- تزايد التوتر في مناطق مختلفة بسوريا، بما في ذلك درعا ودير الزور، بسبب تحركات القوات النظامية و"قوات سوريا الديمقراطية"، ما يعقد الصراع ويفاقم الأزمة الإنسانية.
- تجدد الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب، مع مطالب برحيل قائدها وإعلان الهيئة عن إعادة هيكلة الأمن وتشكيل لجنة لمجلس الشورى، مما يبرز التحديات الداخلية والتعقيدات السياسية.
أحبطت "هيئة تحرير الشام"، فجر اليوم، محاولة تسلل لقوات النظام السوري على محور كفرعمة في ريف حلب الغربي، فيما يسود توتر في محيط قرية أم ولد بريف درعا مع قدوم تعزيزات عسكرية لقوات النظام؛ وفي ريف دير الزور، حاصرت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ناحية الصور بغية تنفيذ تفتيش على خلفية احتجاجات ضد سياساتها.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات النظام و"هيئة تحرير الشام" على محور قرية كفرعمة بريف حلب الغربي على خلفية محاولة تسلل من مليشيات النظام السوري وقواته في المحور تزامنا مع قصف مدفعي وصاروخي على محور قريتي العصعوص وكفرتعال بريف حلب الغربي أيضا. وبينما لم يتضح على الفور حجم الخسائر الناجمة عن الهجوم، أكدت المصادر ذاتها، التي فضلت عدم ذكر اسمها، عدم حدوث أي تغيير في خريطة السيطرة.
وشهد المحور نفسه أخيراً عدة محاولات تقدم لقوات النظام السوري، لكنها فشلت في تغيير خريطة السيطرة، كما شهد عمليات قصف متبادلة أدت لخسائر بشرية من الطرفين.
ومساء أمس تجمع ناشطون من مناطق متفرقة في بلدة تفتناز، شمال شرقي إدلب، للمشاركة في المظاهرات الشعبية المستمرة ضد "هيئة تحرير الشام"، وطالبوا الهيئة بتحقيق مطالبهم ورحيل قائدها أبو محمد الجولاني. وكانت الهيئة وحكومة الإنقاذ التابعة لها قد أعلنتا أخيراً عن مجموعة قرارات تقضي بإعادة هيكلة الأمن العام وتشكيل لجنة لانتخاب مجلس الشورى وذلك على خلفية ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية ضد الهيئة وقائدها.
وفي ريف حلب الشمالي الشرقي وقعت اشتباكات بين فصائل من "الجيش الوطني السوري" ومليشيات "قسد" في محور قرية البوهيج ومحور عون الدادات وخط الساجور، شمالي ناحية منبج، ولم ترد أنباء مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية من الطرفين.
توتر في درعا ودير الزور
إلى ذلك، قال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن توتراً يسود محيط بلدة أم ولد في ريف درعا الشرقي على خلفية استقدام "اللواء الثامن" التابع لقوات النظام السوري تعزيزات إلى محيط البلدة، وسط أنباء عن نيته تنفيذ عملية أمنية ضد مجموعات محلية مسلحة يقودها المدعو "أبو علي اللحام".
وأوضح الناشط أن اللحام متهم بقيادة مجموعة تمارس الخطف والسلب والنهب وتنفذ اغتيالات بالتعاون مع مجموعات من البدو المقيمين في المنطقة. وأضاف أن اللحام كان سابقا قياديا ضمن "جيش اليرموك" الذي كان تابعا لتنظيم "داعش" الإرهابي في ريف درعا الغربي ويعمل منذ عام 2020 لصالح شعبة المخابرات العسكرية. وشهدت بلدة المسيفرة أخيراً اشتباكات مسلحة بين الطرفين، وعلى أثرها فرت مجموعة اللحام إلى بلدة أم ولد.
وتشهد درعا منذ دخول فصائل المعارضة سابقا في عملية مصالحة وتسوية مع النظام فلتانا أمنيا، حيث قتل وجرح مئات الأشخاص من مدنيين وعسكريين بهجمات من مجهولين، فيما يتهم ناشطون النظام السوري بافتعال الخلل الأمني في المحافظة التي كانت مهدا للثورة ضده.
من جانب آخر، قال موقع "نهر ميديا" المحلي إن مليشيا "قسد" أغلقت جميع مداخل ومخارج ناحية الصور، شمال دير الزور، ومنعت الدخول والخروج بغرض تنفيذ حملة تفتيش بداخلها.
ويأتي ذلك بعد أقل من 24 ساعة من تجدد الاحتجاجات الشعبية في المنطقة ضد سياسات "قسد"، وطالبت الاحتجاجات أمس المجالس التابعة لها بالرحيل عن إدارة المنطقة، كما طالبت المجلس المدني للمنطقة بإعادة تشغيل التيار الكهرباء المقطوع عن منازل أهالي المنطقة.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن "قسد" تقطع الكهرباء بشكل كامل عن بلدة الصور منذ 8 أيام، وهو ما عده الأهالي عقابا لهم على استمرار الاحتجاجات ضد سياساتها.