أدانت الحملة التونسية لمناهضة التطبيع مع إسرائيل بأشد العبارات مشاركة متوقعة لرئيس الوزراء التونسي الأسبق ورئيس حزب "تحيا تونس"، يوسف الشاهد، في القمة العالمية حول العالم ما بعد كورونا، التي ستقام في دبي في 24 مارس/ آذار 2021 بمشاركة نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإسرائيلي السابق سيلفان شالوم.
وذكرت الحملة أن الشاهد يشارك في القمة كما أعلن رسمياً على موقعها إلى جانب شالوم، ونائب رئيس بلدية القدس فلور حسن ناحوم، ومستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون، وجيسون غرينبلات المبعوث الخاص للبيت الأبيض إلى الشرق الأوسط والمهندس الرئيسي لخطة التطبيع الأخيرة بين إسرائيل وأربع دول عربية.
ودان رئيس جمعية أنصار فلسطين، مراد اليعقوبي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، قبول الشاهد المشاركة في هذه القمة كما ورد على الموقع الرسمي للقمة قائلاً: "أعتبر أن الشاهد مثل غيره ممن يُطلق عليهم اسم "الفتية الذهبيون"، ممن يكونون في دول مساندة للصهيونية، والذين لا تشغلهم القضايا العليا على غرار قضية مناهضة التطبيع. وهي قضايا لا تعنيهم".
وبيّن أن الشاهد "مجرد مستثمر ومتربح من سيرته السياسية والمناصب التي شغلها، كما له مواقف سابقة من خلال تضمين شخصية في حكومته السابقة مطبعة وألّبت على الاقتصاد التونسي".
واعتبر اليعقوبي أن الشاهد "وضع نفسه في يد الصهاينة، لأن هذا المشروع الصهيوني الذي يستقطب كل من له تأثير بهدف تغيير السياسات مستقبلاً لصالحها تحت غطاء المصلحة الاقتصادية". كذلك بيّن أن "الدول التي طبّعت مع إسرائيل لم تجنِ شيئاً يذكر على المستوى الاقتصادي على غرار موريتانيا ومصر، خلافاً للإمارات التي تعول على ثرواتها الباطنية وليس على مساعدات إسرائيل".
كذلك اعتبر أن احتضان دبي هذه القمة ودور الإمارات عموماً هو بمثابة "المخلب المتقدم للكيان الصهيوني ومشروعه، خصوصاً بعد أن بدأ يتراجع الموقف الأميركي من صفقة القرن بصعود إدارة بايدن، فمن الوارد جداً أن تتراجع".
ورأى أن هؤلاء لا يخجلون من وضع أيديهم وأنفسهم على ذمة الصهيونية؛ لأنه لا موقف لهم أصلاً من القضايا المصيرية وقضايا الأمة، وهم لا يفكرون سوى في سيرهم الذاتية والمناصب التي يتربّحون منها".
وعبّرت الحملة المناهضة للتطبيع مع إسرائيل عن استيائها من المشهد الذي وصفته بالمثير للاشمئزاز بمشاركة رئيس الوزراء التونسي الأسبق يوسف الشاهد في هذا الاحتفال، الذي يعتبره كل من نتنياهو وترامب "انتصاراً" في حربهما لكسر التضامن العربي مع فلسطين، مدعوماً بخيانة بعض القادة العرب، بحسب البيان.
وأضاف بيان الحملة أن هذه القمة تهدف إلى "تمجيد" التطبيع مع العدو الصهيوني، وإقناع القادة العرب الجدد بخيانة فلسطين وبالتالي لشعبهم.
وذكرت الحملة المناهضة للتطبيع أن مشاركة الشاهد في هذه القمة إلى جانب شالوم تذكّر التونسيين بأحلك فترات التطبيع في زمن بن علي مع العدو الصهيوني، باستقبال شالوم في 2005 بصفته وزيراً للخارجية الإسرائيلية آنذاك، قادماً لتمثيل بلاده في القمة العالمية لمجتمع المعلومات، والتي اعتبرت أول اتصال مباشر بين إسرائيل وتونس.