تهديد أوكراني لروسيا بـ"الفوضى" وتدمير جسر كيرتش لعزل القرم.. تغيرت الخطط العسكرية؟

17 اغسطس 2022
قبل أيام أبلغت موسكو عن انفجار ذخائر بقاعدة عسكرية جوية في القرم (مايكل نايغرو/Getty)
+ الخط -

تبدو القوات الأوكرانية اليوم أكثر قدرة على مواجهة الهجوم الروسي بعدما حصلت على دفعات عدّة من الدعم الغربي، شملت أسلحة متوسطة وثقيلة، مكنتها من صدّ القوات الروسية في عدد من المناطق، بل واستهدافها في مناطق أخرى.

وفي ما يشبه التهديد المباشر، قال ميخايلو بودولياك، مستشار مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إن جسر كيرتش الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها موسكو "يجب تدميره"، بعد مدة وجيزة من إعلان موسكو عن انفجار مستودع للذخائر في المنطقة.

وأضاف بودولياك، في مقابلة خاصة مع صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أن الجسر "غير قانوني ويعدّ البوابة الرئيسية لتزويد الجيش الروسي في شبه جزيرة القرم، ويجب تدميره".

وكتب بودولياك على تلغرام: "هذا الجسر عبارة عن بنية غير قانونية ولم تسمح أوكرانيا ببنائه. إنه يضر ببيئة شبه الجزيرة، وبالتالي يجب تفكيكه. لا يهم كيف: عمداً أم لا".

ويُعد جسر كيرتش، الذي افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مايو/ أيار 2018، الممتد على طول 19 كلم، مشروعاً ضخماً ومكلفاً استغرق بناؤه عامين لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، ويرمي إلى الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد أربع سنوات على ضمها.

واندلع حريق في مخزن للأسلحة في منطقة دجانكوي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، ووصفت موسكو الواقعة بأنها "عمل تخريبي" أدى إلى انفجار ذخائر، فيما أعلن حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف، الذي زار موقع الحريق، إنه أدى إلى إصابة مدنيَّين.

وأعلن الجيش الروسي أنّ "أضراراً لحقت بعدد من المنشآت المدنية، بما في ذلك خطوط كهرباء ومحطّة توليد كهرباء وسكة حديد، فضلاً عن عدد من المباني السكنية".

وردّاً على هذا الانفجار، رحّب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه إيرماك على تطبيق تلغرام بـ"عملية نزع سلاح أنجزتها القوات المسلحة الأوكرانية"، التي ستتواصل "حتى التحرير الكامل للأراضي الأوكرانية"، وفق قوله.

ما يقارب من ستة أسهر من الحرب الروسية الأوكرانية (أسوشييتد برس)

ولمحت أوكرانيا إلى ضلوعها في الانفجارات، وهو إن صحّ يُظهر قدرتها على الضرب على مدى أعمق داخل الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وهو ما قد يغير من مسار الحرب المستمرة منذ ستة أشهر، حسب وكالة رويترز.

تغيير في الخطط العسكرية الأوكرانية؟

من جهة أخرى، أشار بودولياك إلى أن التكتيكات الهجومية المضادة لأوكرانيا "ستختلف عن تلك التي تطبقها روسيا"، مضيفا أن بلاده "لا تستخدم تكتيكات ستينيات وسبعينيات القرن الماضي".

وقال المسؤول الأوكراني إن بلاده تعمل على خطط لـ"هجوم مضاد" يهدف إلى خلق "فوضى داخل القوات الروسية"، من خلال ضرب خطوط إمدادها.

وأكد أنه قد يكون هناك المزيد من الهجمات في "الشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة"، على غرار الضربات الغامضة يوم الثلاثاء على تقاطع للسكك الحديدية وقاعدة جوية في شبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى استهداف الطائرات الحربية الروسية الأسبوع الماضي في مطار ساكي في القرم، حسب المصدر نفسه.

وأوضح بودولياك أنه لا يرى حالياً "أي آفاق لإجراء مفاوضات جادة مع روسيا حتى تتم هزيمتها في ساحة المعركة"، وقال: "استراتيجيتنا هي تدمير اللوجستيات وخطوط الإمداد ومستودعات الذخيرة، وغيرها من عناصر البنية التحتية العسكرية. إن هذا الأمر سيخلق فوضى في صفوف قواتهم".

ويأتي هذا التهديد المستتر من بودولياك بعد وقوع سلسلة انفجارات في شبه جزيرة القرم التي تستخدمها روسيا كقاعدة خلفية لهجومها على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير/ شباط.

ويوم الثلاثاء الماضي، استهدف هجوم مستودع ذخيرة في موقع عسكري قرب قرية دجانكوي في شمال شبه جزيرة القرم، قالت موسكو إنه كان نتيجة "عمل تخريبي"، دون أن تتهم أي جهة بالوقوف خلفه.

وفي التاسع من أغسطس/آب الجاري، أبلغت موسكو عن انفجار ذخائر في قاعدة عسكرية جوية في القرم، ما أدّى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.

ولم تتبنّ أوكرانيا رسمياً أي هجوم استهدف شبه جزيرة القرم، لكن مسؤولين أدلوا بتعليقات في أكثر من مناسبة تدفع إلى الظنّ أن القوّات الأوكرانية ربما تكون منخرطة في هذه الهجمات.

بدورها، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقرير نُشر السبت الماضي تحت عنوان "بعد حصولها على أسلحة جديدة.. أوكرانيا تعمل على تغيير استراتيجيتها الحربية بمهارة"، إنه "من خلال الضرب بعمق خلف خطوط العدو، يستنفد الأوكرانيون الإمكانات القتالية لروسيا، ويبطئون تقدمها في الشرق ويخلقون نقاط ضعف جديدة في الجنوب".

وأضافت الصحيفة: "أجبرت الأسلحة (الغربية) الجديدة روسيا على إعادة تموقعها في ساحة المعركة، ما خلق مجالاً لالتقاط الأنفاس للأوكرانيين بهدف اتخاذ المزيد من القرارات الاستراتيجية".

إقالة قائد رفيع بعد انتكاسات في شبه جزيرة القرم

وعلى وقع الضربات، ذكرت وكالة أنباء رسمية، اليوم الأربعاء، أن روسيا عينت قائدا جديدا لأسطولها في البحر الأسود الذي يتخذ من شبه جزيرة القرم مقرا له.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصادر قولها إن روسيا عينت قائدا جديدا لأسطولها في البحر الأسود بدلا من إيغور أوسيبوف.

وإذا تأكد ذلك، فإن هذه الخطوة ستكون واحدة من أبرز عمليات الإقالة لمسؤول عسكري خلال قرابة ستة أشهر منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي مُنيت فيه موسكو بخسائر فادحة في الأفراد والعتاد.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة عن المصادر قولها إنه جرى تقديم القائد الجديد فيكتور سوكولوف لأعضاء المجلس العسكري للأسطول في ميناء سيفاستوبول.

وواجه أسطول البحر الأسود، صاحب التاريخ المرموق في روسيا، إخفاقات كبرى خلال الحرب التي شنها الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير/شباط.

وفي إبريل/نيسان، ضربت أوكرانيا سفينته الحربية الرئيسية موسكفا بصواريخ نيبتون، ما تسبب في اشتعال النيران بها وغرقها لتصبح أكبر سفينة حربية تغرق في قتال منذ 40 عاما.

المساهمون