توضيح من حماس: هناك فرقٌ بين ورقة بايدن وتصريحاته وما وصلنا لا يوقف الحرب

06 يونيو 2024
خيام تؤوي النازحين الفلسطينيين في رفح 4 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حماس ترفض الورقة الأمريكية لوقف إطلاق النار، معتبرةً إياها متوافقة مع المواقف الإسرائيلية ولا تلبي الشروط الأساسية للسلام، لكنها تؤكد على موقفها الإيجابي تجاه دعوات السلام الأمريكية.
- الحركة وفصائل المقاومة أبدت مرونة في المفاوضات، مطالبةً بوقف دائم لإطلاق النار، انسحاب إسرائيلي كامل، وإعادة إعمار غزة، لكن إسرائيل رفضت هذه المقترحات.
- تتمسك حماس بضرورة تحقيق اتفاق يضمن الانسحاب الإسرائيلي ووقف إطلاق النار الدائم، معلنةً استعدادها للرد على مقترحات جديدة بينما تؤكد أن القرار الآن بيد إسرائيل لتلبية المطالب الفلسطينية.

المذكرة: الاحتلال رفض مقترح الوسطاء ورد عليه بعدوان سافر على رفح

الورقة الإسرائيلية "لا تضع الأسس الصحيحة للاتفاق المطلوب"

المذكرة: لا معنى لأي اتفاق لا ينص صراحة على وقف إطلاق نار دائم

حماس عبرت عن موقفها الإيجابي فورا تجاه مقترح بايدن

أكدّت حركة "حماس" في مذكرة توضيحية، أنّ الورقة التي اطلعت عليها عبر الوسطاء حول خطة وقف إطلاق النار، والتي كان قد أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة الفائت، وقال إنها "ورقة إسرائيلية"، لا تتوافق مع ما أعلنه في تصريحاته، مشيرة إلى وجود فرق، وأنّ ما وصل إليها لا يوقف الحرب، ويمهد لاستئناف حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني في غزّة. وشدّدت في الوقت نفسه على أنّها ملتزمة بموقفها الإيجابي تجاه التصريحات، التي يجب أن تنعكس في نصّ الاتفاق.

وتاليا النصّ الحرفي لمذكرة حماس التوضيحية التي حصل عليها "العربي الجديد" وتلقتها فصائل من المقاومة الفلسطينية، ومنظمات عربية وإسلامية وأجنبية، من حركة حماس، بشأن المفاوضات غير المباشرة مع حكوم الاحتلال الإسرائيلي:

"في ضوء ما صرح به الرئيس بايدن من مواقف تتعلق بضرورة وقف الحرب بشكل نهائي، وانسحاب جيش الاحتلال، وإدخال المساعدات، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار، وفي ضوء مواقف وتصريحات المسؤولين في حكومة الاحتلال، والإدارة الأميركية، واستنادا إلى ما سمعناه من الإخوة الوسطاء في قطر ومصر، حول مقترح حكومة الاحتلال الذي أشار إليه الرئيس بايدن في خطابه؛ فقد تبين لنا عدم وضوح موقف العدو، وتناقض تصريحات كبار مسؤوليه، وتركيز تصريحات أركان إدارة بايدن على أن المشكلة أو العقبة تكمن في موافقة الحركة! وقيام الإدارة الأميركية بنشاط إعلامي وسياسي ودبلوماسي للتركيز على ذلك، واختزال الصورة على نحو مشوش. ولذا توضح الحركة موقفها من كل ذلك من خلال النقاط التالية:

أولا: أبدت الحركة وبالتوافق مع فصائل المقاومة دوما مرونة وإيجابية مع جهود الوسطاء، على مدى جميع جولات التفاوض غير المباشرة السابقة، وصولا لإعلان الموافقة على مقترح الإخوة الوسطاء في السادس من مايو/أيار الماضي؛ عندما وجدت الحركة أنه يتضمن الأسس اللازمة، ويتماشى مع منطق وقف الحرب بشكل دائم، ويستجيب لمطالب شعبنا، وهي: الوقف الدائم للعدوان وإطلاق النار، والانسحاب الكامل من القطاع، والسماح بعودة النازحين، وتدفق المساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، وإبرام صفقة تبادل أسرى جدية.

ثانيا: رفض الاحتلال مقترح الوسطاء، ورد عليه بعدوان سافر على رفح واحتلال المعبر، ونفذ العديد من المجازر، وحرق خيام النازحين بمن فيها، كما واصل حرب التجويع، التي هي سياسة منهجية لإبادة الشعب الفلسطيني، وقد أدى كل ذلك إلى تعطيل جهود الوسطاء.

ثالثا: عندما أطلق الرئيس بايدن تصريحاته، أعلنت الحركة ترحيبها بما قاله؛ لأنه يوفر الأسس اللازمة للوصول إلى اتفاق يحقق الوقف الدائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وتدفق كميات كبيرة من المساعدات، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار، وتبادل الأسرى، ولم تتردد الحركة في الإعلان عن موقفها الإيجابي على الفور تجاه هذه التصريحات؛ لأنها تنسجم مع ورقة السادس من مايو، وتحتوي على الأسس المطلوبة، وأهمها وقف إطلاق النار بشكل دائم، والانسحاب التام من القطاع.

رابعا: عندما أطلعنا الوسطاء على مضمون الورقة التي تحدث عنها الرئيس بايدن، والتي قال إنها الورقة "الإسرائيلية"؛ تبين خلوها من الأسس الإيجابية، التي وردت في تصريحات بايدن، وأن هناك فرقا بين ما في الورقة وبين ما صرح به بايدن! الأمر الذي تسبب في كثير من الارتباك والجدل، فهل ما تحدث عنه بايدن هو تفسيراته الشخصية للورقة؟ أم هي اتفاقات شفوية مع جهات "إسرائيلية" أم غير ذلك؟ إذ بعد النظر في مضمون الورقة "الإسرائيلية"؛ تبين أنها لا تضع الأسس الصحيحة للاتفاق المطلوب؛ فهي لا تضمن الوقف الدائم لإطلاق النار، بل الوقف المؤقت، وهي لا تربط المراحل الثلاث المنصوص عليها بشكل وثيق، بل على العكس من ذلك، فقد هدمت الجسور التي تنقل الاتفاق من مرحلة إلى أخرى، بهدف تعطيل وحدة الاتفاق بكل مراحله واختزاله بمرحلة واحدة يتوقف فيها العدوان مؤقتا، وتبقى قواته على أرض القطاع، ويحصل الاحتلال مقابل ذلك على الشريحة التي تهمه من الأسرى، ثم يستأنف حرب الإبادة ضد شعبنا.

خامسا: إن الحركة تتمسك وفصائل المقاومة بالأسس الصحيحة للوصول إلى اتفاق، وهي على استعداد للموافقة على أي اتفاق يتضمن تلك الأسس التي هي قواعد بديهية؛ فلا معنى لأي اتفاق لا ينص صراحة على وقف إطلاق النار الدائم، ولا معنى لاتفاق يسمح ببقاء قوات الاحتلال على أرضنا، ويحقق فقط ما يريده الاحتلال من الإفراج عن أسراه ومواصلة حرب الإبادة والتجويع ضد شعبنا

سادسا: تنبه الحركة إلى مخاطر صدور قرار من مجلس الأمن، قبل التوصل إلى اتفاق بين الأطراف فضلا عن استباق ذلك بصيغة مشروع قرار، يهدف إلى الضغط على الحركة والفصائل الفلسطينية. وتؤكد الحركة التزامها بموقفها الإيجابي تجاه تصريحات بايدن، والتي ترى أنها تتفق مع الأسس التي تقبلها الحركة وترى أنه يجب أن يضمن بايدن موافقة حكومة الاحتلال عليها وأن تنعكس في نصّ الاتفاق، لكي يكون صالحاً للموافقة عليه والمضي في تنفيذه، وفقاً للمراحل المتفق عليها".

أبو زهري: أخبرنا الوسطاء أن هذه الورقة غير مقبولة

وفي وقت سابق، علق القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري على المقترح الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً: "نحن رحبنا بما ورد على لسان بايدن بخصوص وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي"، قبل أن يستدرك: "إلا أن الورقة التي يعتمد عليها المشروع الأميركي، وهي الورقة الإسرائيلية، ليس فيها أي إشارة إلى وقف العدوان والانسحاب". وأضاف في تصريح لوكالة رويترز اليوم الخميس: "المقترح الإسرائيلي يحكي عن مفاوضات مفتوحة بلا سقف وعن مرحلة يستعيد فيها الاحتلال أسراه ثم يستمر في الحرب. لقد أخبرنا الوسطاء أن هذه الورقة غير مقبولة".

وذكر أبو زهري أن حماس ملتزمة بمقترحها الذي قدمته في الخامس من مايو/ أيار الماضي والقائم على وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من غزة واتفاق تبادل المحتجزين الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار عن القطاع. بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي لوكالة فرانس برس: "أعتقد أن الحركة أكدت على أمرين أساسيين لأي اتفاق وهما وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة وبدونهما لا اتفاق والكرة في ملعب الاحتلال وننتظر الرد".

وأفادت مصادر مصرية "العربي الجديد"، اليوم الخميس، بأن القاهرة وجهت الدعوة إلى قيادات حماس لزيارة مصر، مشيرة إلى أن الحركة ستقدم ردها بشأن مقترح ورقة بايدن خلال الأيام المقبلة. وأوضحت المصادر نفسها أن القاهرة أجرت لقاءات واتصالات مكثفة خلال الساعات الماضية لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأمس الأربعاء، قال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إن "الحركة وفصائل المقاومة سوف تتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف العدوان بشكل شامل والانسحاب الكامل والتبادل للأسرى". ويرفض الاحتلال الإسرائيلي وقف عدوانه العسكري على غزة خلال المحادثات وشن هجوماً جديداً على وسط غزة، أدى إلى استشهاد 40 فلسطينياً وإصابة العشرات، بعد قصف طيران الاحتلال، الليلة الماضية، مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات.