تونس: انتخابات "النهضة" تفرز قائمة متنوعة للقيادة التنفيذية الجديدة

02 يناير 2021
التركيبة المقترحة تعبّر عن الاختلافات داخل الحزب التي بلغت أشدها بين الفرقاء (Getty)
+ الخط -

أفرزت أعمال مجلس شورى حزب النهضة في تونس، قائمة مختلطة ومتنوعة لعضوية المكتب التنفيذي الجديد، تضم عددا من قياديي مجموعة المائة الغاضبين، فيما تم إبعاد عدد من القياديين البارزين الموالين لخط رئيس الحزب راشد الغنوشي.

وسجلت انطلاقة العام الجديد صعود قيادة جديدة سترافق الغنوشي في الإدارة التنفيذية لحركة النهضة إلى حين إجراء المؤتمر الانتخابي، غير أن أبرز ما يمكن استخلاصه من اجتماع الشورى الذي أتم أعماله فجر اليوم السبت، التخلي عن خطة الأمين العام للحركة في مقابل صعود وزير العدل الأسبق ورئيس كتلة الحزب سابقا بالبرلمان، نور الدين البحيري، إلى خطة نائب رئيس مكلف بالفضاء السياسي الخارجي، بما يجعله الأقرب إلى مهام الأمين العام بالعودة.

كذلك تمت تزكية وزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي، مكلفا بالعلاقة مع المنظمات الوطنية، ضمن المساعدين الخمسة الجدد بحسب ما أظهرته نتائج التصويت.

كما حافظ رئيس الحكومة الأسبق علي العريض تقريبا على نفس المقام، نائبا مكلفا بالفضاء الداخلي، مع تزكية النائب السابق العجمي الوريمي نائبا مكلفا بالفضاء الاستراتيجي، والقيادية سلوى الزغلامي نائبا مكلفا بقطاع المرأة والأسرة، لتكون المرأة الأولى ضمن خماسي مساعدي الغنوشي على المستوى التنفيذي.

وانتهى التصويت في مجلس شورى حركة النهضة، الحزب البرلماني الأول عدديا (54 عضوا في البرلمان) بتزكية 17 عضوا من الأسماء المقترحة لعضوية المكتب التنفيذي، في حين لم تحظَ بعض الأسماء المتميزة بقربها من الغنوشي بالعدد الكافي من الأصوات، على غرار وزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام، ووزير الدولة للنقل واللوجستيك أنور معروف، ووزيرة التشغيل السيدة الونيسي، ورئيس مجلس الشورى السابق فتحي العيادي.

ووصف مراقبون كواليس مجلس الشورى الأخير بالمتوترة، حيث اتسمت أعماله بالتشنج والخلاف بسبب تصاعد الصراع بين مجموعة المائة المعارضين لتأجيل المؤتمر الانتخابي وتجديد ولاية الغنوشي على رأس الحركة، وبين مجموعة خط التوافق من دعاة تجاوز الخلاف الداخلي وحماية الحركة من التصدع.

ويبدو أن التركيبة المقترحة تعبّر عن الاختلافات داخل الحزب التي بلغت أشدها بين الفرقاء، غير أن التصويت بحسب المراقبين لا يعكس رابحين وخاسرين، حيث أفرز قائمة مزكاة مختلطة تضم الأطراف التي تحمل وجهات نظر مختلفة حول مستقبل الحزب.

يبدو  أن التركيبة المقترحة تعبّر عن الاختلافات داخل الحزب التي بلغت أشدها بين الفرقاء

وقال القيادي رفيق عبد السلام "كنت وما زلت، وسأظل داعية توافق داخل الحركة، مثلما دعوت إلى التوافق داخل الساحة الوطنية، لأن النهضة جسم كبير ومتنوع ولا يمكن إلا أن تدار بروح التوافق، ولكن بعض الإخوة، سامحهم الله، دخلوا المجلس بعقلية المغالبة وروح القبيلة، أي جماعتي وجماعتك، ومن ينادي بالتوافق فهو خصيم مبين".

وأضاف عبد السلام على حسابه بـ"فيسبوك"، أن "إدارة الأحزاب والمجموعات السياسية تحتاج إلى رؤية سياسية، ولا يمكن أن تدار بروح التموقع والمهارشات التنظيمية ضيقة الأفق. إذا كانت لي من قبيلة فهي الوطن الفسيح أولا، ثم الانتساب للنهضة كفكرة ومشروع وليس أكثر من ذلك".

وأكد مجلس الشورى في بيان رسمي، ظهر اليوم السبت، نتائج دورته السابعة والأربعين بإعلان التصويت لـ 17 قياديا ضمن المكتب التنفيذي الجديد.

 وقال المجلس إن جلسته "امتدت إلى الساعة الرابعة صباحا من يوم الجمعة والمخصصة لتزكية أعضاء المكتب التنفيذي بطلب من رئيس الحركة الأستاذ راشد الغنوشي، حيث طبق الصلاحيات المخولة له بموجب القانون الأساسي حسب قائمة مفصلة في الأعضاء والمهام عرضها رئيس الحركة على المجلس، فقد شارك 112 عضوا في الاجتماع وصوت من بينهم 90، ويعتبر عضوا بالمكتب التنفيذي من تحصل على خمسين صوتا بحسب البيان".

وأنهى بيان الشورى الجدل حول إمكانية إبعاد خمسة أعضاء من بينهم المكي وأربعة آخرين ممن اعتبر أن منافسيهم لم يتحصلوا على النصاب الكافي من الأصوات بحسب ما ينص عليه البند 34، باعتبار أنّ عدد الحاضرين كان 112 فإنّ عدد الأصوات المطلوبة للتزكية هو 57 مما يجعل النتيجة في حدود 12 قياديا فقط من الأوائل حسب ترتيب نتائج التصويت، غير أن البيان النهائي أقر اليوم بالإبقاء على قائمة 17 عضوا بتثبيت المكي في خطة نائب للرئيس.

وأعلن عضو مجلس الشورى العربي القاسمي استقالته من حركة النهضة قائلا: "البارحة غادرتُ جلسة الشّورى بعد زهاء السّاعة من انطلاقها بسبب ما تعرّضتْ له مجموعة مبادرة الـ100 من خطاب أقلّ ما يقال فيه إنّه منحطّ ومتدنٍّ ويقضي على أدنى فرص التّواصل والتّعايش المتبقيّة مع بعض النّاس.. غادرتُ الجلسة قبل التّصويت وحسمتُ أمري بتقديم استقالتي..".

وقدّم القاسمي على حسابه الرسمي بـ"فيسبوك" أسباب استقالته من حزب النهضة، معتبرا أنه لم يعد هناك مجال للإصلاح داخله.

المساهمون