هاجم مقاتلو العشائر في محافظة دير الزور، شرقي سورية، الليلة الماضية، مواقع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الريف الشرقي للمحافظة، إذ تستمر المواجهات بين الطرفين بعد الفشل في التوصل لاتفاق عقب جلسات مفاوضات بينهما، يأتي ذلك فيما يواصل القصف التركي استهداف مواقع "قسد".
وأشار الناشط الإعلامي جاسم العلاوي خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن الضربات المتفرقة للعشائر التي تستهدف وجود قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة مستمرة وتتكرر بشكل شبه يومي. وأضاف العلاوي: "يختلف نطاق هذه الهجمات بين فترة وأخرى، وفي الوقت الحالي انحسرت رقعة الهجمات لتتركز على نقاط فقط، على عكس الفترة السابقة، حيث نطاق هذه الهجمات أوسع وأكثر حدة".
ولفت إلى أن المفاوضات بين الطرفين لم تفض إلى أي صيغة تفاهم حتى الوقت الحالي لإيقاف الهجمات وطبيعة وجود "قسد" في المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير صدر عنه أمس الثلاثاء، إن مسلحين هاجموا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة نقاطاً لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في بلدة الحوايج في الريف الشرقي للمحافظة، لافتاً إلى وقوع اشتباكات وصفها بالعنيفة بين الطرفين في المنطقة، في حين اندلعت اشتباكات مسلحة بينهما في حي الموح ببلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي.
ومع نهاية العام الماضي، شهدت المنطقة تصعيداً للمواجهات بين مقاتلي العشائر و"قسد" في عموم مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، عقب تصريحات نقلتها مصادر عن شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل بأنّ "الحراك ضد قسد في المنطقة لن يتوقف حتى إنهاء سيطرتها" مشيراً إلى أن الهجمات ستأخذ منحى تصاعدياً خلال عام 2024.
في المقابل، أخلت القوات الأميركية، يوم أمس الثلاثاء، قاعدة "هيمو" الواقعة في الطرف الغربي من مدينة القامشلي ضمن مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، شمال شرقي محافظة الحسكة، منتقلة إلى قاعدة "تل بيدر" وذلك بعد تعرض القاعدة قبل يومين لهجوم من قبل جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" التابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني".
كما نشرت قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، منظومات دفاع جوي جديدة في حقل "كونيكو" للغاز بريف محافظة دير الزور الشمالي، شرقي سورية.
استمرار القصف التركي على مواقع "قسد"
إلى ذلك، يواصل الجيش التركي استهدافه مواقع تمركز قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال وشمال شرق سورية، فضلاً عن النقاط التي يتمركز فيها النظام السوري.
واستهدف القصف التركي موقعاً لقوات النظام في قرية صوغانكة بناحية شيراوا في عفرين بريف حلب، بالتزامن مع استهداف مواقع لـ"قسد" في منطقة عين العرب (كوباني).
وكان الرئيس التركي قد أوضح في تصريحات له، أمس الثلاثاء، أنّ "عمليات بلاده مستمرة طالما أنّ الإرهابيين موجودون في سورية والعراق"، وتابع: "سنعمل على تجفيف منابع الإرهاب وتأكيد استمرار عملياتنا في سورية"، لافتاً إلى أنّ "هناك وعوداً قُدمت، لكن لم تنفذ، لذلك لا أحد يطلب منا أن نقف مكتوفي الأيدي"، مشدداً على أن "وجودنا العسكري خارج حدودنا له أهمية حيوية لأمننا ولا يمكن التراجع عنه".