توسّع أزمة رفض الطيارين أداء التدريبات في سلاح الجو الإسرائيلي

06 مارس 2023
طالب أنصار اليمين الجيش بإنزال عقوبات على كل من يرفض أداء خدمة الاحتياط (فرانس برس)
+ الخط -

قالت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الاثنين، إن طياري سربين في سلاح الجو الإسرائيلي، يعتزمون الامتناع عن أداء التدريبات الاحتياطية، في قاعدتين عسكريتين لسلاح الجو، بعد أن كان طيارو الفرقة 69 قد أعلنوا أمس عزمهم عدم أداء التدريبات.

جاء ذلك في وقت حذر فيه كبار القادة الأمنيين والعسكريين، بمن فيهم رئيس أركان الجيش، الجنرال هرتسي هليفي، وقادة سابقون لسلاح الجو، مثل الجنرال دان حالوتس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من خطر اتساع ظاهرة رفض جنود وضباط الجيش أداء الخدمة العسكرية الاحتياطية، خصوصاً في سلاح الجو، وتداعياتها على جهوزية الجيش بشكل عام.

ولفتت الصحيفة إلى أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال تومر بار، قد أرسل للطيارين في سلاح الجو، مؤكداً لهم أنه يتفهم رفضهم وقلقهم من الإصلاحات القضائية التي تقوم حكومة نتنياهو، حالياً بتشريعها، مشيراً إلى أنه لا مجال لرفض الخدمة العسكرية.

في المقابل، ورغم موقف قيادة الجيش الذي يحاول احتواء ظاهرة الميل لعدم تأدية خدمة الاحتياط، فإن مؤيدي خطة حكومة نتنياهو في اليمين، طالبوا الجيش بإنزال عقوبات عسكرية، على كل من يرفض أداء خدمة الاحتياط ويرفض تنفيذ الأوامر، على غرار ما حدث مع الجنود الذين رفضوا تنفيذ أوامر إخلاء المستوطنين من قطاع غزة عام 2005، بموجب قرار حكومة أرئيل شارون.

وذهب الجنرال غرشون هكوهين، المعروف بانتمائه لأحزاب اليمين في إسرائيل، اليوم، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، ظهر اليوم، إلى حد وصف الطيارين والجنود الذين يهددون بوقف الخدمة بـ"ابتزاز الدولة"، لعلمهم بحاجة الجيش لهم.

وكان وزير الأمن الأسبق، موشيه يعالون، قد أبدى قبل ثلاثة أسابيع تأييده لجنود أعلنوا نيتهم رفض أداء الخدمة العسكرية في صفوف الاحتياط. بينما ذهب رئيس الأركان السابق، الجنرال، غادي أيزنكوت، إلى دعوة الضباط والجنود من الوحدات الخاصة ومختلف أذرع الجيش، والطيارين، إلى عدم تنفيذ تهديداتهم، والمثول في قواعد الجيش لأداء الخدمة، في حال طلب منهم ذلك.

وأبدت أوساط مختلفة في الجيش الإسرائيلي قلقها من تعمق الشرخ الداخلي في المجتمع الإسرائيلي وتداعيات ذلك على "وحدة الجيش ومكانته" كنقطة إجماع في إسرائيل، وتراجع الدافعية للخدمة فيه.

رسالة من قادة سلاح الجو السابقين لنتنياهو وغلانت

إلى ذلك، كشفت صحيفة "هآرتس" ظهر اليوم الاثنين، عن توجيه قادة سلاح الجو الإسرائيلي السابقين كافة، الذين لا يزالون على قيد الحياة، رسالة شديدة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حذروا فيها من تداعيات خطتهم لإصلاح جهاز القضاء.

وبحسب الصحيفة، فقد طالب هؤلاء نتنياهو بوقف تشريعات الإصلاح القضائي، والبحث عن حل للوضع القائم في أسرع وقت ممكن.

وقال قادة سلاح الجو السابقون، في رسالتهم التي وجهوا نسخة منها أيضاً لوزير الأمن يوآف غالانت: "نتابع بقلق عميق الأحداث الجارية في هذه الأيام في سلاح الجو وفي إسرائيل، ونحن قلقون من تداعيات هذه الأحداث، ومن الخطر الشديد والحقيقي الذي يتهدد الأمن القومي".

ووقّع الرسالة، بحسب الصحيفة، قادة سلاح الجو السابقون كافة، ومن بينهم: عميكام نوركين، وأمير آشل، وعيدو نحشون، واليعزار شاكدي، ودان حالوتس وإيتان بن الياهو.

وبموازاة ذلك قالت الصحيفة، إن ضباطاً سابقين رفيعي المستوى من سلاح المدفعية، أعلنوا بدورهم معارضتهم بشكل قاطع ما وصفوه بـ"العملية الهدامة التي تقودها حكومة إسرائيل، والتي تعرّض الأمن القومي لخطر حقيقي".

هرتسوغ يواصل مساعيه للتقريب بين الائتلاف والمعارضة

بموازاة ذلك، تواصل الحكومة الحالية، بقيادة نتنياهو، ووزير القضاء يريف لفين، عمليات تشريع الإصلاحات القضائية دون توقف، أو منح أي عروض للمعارضة، باستثناء دعوتها لمفاوضات للتوصل إلى تسوية، ولكن بدون شروط مسبقة.

وحتى الآن، رفض نتنياهو ويريف لفين، وقف عمليات التشريع الجارية، داعين المعارضة إلى تقديم اقتراحات للتسوية بدون اشتراط وقف عملية التشريع.

واليوم أعلن الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ أن مبادرته للتوصل لمسار للتسوية بشأن خطة إصلاح الجهاز القضائي، ستتوصل إلى مسار متفق عليه قريباً.

وقال هرتسوغ، الذي استضاف اليوم في مقره الرسمي نحو مائة من رؤساء المجالس المحلية والبلديات، إن هناك أملاً بالتوصل إلى مسار متفق عليه بين المعارضة والحكومة، وأضاف: "نحن اليوم أقرب من أي وقت مضى لإمكانية اعتماد مسار متفق عليه... جرى التوصل، من وراء الكواليس إلى تفاهمات بشأن غالبية الأمور، والأمر متعلق الآن بالقيادة في الائتلاف والمعارضة التي سيكون عليها التعالي والارتقاء لحجم اللحظة الحالية".

وتطرق هرتسوغ لإعلان طياري الفرقة 69 عدم الامتثال، لتدريباتهم الأسبوعية، التي تصنف ضمن خدمة الاحتياط، معتبراً أن هذه الخطوة تدل على أن "إسرائيل في أزمة تاريخية"، ومع ذلك أكد هرتسوغ موقفه من الإصلاحات القضائية التي تقودها حكومة نتنياهو، معتبراً أنها "تهدد الأسس الديمقراطية لإسرائيل".

المساهمون