توقعات بتردي العلاقات الإسرائيلية الأردنية بفعل "العداء" بين الملك ونتنياهو

21 ديسمبر 2022
يتوقع أن تنال حكومة نتنياهو ثقة "الكنيست" قبل نهاية العام (Getty)
+ الخط -

توقع تحليل إسرائيلي نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، أن تشهد العلاقات الإسرائيلية-الأردنية تدهوراً في المرحلة المقبلة، مع تشكيل بنيامين نتنياهو لحكومته الجديدة، والتي يتوقع أن تنال ثقة الكنيست الإسرائيلي قبل نهاية العام الحالي، وذلك بفعل العداء بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وبين رئيس الحكومة المكلف بنيامين نتنياهو، وفق ما ذهب إليه محرر الشؤون الأمنية في الصحيفة عاموس هرئيل.

وقال هرئيل إن "القلق يساور عمّان من مستقبل علاقاتها مع إسرائيل بفعل نتائج الانتخابات الإسرائيلية العامة الأخيرة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وعلى ضوء الحكومة اليمينة المقبلة".

وبحسبه، فإن مسؤولين رفيعي المستوى في الأردن قلقون من أن تتجه الحكومة الجديدة إلى محاولة تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وفي القدس المحتلة عموماً على ضوء الهيمنة المتوقعة لأحزاب يمين متطرفة، ولا سيما عزم نتنياهو تعيين إيتمار بن غفير وزيراً لـ"الأمن القومي"، والذي سيكون مسؤولاً عن عمل الشرطة وجهازها في القدس المحتلة أيضاً، على الرغم من أكثر من تصريح أطلقه نتنياهو وقال فيه إنه سيشرف عن قرب على ما يحدث في القدس لمنع التصعيد.

ولفت هرئيل إلى أنه على الرغم من مثل هذه التصريحات، فإن العلاقات من بين نتنياهو وبين العاهل الأردني ظلت مشحونة، خصوصاً أن الأردن "اشتكى في السنوات الأخيرة مراراً من التعامل السيئ من قبل نتنياهو خلال وجوده في الحكم".

ووقعت بطبيعة الحال خلال هذه الفترة عدة أزمات مختلفة، بدءاً من أزمة البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى عام 2017 وحادثة قتل حارس السفارة الإسرائيلية في عمّان لمواطنين أردنيين، ثم محاولة نتنياهو وضع عراقيل وصعاب أمام تزويد الأردن بالمياه وزيادة حصة المملكة من مياه الأردن. كذلك سجّلت السنوات الماضية فجوة كبيرة بين مواقف نتنياهو وكبار المسؤولين فيها "الذين اعتبروا الأردن شريكاً وفياً وضرورياً لأمن إسرائيل، على الرغم من توالي الأزمات في العلاقات بين الدولتين".

وبحسبه، يمكن الاستدلال على موقف نتنياهو من الأردن من مقالة نشرها باحث المركز الأميركي المفضل بالنسبة نتنياهو، "مركز حماية الديمقراطيات في واشنطن"، الأسبوع الماضي، جونثان شنيتسر، والذي كتب في مقالته أن الملك الراحل الحسين بن طلال كان يرسم حدود العلاقة بين الحكم والمواطن الأردني بالأساس تبعاً للعلاقة مع إسرائيل، أما الملك الحالي فمن المحتمل أنه يحاول تهدئة الفلسطينيين والإسلاميين وجماعات أردنية أخرى معارضة، بعد عقد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وقد يكون ذلك مصحوباً بثمن تدفعه إسرائيل".

ويلفت هرئيل في هذا السياق إلى أن الأردنيين لم يطردوا من أفكارهم بشكل قطعي أن نتنياهو لا يختلف عن بقية رجال اليمين، وأنه لم يتخل قطعيا عن فكرة أن "الأردن هي فلسطين"، وهي الفكرة التي كان لها رواج على الأقل في سنوات التسعينيات من القرن الماضي داخل "الليكود".