في خطوة مفاجئة، توقعت وسائل إعلام إسرائيلية أن يُعلَن غداً الأحد تشكيل حكومة جديدة يتناوب على رئاستها كل من زعيم حزب "يمينا" اليميني نفتالي بينت، وزعيم حزب "ييش عتيد" يئر لبيد، بمشاركة الأحزاب المعارضة لبقاء رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو في الحكم.
وفي حال تأكُّد الأمر، فإن إعلان تشكيل الحكومة سيكون قبل خمسة أيام من موعد انتهاء مدة التكليف التي منحها الرئيس روفي ريفلين للبيد.
واقتبست قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" من مصادر في ديوان نتنياهو، قولها إن بينت وافق على الانضمام إلى الحكومة التي كُلِّف تشكيلها يئر لبيد، زعيم حزب "ييش عتيد"، على أن يتناوبا على رئاستها.
وسيضم الائتلاف الحكومي، الذي من المتوقع أن يرأسه بينت أولاً، إلى جانب حزبي "ييش عتيد" "ويمينا"، أحزاب: "تكفاه حدشاه"، "يسرائيل بيتينو"، و"العمل"، و"ميريتس"، على أن تحظى بدعم حزب عربي على الأقل من الخارج.
وذكرت قناة التلفزة "13" أنه يتوقع على نطاق واسع أن تؤدي الحكومة الجديدة اليمين الدستورية في غضون عشرة أيام.
ونظراً لأن جميع وسائل الإعلام قد استندت إلى تسريبات من ديوان نتنياهو، وفي ظل عدم صدور أي تصريح عن بينت ولبيد، فإنه سيكون من السابق لأوانه التعاطي مع هذه التسريبات كحقيقة ناجزة.
ومما يجعل مهمة تشكيل حكومة برئاسة بينت-لبيد أمراً بالغ الصعوبة، حقيقة أنها ستضم أحزاباً تتباين في منطلقاتها الأيديولوجية بشكل كبير. فهي من ناحية تضمّ أحزاباً تمثل أقصى اليمين، مثل "يمينا" و"تكفاه حدشاه" وأخرى تمثل أقصى اليسار الصهيوني، مثل حركة "ميريتس".
ويُعَدّ بينت من الساسة اليمينيين المتطرفين، حيث كان أول من طرح فكرة ضمّ منطقة "ج"، التي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية إلى إسرائيل، فضلاً عن أنه عندما كان وزيراً في أثناء حرب 2014، كان الأكثر حماسة لتكثيف الضربات على مدن قطاع غزة ومخيماته.
وبسبب الفروق الأيديولوجية الكبيرة، ستكون مهمة التوافق على برنامج سياسي عام للحكومة الجديدة بالغة الصعوبة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالموقف من مركبات الصراع مع الشعب الفلسطيني، وتحديداً: القدس، الاستيطان، التعاطي مع غزة وغيرها.
وقد هاجم نتنياهو أمس بشدة بينت، متهماً إياه بتهديد أمن إسرائيل لموافقته على المشاركة في "حكومة يسار تضم أطرافاً معادية لإسرائيل".
وفي فيديو صُوِّر على شاطئ البحر، ونشره على حسابه على "تويتر"، واصل نتنياهو هجومه، قائلاً إن "دولة إسرائيل تقف وظهرها إلى البحر بسبب بينت الذي أخلّ بكل تعهداته، ولم يوافق على تشكيل حكومة يمين تحافظ على القدس".
ولا يستبعد أن يرتبط دور نتنياهو في تسريب المعلومات عن تشكيل حكومة بينت - لبيد وهجومه الشديد على قيادة حزب "يمينا"، بمحاولة ممارسة ضغوط على بعض نواب الحزب وقاعدته الانتخابية للتحرك لإحباط هذه الخطوة.