تنظيم "داعش" يؤكد مقتل قرداش وينكفئ مجدداً تحت اسم وهمي لزعيمه الجديد: "أبو الحسن القريشي"
بعد مرور أكثر من خمسة أسابيع على إعلان الولايات المتحدة الأميركية عن مقتل زعيم تنظيم "داعش" أمير محمد المولى، المعروف بعبد الله قرداش، أو أبو إبراهيم القرشي، في بلدة أطمة، شمال غربي سورية، خلال عملية إنزال نفذتها وحدات أميركية خاصة، أصدرت مؤسسة "الفرقان"، الذراع الإعلامية للتنظيم، تسجيلاً صوتياً بثته عبر منصات تابعة للتنظيم على تطبيق "تلغرام" أقرت فيه بمصرع زعيمها عبد الله قرداش، والمتحدث باسم التنظيم أبو حمزة القريشي، والذي وصفته بـ"فارس الإعلام".
وفي الكلمة الصوتية التي استمرت لأكثر من 12 دقيقة، وجاءت على لسان "أبو عمر المهاجر"، المتحدث الرسمي باسم "داعش"، أعلن "داعش" عن تنصيب "أبو الحسن الهاشمي القرشي" زعيماً للتنظيم، طالباً من عناصره البيعة والسمع له، بعد "اختيار مجلس شورى" له، متوعداً بتنظيم عمليات ثأر لمقتل زعيم التنظيم، الذي نسب إليه البيان آخر عمليات "داعش" التي استهدفت سجن "غويران" في الحسكة، مؤكداً أنه تم إطلاق سراح عدد من عناصر التنظيم.
وتعليقاً على البيان الصوتي للتنظيم، قال الخبير الأمني العراقي أحمد الحمداني إن اسم زعيم "داعش" الجديد وهمي، ولا يوجد ضمن من تبقى من أعضاء الصف الأول بالتنظيم مثل هذا الاسم، مشيراً إلى أن تأخر اعتراف التنظيم بمقتل زعيمه والمتحدث باسمه لأكثر من شهر، يؤكد أنه يواجه مشكلات كبيرة في التواصل بين قياداته، وحتى على مستوى دعايته الإعلامية.
وتوقع أن يكون الزعيم الجديد عراقي الجنسية، على غرار الزعيمين السابقين للتنظيم، إبراهيم عواد البدري من ضواحي سامراء، شمالي العراق، ثم أمير المولى المعروف بعبد الله قرداش من مدينة تلعفر، غربي الموصل.
وأضاف "هذا يعني العودة إلى مرحلة الأسماء الوهمية داخل التنظيمات الإرهابية في العراق، وهو ما تترتب عليه صعوبات إضافية للقوات العراقية وحتى للتحالف الدولي بتتبع قيادات التنظيم أو من تبقى منهم، مثل بشار خطاب الصميدعي المعروف بحجي زيد الصميدعي، وهو المرشح الأقرب كون عشيرته يمتد نسبها إلى آل البيت، وهو عراقي ويطابق منهج التنظيم في تولية شخص يمتد نسبه لآل البيت كأحد شروط الخلافة، إضافة إلى أسماء أخرى، مثل جمعة البدري، وهو شقيق أبو بكر البغدادي الأصغر، ويعتقد أنه موجود داخل الأراضي السورية، وليس العراق".
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، قال مسؤول أمني عراقي لـ"العربي الجديد"، إن دوائر أمنية واستخبارية في بغداد تعكف على دراسة أبرز الأسماء الإرهابية التي قد تخلف زعيم التنظيم السابق، مرجحاً استمرار التنظيم في استخدام أسماء وهمية عند الإعلان عن زعيمه الجديد، وهو ما يصفه بأنه "يصعّب مهمة رأس التنظيم الجديد بشكل أكبر"، وأضاف "نعتقد أنه سيكون عراقياً أيضاً، وهناك عدة أسماء مرشحة في هذا الإطار، ونعتقد أن أغلبها ليست داخل العراق".
وأكد أن بلاده قررت الإبقاء "على حالة التأهب المستمرة على حدودنا الغربية والغربية الشمالية مع سورية، تحسباً من هجمات انتقامية رداً على مصرع زعيم التنظيم"، متوقعاً أن يعترف التنظيم بمقتل زعيمه مع مبايعة شخص آخر في مرة واحدة، حسب أبجديات الجماعات الإرهابية المتطرفة ومن تجارب سابقة"، وفقاً لقوله.