توقعات برفع المحكمة الجنائية الدولية قضايا ضد روس بسبب حرب أوكرانيا

13 مارس 2023
مدعي عام الجنائية الدولية كريم خان أثناء زيارته كييف إبريل الماضي (Getty)
+ الخط -

قال مصدر، اليوم الاثنين، إن المحكمة الجنائية الدولية تعتزم السعي لاعتقال مسؤولين روس بسبب ترحيل أطفال من أوكرانيا قسراً، واستهداف البنية التحتية المدنية، فيما يمكن اعتباره أولى قضايا جرائم الحرب الدولية الناجمة عن غزو موسكو.

وقال المصدر إن أوامر الاعتقال قد تتضمن ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، ومن المتوقع استصدارها "على المدى القصير"، إذا وافق عليها قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الجنائية الدولية التي يقع مقرها في لاهاي.

ورفض مكتب المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية التعليق.‭‭ ‬‬ولم ترد وزارة الدفاع الروسية بعد على طلب رويترز للتعليق.

ومن المؤكد أن روسيا سترفض أي أوامر اعتقال بحق أي من مسؤوليها. لكن محاكمة مرتكبي جرائم الحرب دولياً قد تزيد من العزلة الدبلوماسية المفروضة على موسكو وتجعل من الصعب على المتهمين السفر إلى الخارج خوفاً من اعتقالهم.

وتنفي روسيا تعمدها استهداف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، قائلة إن هجماتها كلها تهدف إلى الحد من قدرة كييف على القتال.

وكشفت روسيا عن برنامج تجلب بموجبه آلاف الأطفال الأوكرانيين إلى أراضيها، لكنها عرضته على أنه حملة إنسانية لحماية الأيتام والأطفال الذين تركهم ذووهم في منطقة الصراع.

وتقول كييف إن الآلاف من الأطفال الأوكرانيين المرحلين تتبناهم أسر روسية، ويجري إيواؤهم في مخيمات ودور أيتام في روسيا ومنحهم جوازات سفر روسية، وتنشئتهم على رفض الجنسية الأوكرانية واعتبار أنفسهم روساً.

وأجرت كييف العديد من محاكمات جرائم الحرب لجنود روس بسبب حوادث فردية مثل القتل أو الاغتصاب في أراضيها المحتلة.

ويمكن أن يتسع نطاق التهم التي ناقشها المدعون العامون في المحكمة الجنائية الدولية بحيث تستهدف المسؤولين عن السياسات وليس فقط مرتكبي الجرائم على الأرض.

على الأرض، وصف الجانبان القتال في باخموت وحولها، وهي مدينة صغيرة مدمرة في شرق أوكرانيا، أصبحت محور تركيز القصف الروسي، بأنه لا هوادة فيه.

وبالقرب من كريمينا، شمالي باخموت، قال الجنود الأوكرانيون إنهم صدوا هجمات مكثفة شنها جنود مخضرمون، في الوقت الذي كانت فيه القوات الروسية تقترب من خط المواجهة بمعدات ثقيلة.

وفي غابة تبعد ثمانية كيلومترات من الجبهة، دوى صوت المدافع التي كانت تستهدف مواقع القوات الروسية في الشمال الشرقي. وسمعت أصوت انفجارات على مسافة بعيدة، مما أشار إلى وقوع قتال عنيف.

وشاهد صحافيون من "رويترز" جندياً مصاباً بجروح خطيرة في ساقه، بعد نقله من على جبهة القتال.

وقال ميخايلو إنست، وهو مسعف يبلغ من العمر 35 عاماً، قبل أن يعالج الجندي الجريح "قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع كان القتال في ذروته لكنه هدأ قليلاً. هناك الكثير من نيران المدفعية وقذائف الهاون".

وأضاف لرويترز أن 20 جندياً أصيبوا في يوم واحد من كتيبته.

وأصبحت المعركة المستمرة منذ أشهر من أجل السيطرة على باخموت أكثر معارك المشاة دموية في أوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية.

واستولت القوات الروسية بقيادة مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة على الجزء الشرقي من المدينة، لكنها فشلت حتى الآن في تطويقها.

ونقل المركز العسكري الإعلامي الأوكراني عن قائد القوات البرية الأوكرانية الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي، الذي تعهد بعدم الانسحاب، قوله "تم صد كل محاولات العدو للسيطرة على المدينة بالمدفعية والدبابات وغيرها من القوة النارية".

وقال مؤسس شركة فاغنر يفجيني بريغوجن أمس الأحد إن الوضع "صعب، صعب للغاية".

زيارة الرئيس الصيني

مع احتدام القتال شرقي أوكرانيا، يبدو أن موسكو على مقربة من أن تشهد انفراجة دبلوماسية طال انتظارها.

وقالت مصادر عديدة لـ"رويترز" إن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد يزور روسيا قريباً، ربما الأسبوع المقبل، في تلبية لدعوة كانت قد تقدمت بها روسيا منذ فترة طويلة، لكنها جاءت في وقت أقرب مما كان يتوقع في السابق.

وصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه الزيارة على أنها دعم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، ولكن قد يؤثر عليها خطط الرئيس الصيني للتحدث عبر الفيديو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمرة الأولى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال بخطط عقد محادثات بين زيلينسكي وشي ولم يتسن لـ"رويترز" تأكيدها على الفور.

ولم ترد وزارة الخارجية الصينية أو مكتب الرئيس الأوكراني بعد على طلبات رويترز للتعليق. وقال الكرملين إنه ليس لديه ما يعلنه حتى الآن.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين "كقاعدة عامة، يجري تنسيق الإعلان عن الزيارات الخارجية الرسمية بالتزامن مع الاتفاق المشترك بين الأطراف. عندما يكون هناك مثل هذا الاستعداد، سنعلمكم".

وستكون زيارة الرئيس شي إلى روسيا حدثا كبيرا بالنسبة لبوتين، الذي يصور الحرب في أوكرانيا على أنها صراع مع الغرب. وتعتمد روسيا على الصين لشراء النفط والغاز الذي لم يعد بإمكانها بيعه في أوروبا.

ولكن الاجتماع الذي سيعقد عبر الفيديو مع زيلينسكي قد يمثل انقلاباً بالنسبة للأوكرانيين الذين يريدون أن تظل بكين على حيادها بدلاً من تقديم دعم قوي لموسكو. دعا زيلينسكي شي للتحدث معه.

وامتنعت الصين عن تحميل أي طرف مسؤولية الحرب، لكنها عارضت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. وعرضت في فبراير شباط خطة لإحلال السلام، وهو مقترح قابله الغرب بالتشكك فيما أيدته موسكو وعبرت أوكرانيا عن ترحيبها به ولكن بحذر.

وأعلنت الصين وروسيا تدشين شراكة "بلا حدود" في فبراير/ شباط 2022 قبل أسابيع من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وأكد الجانبان مراراً على متانة العلاقات بينهما.

(رويترز)

المساهمون