كشف وزير الصحة التونسي الأسبق، وعضو مبادرة "توانسة من أجل الديمقراطية"، عبد اللطيف المكي، اليوم الثلاثاء، أن المشاورات متقدمة جداً لتأسيس حزب جديد، مشيراً إلى أن المنتسبين له يقدر عددهم بالمئات، منهم من المستقيلين من حركة "النهضة".
وقال المكي، لـ"العربي الجديد"، إن النواة الأولى لمشروع الحزب الجديد اجتمعت على مستوى وطني، مشيراً إلى إقرار المسودات النظرية حول هوية الحزب السياسية والفكرية والاقتصادية.
وأضاف أنه "سيُعرض أيضاً ميثاق أخلاقي يحافظ على نبل الممارسة السياسية".
وكشف أنه "في ظرف أسبوع من الآن تقريباً، سيُقدم اسم أوليّ للحزب الجديد، وسيعرض على الاجتماع التأسيسي الذي قد يلتئم في حدود شهر بحسب تطورات الوضع في تونس".
وأردف أن "الاتفاق على أن يقدم الملتقى الوطني المقبل، في غصون شهر تقريباً، الهيئة التسييرية المؤقتة، التي ستتولى تقديم روزنامة التأسيس ومشروع القانون الأساسي للحزب والاسم والهوية البصرية".
وأضاف وزير الصحة التونسي الأسبق "أن الهيئة التسييرية المرتقبة ستقدم أيضاً الآلية التي سنفرز على ضوئها الهيئة التأسيسية"، مشيراً إلى أن "عدد المشاركين يقدر بالمئات من عناصر نوعية، جزء مهم منهم من المستقيلين من النهضة ومستقلون".
وأكد المكي أن هناك "إقبالاً كبيراً من المستقلين على هذا المشروع السياسي، وتحول إلى ظاهرة ملفتة للانتباه"، قائلاً إنهم "إطارات نوعية بين شباب ومستقلين ليس لهم انتماء سياسي سابق، رغم أننا لم نفتح الباب بعد للاشتراك معنا".
ولفت إلى أن "الهيئة المؤقتة تتكون من الذين استقالوا من النهضة ومن المستقلين والإطارات التي تحدثت عنهم"، مشيراً إلى "إفراز جزء منهم بالانتخابات الداخلية وجزء آخر بالتوافق".
وعن هوية الحزب، قال المكي إن "الحزب، أو الحركة (سيتحدد ذلك لاحقاً) نعتبر أننا حزب محافظ بمعنى المحافظة على مكاسب البلاد والمحافظة على آفاق المستقبل والوحدة الوطنية، وعلى القيم الوطنية كاللغة والتاريخ الوطني والقيم الاجتماعية".
وأوضح أن "أطروحة المحافظة تختلف عن أطروحة ما يسمى بالإسلام السياسي، برغم أنها قد تلتقي معه أحياناً، ولكننا نعتبر أن المسألة الأساسية أنه يجب القطع مع الأحزاب الأيديولوجية، أي الأحزاب التي تعتبر أن لها أيديولوجيا يجب تشكيل المجتمع على أساسها وبالتالي تضع نفسها وصية على المجتمع".
ورأى أن "الحزب يجب أن يكون تحت ثقافة الشعب وليس فوقها، وأن ينطلق من ثقافة الشعب الموجودة ويحافظ عليها، وهذا لا يعني عدم توفير أطر التطوير، خاصة أن المحافظة تقتضي التحديث والتطوير، وبالتالي نريد القطع مع الأحزاب الإيديولوجية يميناً ويساراً".
وأضاف أن "المسألة التنموية هي مسألة ثقافية بالأساس، إذ لا بد أن يكون هناك صوت في المجتمع يدفع من أجل ثقافة الابتكار والإنتاج، وهذا يقتضي وجود نظرة إيجابية بتثمين الثقافة الوطنية في بعدها القيمي والتاريخي واللغوي ليصبح الإنسان منتجاً وينحت تموضعه في العالم".
وقال أيضاً "نحن سننطلق من ثقافة المجتمع وهذا سيكون عنصراً مهماً لإرساء الثقة بين المواطن والدولة، ولكي لا يشعر أن الدولة تريد فرض تطوير قسري عليه في أي اتجاه، لأن شُغل الأحزاب هو تطوير واقع الناس ومعاشهم وأوضاعهم وهذا يتطلب الاشتغال على السياسات، من خلال وضع قوانين أساسية تحمي المبدعين وتعمل على عدة منظومات وهذا حجر الزاوية".
ولفت إلى "نحن حزب اجتماعي ديمقراطي محافظ وطني، والوطنية ليست وطنية السقوط في الإقليمية، بل هي وطنية ذات أفق مغاربي عروبي ثم تتوسع إلى بقية الدوائر إلى أن نصل للعالم".
يذكر أن المكي كان قد استقال من حركة "النهضة" في سبتمبر/ أيلول الماضي، مع عشرات من القيادات العليا في الحركة، أمثال سمير ديلو ومحمد بن سالم وجميلة الكسيكسي، وعدد آخر من النواب وأعضاء مجلس الشورى والمكاتب الجهوية والمحلية.