تواتر القصف الإسرائيلي لضواحي دمشق

28 أكتوبر 2022
القصف الإسرائيلي كان الأعنف قياساً بالهجومين السابقين (جلاء ماري/فرانس برس)
+ الخط -

استهدفت إسرائيل مجدداً فجر أمس الخميس محيط العاصمة السورية بهجمات صاروخية، تركزت على محيط مطار دمشق، ومناطق خاضعة لنفوذ المليشيات الإيرانية جنوب شرقي دمشق، فضلاً عن قواعد للدفاع الجوي السوري.

ويعد هذا القصف الثالث من نوعه خلال أسبوع واحد، بعد توقف عمليات القصف لأكثر من شهر، فيما ربطه مراقبون باستئناف عمليات نقل الأسلحة والمعدات من جانب إيران عبر الأراضي السورية.


مصادر في دمشق: القصف جاء بعد هبوط طائرة شحن إيرانية في المطار

ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام عن مصدر عسكري قوله إن "العدو الإسرائيلي شن عدواناً جوياً من اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق". وأضاف أن "وسائط الدفاع الجوي تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها، واقتصرت الخسائر على الماديات".

أعنف قصف إسرائيلي على دمشق

وقال سكان محليون، لـ"العربي الجديد"، إن القصف فجر أمس الخميس، وهو الـ28 منذ مطلع العام الحالي، كان الأعنف، قياساً بالهجومين السابقين في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، ثم الإثنين الماضي.

وقالت مصادر في دمشق إن الانفجارات طاولت مواقع عسكرية محيطة بمطار دمشق ومنطقة السيدة زينب جنوب العاصمة، حيث استهدفت الضربات الصاروخية مستودع أسلحة وذخيرة للمليشيات الإيرانية بمحيط مدينة السيدة زينب، ما أدى إلى اشتعال النيران فيه، ومقتل وجرح عدد من عناصر المليشيات، عرف منهم محمد سعيد الطفيلي، فيما لوحظت حركة كثيفة لسيارات الإسعاف على طريق المطار نحو العاصمة.

وأوضحت المصادر أن القصف استهدف أيضاً نقطة عسكرية تابعة للمليشيات الإيرانية، في المنطقة الممتدة بين بلدتي عقربا والبحدلية جنوبي العاصمة، مشيرة إلى أنه جاء بعد ساعات على هبوط طائرة شحن إيرانية في مطار دمشق، ربما نقلت شحنة من الأسلحة إلى سورية.

مقتل 4 في القصف الإسرائيلي

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد أسفر القصف عن مقتل 4 من العاملين مع "حزب الله" اللبناني، بينهم سوري، إضافة إلى تدمير مستودعات سلاح وذخائر وإلحاق خسائر مادية بالمليشيات الإيرانية، بينما لم يستهدف القصف الإسرائيلي الأخير مطار دمشق الدولي، وهو يعمل بشكل طبيعي.

وأشار إلى أن الدفاعات الجوية التابعة للنظام أطلقت عدداً كبيراً من الصواريخ في محاولة لاعتراض الصواريخ الإسرائيلية، لا سيما بطاريات الدفاع الجوي لدى الفرقة الأولى في مدينة الكسوة غرب دمشق، والتي نجحت في اعتراض صاروخ إسرائيلي واحد على الأقل، سقطت بقاياه قرب بلدة صحنايا جنوبي العاصمة.

وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين في وزارة الدفاع قولهم إن القوات الإسرائيلية دمرت نحو 90 في المائة من البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سورية. 

وحسب تقرير نشرته الصحيفة، في 23 الشهر الحالي، فقد نجحت إسرائيل، خلال السنوات الأخيرة، بالحد بشكل "شبه كامل" من قدرة إيران على نقل الأسلحة إلى سورية، وتصنيعها على أراضيها، وإقامة قاعدة فيها مع المليشيات الموالية لها.


أحمد عبيد: عمليات القصف غالباً ما تحمل رسائل سياسية مرتبطة بإيران

ورأى الناشط الإعلامي أحمد عبيد، المقيم في ريف دمشق، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الأخطر في القصف "هو الخوف والرعب الذي يطاول الأطفال بشكل رئيسي بعدما اعتاد الكبار على أصوات الانفجارات في السنوات الماضية".

ووصف عبيد كيف اهتزت الأبنية في مناطق جرمانا والسيدة زينب والزاهرة وحي التضامن، وتحطمت بعض النوافذ الزجاجية، مضيفاً أن الخسائر العسكرية تبقى قيد الكتمان، ولا يمكن التعرف عليها بسهولة، خاصة خلال الساعات الأولى بعد القصف.

معدل القصف يرتبط بحركة نقل الأسلحة

ورأى أن معدل القصف الإسرائيلي ربما يرتبط بدرجة تنشيط أو تباطؤ حركة نقل الأسلحة والمعدات الإيرانية عبر الأراضي السورية من جهة، وبالظروف السياسية في المنطقة.

واعتبر أن عمليات القصف غالباً ما تحمل رسائل سياسية مرتبطة بعلاقات إيران الدولية، وخاصة المفاوضات حول الملف النووي، حيث تستخدم الساحة السورية كصندوق بريد لواشنطن لإيصال رسائل معينة إلى طهران، في إطار التنسيق والعمل المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل في الساحة السورية، وغيرها من الساحات.