توتر بين الجيش العراقي ومليشيا مرتبطة بحزب العمال الكردستاني في سنجار

19 ابريل 2022
تعثرت الحكومة العراقية في تنفيذ اتفاقية تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر عسكرية عراقية في بغداد ونينوى، اليوم الثلاثاء، عن انتشار واسع لوحدات الجيش في مدينة سنجار وضواحيها، 115 كيلومترا غربي الموصل، بعد يوم واحد من اشتباكات بين الجيش ومليشيا "إيزيدي خان"، المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، أسفرت عن إصابة جندي عراقي ومدنيين اثنين بجروح، أحدهما فتى يبلغ من العمر 10 سنوات. 

وقال مسؤول عسكري في محافظة نينوى شمالي العراق، إن قوات الفرقة 20 بالجيش نفذت عملية انتشار واسعة في سنجار وضواحيها ونصبت نقاط تفتيش جديدة في مناطق عدة منها، بعد يوم واحد من اشتباكات استمرت نحو ساعة بين الجيش وقوة تابعة لمليشيا (إيزيدي خان) التي تمثل الذراع المحلي لمسلحي حزب العمال الكردستاني. 

وأكد لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات نهار أمس الاثنين، في منطقة (دوكري)، في ضواحي سنجار، أسفرت عن إصابة جندي بجروح ومدنيين اثنين، أحدهما فتى في العاشرة من العمر وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وحول سبب الاشتباك، الذي يعد الخامس من نوعه بين القوات العراقية والمليشيات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في سنجار، أكد المسؤول ذاته أن "مسلحي المليشيات يريدون تحديد انتشار الجيش العراقي في مناطق معينة ومنعه من دخول أخرى أو الانتشار فيها".

 من جهتها، قالت مصادر في قيادة العمليات المشتركة بالعاصمة بغداد، إن هناك توجيها جديدا بدعم القوات العراقية المنتشرة في سنجار لفرض القانون، مضيفا، في اتصال هاتفي مقتضب مع "العربي الجديد"، أن "الوضع المتوتر في سنجار منذ فترة، لكن الجيش لديه خطة انتشار ومن غير المطروح إلغاء الخطة أو التماشي مع إرادة الجماعات التي تتحدى القانون".  

وتعثرت الحكومة العراقية في تنفيذ اتفاقية تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار والموقعة مع حكومة أربيل قبل أكثر من عام، بسبب الانتشار الواسع لمسلحي حزب العمال ورفضهم الانسحاب مع تلقيهم دعما من قبل فصائل مسلحة حليفة لإيران في بغداد.  

ويقضي الاتفاق الذي أُبرم في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2020، بتطبيع الأوضاع في البلدة المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، وإخراج الجماعات المسلحة منها، تمهيدا لعودة النازحين، إلا أن رفض تلك الجماعات حال دون قدرة حكومة بغداد على تنفيذه.

وفي وقت سابق، قال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم سفين دزيي، إن "تواجد مسلحي حزب العمال الكردستاني والمجاميع المسلحة الأخرى (الحشد الشعبي) في سنجار، يعرقل تنفيذ الاتفاق الخاص بتطبيع الأوضاع في البلدة"، مبينا في تصريح لوكالات أنباء كردية محلية، أن "الاتفاق لم ينفذ على أرض الواقع".

وتضم مليشيا "إيزيدي خان"، الجناح المحلي لحزب العمال الكردستاني التركي الذي ينشط في مناطق عراقية عديدة من شمالي العراق نحو ألف مسلح جرى تدريبهم من قبل مسلحي (العمال الكردستاني) المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا ودول غربية عديدة. 

واليوم الأربعاء، شُوهدت قوات الجيش العراقي تنتشر في مفاصل مهمة من المدينة وضواحيها مع دبابات ودروع إضافة إلى جنود مشاة مع قاذفات محمولة على الكتف وأسلحة متوسطة.  

بدوره، تحدث النائب في البرلمان العراقي عن مدينة سنجار، محما خليل، اليوم الثلاثاء، عن استمرار المواجهات بين الجيش العراقي وحزب العمال الكردستاني في سنجار.

وأضاف، في بيان، أن "هذا الحزب (حزب العمال الكردستاني)، لا يحترم القوانين العراقية، إذ إن ما يحدث في سنجار، هو صراع بين القوات العراقية التي تريد بسط السلطة والقانون، وبين حزب العمال الكردستاني الذي يريد الفوضى والغوغاء". وأوضح، أنه "كلما قامت القوات العراقية بالعمل على مسك الحدود وبسط الاستقرار في المنطقة، يقوم هذا الحزب بزعزعة الاستقرار، حتى لا يعود النازحون إلى ديارهم".

وتابع أن "الوضع الحالي يحتاج إلى موقف وطني موحد من قبل كل المكونات والقيادات والمؤسسات العراقية، لمساندة الجيش، لسيادة البلد وعودة مدينة سنجار إلى أحضان البلد، وإنهاء الظروف الصعبة التي تشهدها، معتبرا أن "استقرار سنجار هو استقرار لنينوى، وللعراق ككل".