توحيد المؤسسة العسكرية الليبية؟

30 مارس 2023
+ الخط -

اختفت كل الشعارات التي كانت ترافق الحروب والاقتتالات طيلة السنين السابقة، لصالح مسعى جديد قوامه وحدة كلمة السلاح وقادته في إطار جهود ترعاها الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، حتى وإن كان أغلب من يعملون على توحيدها من المدنيين وما عرفوا السلاح إلا في أتون حروب تلك السنوات التي مكنتهم من حرق مراحل تستغرق سنين ليصلوا من خلالها الى كل الرتب والنياشين التي تثقل أكتافهم. 

لم يقابل جُل المتابعين الليبيين حدث لقاء عدد من أبرز القادة العسكريين والأمنيين في طرابلس، ليل الأحد الماضي، من أجل تشكيل قوة مشتركة تكون نواة لتوحيد المؤسسة العسكرية، برفض هدف توحيد تلك المؤسسة.

لكن العشرات من تعليقات أولئك المتابعين كانت تتأمل في الصور التي التُقطت للاجتماع وتظهر شخصيات جاءت لتمثل المؤسسة العسكرية والأمنية. فالذين يظهرون في الصور هم أنفسهم قادة الحروب بالأمس القريب، والذين يتصافحون بحرارة اليوم.

ورغم التهليل الذي أبدته البعثة الأممية ورئيسها، عبد الله باتيلي، وترحيب السفارات الأجنبية، إلا أن أي صوت من الشارع لم يبرز في الأثناء للترحيب أو التهليل، بل ظهر سيل من التعليقات المستنكرة والمنددة. كان بعضها يذكّر بما كانت البعثة الأممية وتلك السفارات تؤكد على أنه الأساس والمنطلق لأي معالجة سياسية أو أمنية لأزمة البلاد، ويعنون بالتحديد على استحقاق المصالحة الوطنية وضرورته لجبر الضرر وإصلاح الخلل لتجاوز ما فات. 

وبخلاف التعليقات على منصات التواصل الاجتماعي، كان عدد من جرحى ومعوقي حرب اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومليشياته على طرابلس يتجمعون بالتزامن مع لقاء القادة العسكريين في طرابلس أمام مقر الحكومة، للمطالبة بحقهم في العلاج والحصول على الرعاية الصحية اللازمة وحقوقهم المعيشية. ولم يزد تجمعهم عن حد التنديد بتجاهل أوضاعهم من قبل الحكومات وقادتهم من الطرفين الذين كانوا يتحلقون وقتها حول مائدة الإفطار الرمضانية في فندق على مرمى حجر من مكان وقفتهم الاحتجاجية. 

وعلى مرمى البصر العشرات من منازل وبيوت سكان أحياء جنوب طرابلس لا تزال مهدمة، وأحسنها متصدعة مكّنت أصحابها من السكن فيها حتى وإن لم تتوفر فيها أدنى ضرورات العيش، بل في بعض تلك الأحياء لا تزال مخلفات القنابل والمقذوفات شاهدة على حرب لم يمر عليها سوى عامين بين المتصالحين اليوم. 

وخلال هذه العروض التي دوّنها نشطاء ومتابعون، بل ومتضررون من حروب أولئك المجتمعين في طرابلس، تساءل أحد المدونين حول الهدف الحقيقي من مساعي توحيد مؤسسة عسكرية وأمنية لا أهمية لدى قادتها لكل ما خلفته حروبهم من مآسٍ. 

المساهمون