توارث المقاعد في برلمان مصر: وفاة سعد الجمال وتصعيد ابنته لعضويته

05 فبراير 2021
تحوّل المشهد السياسي في مصر إلى سوق تباع فيه المقاعد النيابية (تويتر)
+ الخط -

توفي عضو مجلس النواب المصري سعد الجمال، عن عمر ناهز 75 عاماً، اليوم الجمعة، وهو لواء متقاعد في جهاز الشرطة، وقيادي سابق في الحزب الوطني "المنحل"، الحاكم إبان عهد الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك. ويشيع الجثمان في وقت لاحق من اليوم، بمسقط رأسه بمركز الصف في محافظة الجيزة.

وفاز الجمال بمقعده في قطاع شمال وجنوب الصعيد عن "القائمة الوطنية"، المدعومة من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن المقرّر تصعيد ابنته أسماء سعد سليم الجمال بدلاً منه لعضوية مجلس النواب بوصفها العضو الاحتياطي له في القائمة، وذلك عقب إعلان خلو مقعده في الجلسات المقبلة.

وولد الجمال في 20 يونيو/ حزيران 1945 بقرية "الأقواز" التابعة لمركز الصف، وتخرج من كلية الشرطة عام 1966، وقد تدرج في المناصب حتى تقاعده عام 1997 برتبة "لواء"، إذ شغل منصب رئيس مباحث مركز "أبو تشت" بمديرية أمن قنا، وعُيّن مفتشاً بإدارة المباحث الجنائية في مصلحة الأمن العام.

وشغل الجمال منصب مساعد مدير أمن القاهرة للأمن العام عام 1992، وبين عامي 1995 و1997 تولّى منصب مدير أمن قنا بدرجة "مساعد وزير داخلية". وفي أعقاب تقاعده، انتخب عضواً في مجلس الشعب السابق عام 2000 كنائب في دائرة مركز الصف بالجيزة ممثلاً عن الحزب الوطني "المنحل".

وسبق الجمال، الذي شغل رئاسة لجنة الشؤون العربية بالبرلمان في الفصل التشريعي المنقضي، أمين سر لجنة الصناعة في مجلس النواب فوزي فتى، الذي وافته المنية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، وهو الفائز أيضاً عن حزب "مستقبل وطن" ضمن مقاعد "القائمة الوطنية".

وصعدت ابنته آية فوزي إسماعيل فتى بدلاً من والدها بمجرد انعقاد مجلس النواب الحالي، كونها العضو الاحتياطي له في القائمة بالصفة نفسها. وعمد غالبية النواب الفائزين عن قائمة النظام إلى إدراج أسماء أبنائهم أو أشقائهم كبدلاء عنهم في القائمة الاحتياطية، بغرض تصعيدهم في حال الوفاة من دون إجراء انتخابات.

ويعود توارث المقاعد في مجلس النواب المصري إلى دفع المرشحين الفائزين مبالغ طائلة لوضع أسمائهم على القائمة المشكلة بمعرفة الأجهزة الأمنية الموالية للسيسي، وصلت في بعض الحالات إلى 50 مليون جنيه، وذلك حتى تستفيد العائلة من عضوية البرلمان، وما يصاحبها من حصانة لمدة خمس سنوات.

وتحوّل المشهد السياسي في مصر إلى سوق تباع فيه المقاعد النيابية لمن يدفع أكثر من الراغبين في الوصول إلى مجلس النواب، من دون الحاجة لأصوات الناخبين، أو الوجود الحقيقي في الشارع في ما يتعلق بالأحزاب، التي باتت مجرد لافتات معلقة على المباني فقط، وذلك في ظل سيطرة كاملة من جانب الأجهزة الأمنية لناحية إدارة المشهد السياسي والإعلامي المصري برمته.

وكان عضو مجلس النواب عن دائرة بنها وكفر شكر بمحافظة القليوبية جمال حجاج قد توفي متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، على أثر احتجازه وأسرته في أحد مستشفيات العزل بمدينة بنها، بعدما أعلن فوزه بمقعده من الجولة الأولى من انتخابات البرلمان التي جرت في 7 و8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وأصرّ نظام السيسي على إجراء الانتخابات البرلمانية في خضم تفشي وباء كورونا، على الرغم من التحذيرات المتكررة من الأطباء والمختصين بضرورة منع التجمعات، بما فيها المؤتمرات الانتخابية، ما أسفر عن وفاة العديدين بسبب إصابتهم بالفيروس، ومنهم المرشح عن دائرة بلبيس بالشرقية خيري سعيد عبد الغني، وعن الدائرة الأولى في مطروح عبد الخالق السنوسي.

كما توفي المرشح عن دائرة القناطر الخيرية بالقليوبية محمد إبراهيم، وعن دائرة الزقازيق بالشرقية حسن الصادق، وعن دائرة المنزلة بالدقهلية مصطفى محروس، وعن دائرة قويسنا بالمنوفية منير مندور، والذي كان من المقرّر أن يخوض جولة الإعادة على أحد مقعدي الدائرة.

يذكر أن 18 نائباً وافتهم المنية خلال الفصل التشريعي السابق، آخرهم النائب محمد سعد تمراز، الذي خسر مقعداً عن دائرة كفر الدوار بمحافظة البحيرة في الانتخابات الأخيرة، والنائبة عن محافظة الجيزة منى منير، والتي كانت مرشحة عن حزب "مستقبل وطن" في "القائمة الوطنية" كممثلة عن المرأة والمسيحيين.

وينصّ قانون مجلس النواب على أنه "إذا خلا مكان أحد الأعضاء المنتخبين بالنظام الفردي، قبل انتهاء مدة عضويته بستة أشهر على الأقل، أجري انتخاب تكميلي، فإذا كان الخلو لمكان أحد الأعضاء المنتخبين بنظام القوائم، حلّ محله أحد المرشحين الاحتياطيين، وفق ترتيب الأسماء الاحتياطية من ذات صفة من خلا مكانه ليكمل العدد المقرّر".

المساهمون