تواصل الرفض الفلسطيني لتطبيع السودان مع الاحتلال: خيانة للثورة

24 أكتوبر 2020
من تظاهرة سابقة في رام الله ضد التطبيع (عصام ريماوي/ الأناضول)
+ الخط -

تواصلت ردود الأفعال الفلسطينية الرسمية والفصائلية، اليوم السبت، والرافضة لاتفاق السودان التطبيعي مع إسرائيل، الذي جرى مساء الجمعة، رافضين الاتفاقات التطبيعية، ومؤكدين أنها لن تمر على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح لإذاعة صوت فلسطين الرسمية، اليوم، "إن التطبيع وصفقة القرن وخطة الضم جميعها مرفوضة، ولن يمر أو ينفذ شيء على حساب الشعب الفلسطيني، والقيادة الفلسطينية ستتخذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب وتتحرك على كافة الصعد".

وشدّد أبو ردينة على أن القيادة "واثقة من الشعب الفلسطيني ومن أحرار العالم"، مؤكداً أن القضية الفلسطينية قضية مقدسة، وعلى رأسها المقدسات الإسلامية والمسيحية والثوابت الفلسطينية التاريخية راسخة لا تنازل عنها والقدس ليست للبيع "لا بالذهب ولا بالفضة"، لا بأمر إسرائيل أو الإدارة الأميركية أو من أي إدارة أخرى، وأن العنوان القيادة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.

وتابع أبو ردينة "إن التطبيع غير مقبول ومرفوض ومدان، ليس فقط لأنه مخالف للقوانين العربية والشرعية الدولية، بل لأنه يتجاوز الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن الرسالة الفلسطينية الدائمة أنه لا يحق لأحد التحدث باسم الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني له قيادة مدعومة شعبيا وعربيا ودوليا ولا يجوز لأحد أن يخرج عن الأعراف المتفق عليها.

وأشار متحدث الرئاسة إلى أن الإدارة الأميركية مستمرة بتقديم الخدمات المجانية لإسرائيل، وكل ما يصدر عن أي دولة عربية لن يغير من الثوابت الفلسطينية، والسلام لن يتحقق إلا برضى الشعب الفلسطيني وقيادته وأي محاولة بتجاوز ذلك لن يحقق سلاما ولا استقرارا ولا أمنا ولا ازدهارا؛ لأن القضية الفلسطينية واضحة المعالم، وعلى من يريد أن يبحث عن سلام وعدل واستقرار عليه أن يتجه إلى البوصلة الوحيدة التي تؤدي إلى السلام المنشود.

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ في تغريدة له على موقع "تويتر" اليوم، إن "جوهر ومحور الصراع كان وما زال وسيبقى فلسطين، بغض النظر عمن طبّع أو لم يطبّع، الصامد المرابط المناضل على هذه الأرض هو شعب فلسطين، ولا حل ولا سلام من دون استقلاله وخلاصه من الاحتلال لو طبّع العالم كله مع دولة الاحتلال".

 

في هذه الأثناء، اعتبر المجلس الوطني الفلسطيني، في بيان له، أن اتفاق السودان التطبيعي "استخدام مرفوض للقضية الفلسطينية مقابل وعود وأوهام أميركية وإسرائيلية، لن تجلب السلام والازدهار والتنمية للمنطقة بأكملها".

وشدد المجلس على أن السلام والأمن والازدهار في المنطقة "لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطين، ذات السيادة الناجزة، وعاصمتها مدينة القدس، والانسحاب من كافة الأراضي العربية المحتلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وعودة اللاجئين الفلسطينيين".

وثمّن المجلس الوطني الفلسطيني "عاليا" مواقف الشعب السوداني الشقيق وأحزابه الوطنية وقواه المدنية التي ترفض التطبيع مع إسرائيل والابتزاز الأميركي، وتقف إلى جانب فلسطين وشعبها، فيما دعا المجلس الاتحاد البرلماني العربي، والبرلمان العربي، واتحاد البرلمانات الإسلامية، والبرلمانات العربية والإسلامية، لإدانة ورفض هذا الاتفاق لخروجه على ثوابت الأمتين العربية والإسلامية، ومطالبتها بالتراجع الفوري عنه.

 

"خيانة" لثورة شعب السودان

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد اعتبرت في بيان صحافي أنّ إقدام النظام السوداني على خطوته "الخيانيّة بالتطبيع، هي خيانة لثورة شعب السودان الشقيق الذي دفع الغالي والنفيس من أجل التحرّر من التبعيّة، ومن أجل سودانٍ حر ومستقل، ينعم بثرواته المتعدّدة والكبيرة التي نهبتها وبدّدتها أنظمة الديكتاتوريّة، ولن ينطلي على شعب السودان الشقيق أي أكاذيب تبرّر خيانة نظامه بالأزمة الاقتصاديّة القائمة، والتي يدرك أنه لن يخرج منها إلّا بسياسة تنمويّة مستقلة وبعيداً عن التبعيّة".

الجبهة الشعبية: شعب السودان الشقيق "سيقبر خيانة نظامه"

 

 

وعبَّرت الجبهة عن ثقتها بأن شعب السودان الشقيق "سيقبر خيانة نظامه، وسيقبر كل من أقدم على هذه الخيانة ولن تحميهم الإدارة الأميركيّة ورئيسها الذي قدّمت له مصالح السودان وشعبه قربانًا في سباقه الانتخابي"، مشيرة إلى أنّ المطلوب أن تلتقي قوى وفصائل حركة التحرّر الوطني العربيّة، للاتفاق على خطة مشتركة وشاملة تتصدى لهرولة التطبيع الرسمي، وتقطع الطريق على تعميمه شعبيًا، وتدافع عن حقوق شعوبها وعن القضيّة الفلسطينيّة كقضية مركزيّة للأمة العربيّة.

بدوره، دعا حزب الشعب الفلسطيني في تصريح صحافي إلى مواجهة موجة التطبيع عبر خطوات جادة لتشكيل جبهة شعبية عربية موحدة لمواجهة التطبيع، والمضي قدماً دون تردد ومماطلة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه التحديات.

أما الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فقد دعت في بيان لها إلى "بناء أوسع جبهة وطنية في السودان الشقيق في مواجهة قرار التطبيع ومقاومته، وإجهاض نتائجه، وتعطيل مفاعيله، بما يصون وحدة الموقف الشعبي للسودان، ومقاومته الباسلة، ويصون الموقع القومي للسودان في الدائرة العربية بعيداً عن تيارات التطبيع والشراكة مع دولة الاحتلال".

في هذه الأثناء، قال المفوّض العام للعلاقات الدولية، عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) روحي فتوح في تصريح له، إن توالي خطوات التطبيع والتوقيع على اتفاقيات السلام مع الاحتلال "ينذر بانفراط وحدة الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية"، مؤكدا أن جميع المبررات التي يسوقها المطبعون مع الاحتلال هي "طعنة مؤلمة"، وأنها على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

خروج عن اللاءات الثلاث

 من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أحمد مجدلاني في بيان صحافي، "إن السودان خرجت عن اللاءات الثلاث (لا صلح لا اعتراف لا تفاوض)، قبل أن يعود الحق لأصحابه في قمة جامعة الدول العربية عام 1967 في الخرطوم"، مشيرا إلى أن الاتفاق دليل على أن السودان لم يعد يمتلك قراره السياسي والسيادي.

وأشار مجدلاني إلى أن ما يسمى السلام الإقليمي لن يجلب الأمن والسلم والاستقرار للمنطقة ما لم يتم إنهاء الاحتلال وحتى يضمن الشعب الفلسطيني حقة بتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.

المساهمون