تتواصل ردود الفعل المُنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وكذلك اقتحام مجموعات واسعة من المستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، المسجد الأقصى، وسط تأكيد ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم.
وفي اليوم الثالث للعدوان على غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن إجمالي عدد الشهداء وصل إلى 31 شهيداً، منهم 6 أطفال و4 سيدات، فيما وصل عدد الجرحى إلى 265.
يأتي هذا في وقت بلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى منذ الساعة السابعة صباح اليوم الأحد 1565 مستوطناً، إذ نفّذوا الاقتحام الصباحي على شكل مجموعات متتالية وصلت إلى 30 مجموعة، فيما من المتوقع استئناف عملية الاقتحام في جولة ثانية بعد الظهيرة.
وشارك في الاقتحام المتطرف إيتمار بن غفير وعدد من أتباعه، وسط اعتداء شرطة الاحتلال على مرابطين في باحات الأقصى، ومنع آخرين من الوصول.
الرئاسة الفلسطينية تطالب بتدخل دولي وأميركي لوقف العدوان الإسرائيلي
وطالبت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الأحد، بتدخل دولي وأميركي لوقف التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته، في المسجد الأقصى وغزة وجنين وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في تصريح صحافي: "إن استمرار العدوان الإسرائيلي، سواء في المسجد الأقصى المبارك أو قطاع غزة أو جنين وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية، هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، ويمثل محاولة إسرائيلية لدفع الأمور نحو التصعيد ومزيد من أجواء التوتر".
وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأميركية، بالتدخل الفوري لوقف هذا العدوان الإسرائيلي قبل فوات الأوان.
ودعا مجلس الأمن الدولي، الذي سيعقد جلسة خاصة لمناقشة الحرب على قطاع غزة، إلى الوقوف عند مسؤولياته ووقف العدوان.
أما وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية فقد أكدت في بيان صحافي، اليوم الأحد، أن سلطات الاحتلال تواصل توظيف مناسباتها وأعيادها لخدمة طموحاتها ومخططاتها الاستعمارية التهويدية التوسعية، بما فيها تعميق وتوسيع عمليات تهويد القدس ومقدساتها، وتكريس ضمها لدولة الاحتلال، وتغيير واقعها التاريخي والقانوني والديموغرافي القائم، بما يخدم روايات الاحتلال التلمودية.
بدورها، أكدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في بيان صحافي، أهمية الوحدة وإنهاء الانقسام الداخلي فوراً، رداً على المجازر الدموية في قطاع غزة لمجابهة التطورات بوحدة واحدة يتكاتف فيها الجميع.
كما أكدت الشبكة ضرورة التحرك السياسي الفلسطيني لتوفير الحماية الدولية، وإلزام دولة الاحتلال بوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني، وأهمية العمل من خلال لجان التضامن الدولي ونشطاء الحملات الدولية المساندة للشعب الفلسطيني، ومؤسسات المجتمع المدني الدولية، من أجل الضغط بشتى السبل لوقف هذه الجرائم التي يقترفها الاحتلال.
وزيرا خارجية إيران وقطر يبحثان العدوان الإسرائيلي على غزة
بحث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال اتصال هاتفي مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والأوضاع في المنطقة.
وحسب بيان للخارجية الإيرانية، فإن وزير الخارجية الإيراني ندد بـ"العدوان الهمجي للكيان الصهيوني"، مؤكداً أن بدء الكيان الهجمات على غزة "نابع من نزعته العدوانية".
وقال أمير عبد اللهيان إن دعوة قادة الكيان الإسرائيلي لاقتحام المسجد الأقصى "استفزازية"، مشيراً إلى اتصاله الليلة الماضية مع الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة، وناقلاً عنه قوله: "لدى المقاومة الفلسطينية برنامج شامل للرد القوي على الجرائم الأخيرة للكيان الصهيوني".
بدوره، أدان وزير الخارجية القطري الهجمات الإسرائيلية على غزة، مشيراً إلى الجهود التي تبذل لوقف إطلاق النار بين الطرفين. وأكد أن اقتحام الأقصى "استفزازي"، وسيؤدي إلى تصعيد الموقف وتصاعد المواجهات العسكرية.
قطر تدين بأشد العبارات اقتحام المستوطنين الأقصى
إلى ذلك، دانت دولة قطر بأشد العبارات الاقتحام، مشددة على أن هذه الممارسات الاستفزازية هي جزء من محاولات مستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، والدفع بالتقسيم الزماني للمسجد.
وحذّرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، من أن تزامن هذه الاستفزازات مع العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة سيقود إلى تصعيد خطير وموجات من العنف.
بيان | قطر تدين بأشدّ العبارات اقتحام عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/Z9UWC9kGwJ
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) August 7, 2022
ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه القدس ومقدساتها، وردع محاولات الاحتلال لتحويل الصراع إلى حرب دينية، كما جددت تأكيد موقف دولة قطر الثابت من القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
السعودية تدين اقتحام الأقصى وتطالب المجتمع الدولي بالعمل لإنهاء تصعيد الاحتلال
من جهتها، أعربت السعودية عن إدانتها اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك من قبل المستوطنين الإسرائيليين، مشيرة إلى أن ذلك يعد خرقاً خطيراً للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات تفاقم التوتر وتدفع الأوضاع إلى دوامة عنف مستمرة.
#وزارة_الخارجية: المملكة تدين اقتحام باحات المسجد الأقصى وتطالب المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي.https://t.co/IiNXiibapz#واس_عام pic.twitter.com/fkJ9vfZ4be
— واس العام (@SPAregions) August 7, 2022
وشددت وزارة الخارجية على مطالبتها المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء تصعيد الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل الجهود كافة لإنهاء الصراع.
الأردن: اقتحام الأقصى عدوان مدان ومرفوض
بدورها، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية اقتحام الأقصى، بما في ذلك السماح لأعضاء الكنيست المتطرفين باقتحامه، محذرة من تبعات استمرار هذه الانتهاكات، ومطالبة بوقفها فوراً.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول إن اقتحام المسجد الأقصى المبارك والممارسات الاستفزازية بحقه هي عدوان مدان ومرفوض، وخرق فاضح للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، مؤكداً أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات تمثل اتجاهاً خطيراً، وتصرفاً عبثياً غير مسؤول يفاقم التوتر ويدفع الأوضاع إلى دوامة عنف مستمرة.
دانت #وزارة_الخارجية_وشؤون_المغتربين، استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد #الأقصى المبارك، وآخرها السماح للمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست باقتحام المسجد وانتهاك حرمته وبحماية من الشرطة الإسرائيلية، مُحذّرة من تبعات استمرار هذه الانتهاكات ومطالبة بوقفها فوراً. pic.twitter.com/A5gHPz2qHG
— وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) August 7, 2022
وشدد أبو الفول على أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته، البالغة 144 دونماً، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه.
وحمّل السلطات الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الذي يجري اليوم، مطالباً إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف الفوري عن جميع الاعتداءات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته، مؤكداً ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية.
حزبان مصريان يدينان العدوان على غزة: الوساطة تساوي بين المعتدي والمعتدى عليه
وفي السياق أيضاً، أدان "الحزب المصري الديمقراطي" العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، داعياً المجتمع الدولي إلى التخلي عن موقفه الصامت و"المهين" تجاه جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأعلن الحزب، في بيان، عن إدانته "بأشد عبارات الاستنكار الاعتداء الظالم والغاشم من جيش الاحتلال على قطاع غزة، والذي أدى إلى إصابة واستشهاد عشرات من المدنيين العزل، بينهم أطفال ونساء"، مؤكداً أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي ينطبق عليها توصيف "جرائم حرب"، وتستوجب المحاكمة الدولية.
واستنكر الحزب، الذي يصنّف نفسه على أنه معارض لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في اعتقال الفلسطينيين، والتوسع في سياسات الاستيطان، ومحاولات تهويد القدس الشرقية التي لا تتوقف، وتعيق أية محاولات أو جهود صادقة لإقامة سلام عادل في المنطقة.
بدوره، أدان حزب "التحالف الشعبي" المصري العدوان الإسرائيلي على غزة، داعياً المجتمع العربي والدولي إلى تحمّل مسؤوليته بإدانة هذا العدوان، ووقفه في أسرع وقت، بوصفه جاء معاكساً لجهود الوساطة المتعددة للتهدئة، ومنها المصرية.
وقال الحزب، في بيان، إن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في عدوانه على قطاع غزة وسط صمت دولي، وغياب إدانات حازمة له، مع الاكتفاء بدعوات للتهدئة والوساطة تساوي بين المعتدي والمعتدى عليه، وهو "أمر يدعو إلى الأسف".
مصر تطالب بالحفاظ على وضع القدس التاريخي
وفي وقت لاحق، أدانت مصر قيام أعداد من المستوطنين الإسرائيليين باقتحام ساحات المسجد الأقصى، اليوم الأحد، تحت حماية شرطة الاحتلال.
وأصدرت الخارجية المصرية بياناً قالت فيه "تُعرب وزارة الخارجية، اليوم 7 أغسطس الجاري، عن بالغ الإدانة لقيام عدد من المستوطنين تحت حماية الشرطة الإسرائيلية باقتحام باحات المسجد الأقصى المُبارك، فيما يُعد انتهاكاً لقدسيته واستفزازاً لمشاعر المسلمين، وخرقاً للوضع القائم الذي يُعد فيه المسجد الأقصى وقفاً إسلامياً خالصاً".
وأكدت الوزارة "أن مثل تلك الأعمال تؤدي إلى مزيد من تأجيج الأوضاع".
كذلك، طالبت مصر بتوفير الحماية للمصلين المسلمين، وبضرورة وقف أية أعمال استفزازية، واتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم للقدس ومقدساتها العربية الإسلامية والمسيحية.
الاتحاد الأفريقي: استهداف المدنيين "انتهاك صارخ للقانون الدولي"
انتقد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، الضربات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، قائلا إن استهداف المدنيين يمثل "انتهاكا صارخا للقانون الدولي".
وقال فقي محمد، في بيان نشرته المفوضية، إن "استهداف المدنيين واستمرار الاحتلال غير الشرعي من قبل قوات الأمن الإسرائيلية للأراضي المحتلة، انتهاك صارخ للقانون الدولي، ويعقّد البحث عن حل عادل ودائم"، قبل أن يضيف أنه "يجدد التأكيد على دعم الاتحاد الأفريقي الثابت للشعب الفلسطيني في سعيه المشروع لإقامة دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعا فقي محمد إلى "بذل جهد دولي متجدد وحقيقي من أجل حل دائم يمكن أن تتعايش فيه إسرائيل وفلسطين كدولتين منفصلتين ذات سيادة".