس واشنطن ذلك بلهجة حادة، واستطاعت تونس بالفعل انتزاع الإدانة بقرار مجلس الأمن عدد 573، وصادف أن كان وزير الخارجية التونسية وقتها،  الراحل الباجي قايد السبسي، في مقر الأمم المتحدة وقاد بنفسه المفاوضات ليتم في الأخير استصدار القرار المذكور.

ولكن الكيان الصهيوني لم يتوقف بعد ذلك عن استهدافه لتونس التي طالما احتضنت القضية وأبطالها، وقام باغتيال خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد) في سيدي بوسعيد 1988 وقرطاج في 1991، وأخيرا المهندس محمد الزواري في صفاقس في 2016، مخلفا أسئلة كثيرة عن التواطؤ الذي قد يكون حصل لتسهيل مهمة الإسرائيليين في مختلف هذه العمليات.

دلالات
المساهمون