تنسيق يساري لإحداث "رجة سياسية" في المغرب

27 سبتمبر 2022
يأتي التنسيق في وقت تثار فيه أكثر من علامة استفهام حول مآل هذه المحاولة (Getty)
+ الخط -

أعطت كل من قيادة حزب "التقدم والاشتراكية" و"الحزب الاشتراكي الموحد" المعارضين، اليوم الثلاثاء، إشارة بدء تنسيق سياسي لإحداث "رجة سياسية" في البلاد، في ما يبدو أنها محاولة أخرى لإحياء حلم توحيد اليسار المغربي الذي يعاني منذ سنوات من حالة التشظي والضعف.

وأعلن حزب "التقدم والاشتراكية" و"الحزب الاشتراكي الموحد"، بعد لقاء جمع مكتبيهما السياسيين، اليوم الثلاثاء في الرباط، عن استعدادهما للتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك بهدف خلق "رجة سياسية" في المغرب مع إبقاء الباب مفتوحاً في وجه كل مكونات اليسار المغربي للالتحاق بالتنسيق.

وقال الأمين العام لـ"التقدم والاشتراكية"، محمد نبيل بنعبد الله، في تصريح للصحافة عقب لقاء قيادتي الحزبين الذي احتضنه مقر حزبه بالرباط، إن اللقاء كان بهدف فتح آفاق سياسية واستكشاف آفاق التعاون بين الحزبين لمواجهة الوضع الحالي الذي يمر منه المغرب ولخلق حركية وإحداث رجة في الساحة السياسية.

ولفت بنعبد الله إلى أن باب التنسيق يبقى مفتوحاً مع أطراف أخرى في مجالات مختلفة، وقال موضحاً إن "مقر حزب التقدم والاشتراكية مفتوح لكافة فصائل اليسار ونرحب بكل من يريد المساهمة في بعث نفس تغييري مجتمعي وسياسي، ومنفتحون على كل من يريد أن يتقاسم معنا نفس توجهاتنا خاصة المتعلقة بالوضع الحقوقي أو المساواة أو بأوضاع الفئات الاجتماعية الهشة".

بالمقابل، دعت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، إلى إعادة بناء الفكر والعمل اليساري لرفع التحديات، لافتةً إلى أن المكتب السياسي لحزبها سبق أن أطلق مبادرة للانفتاح على الأحزاب التقدمية لتحقيق تقدم المغرب تجاه الديمقراطية والمساواة.

وأوضحت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، أن الدعوة التي تلقاها حزبها تتطابق مع مبادرة أطلقها الحزب من أجل الخروج من وضع التصحر الفكري والعملي، مشيرةً إلى أن هذه المبادرة تهم كافة الفاعلين اليساريين؛ من أجل فتح نقاش ديمقراطي حول القضايا التي تهم بلادنا، خاصة أن المغرب يمر بأوضاع صعبة.

ويأتي التنسيق بين الحزبين في وقت تثار فيه أكثر من علامة استفهام حول مآل هذه المحاولة الجديدة لإحياء حلم توحيد اليسار المغربي، الذي يوصف تاريخه بأنه تاريخ الانشقاقات لا الوحدة، خاصة في ظل وجود تجارب سابقة انتهت، كان من أبرزها القرار المفاجئ الذي كان قد اتخذه الحزب الاشتراكي الموحد، في يونيو/حزيران من العام الماضي، بعد إعلان انسحابه من تحالف فيدرالية اليسار الديمقراطي ودخوله انتخابات السابع من سبتمبر/أيلول عام 2021، دون الحزبين اللذين رافقاه منذ عام 2014، وهو الانسحاب الذي كان، في نظر المراقبين، دليلاً على الأزمة المستشرية في الأحزاب اليسارية المغربية.

 

المساهمون