استمع إلى الملخص
- زكريا، الذي يعمل مدرساً حكومياً ومصاباً بالسرطان، زار السفارة الإيطالية بالقاهرة وأبلغ عن امتلاكه معلومات مهمة، لكن تم القبض عليه لاحقاً من منزله واقتياده إلى جهة غير معلومة.
- أثارت الواقعة تساؤلات حول تورط السلطات المصرية في اختفائه، بينما لم يصدر أي تعليق من الخارجية الإيطالية أو نيابة روما، مما دفع نائبة إيطالية للمطالبة بتدخل حكومي.
كشف تلفزيون "لا سيتّى" LA7 الإيطالي، الجمعة، عن "اختفاء" مواطن مصري قبل أيام بعد "القبض عليه من قبل الشرطة المصرية" إثر إعلانه أنه يملك معلومات يريد الإدلاء بها في قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني الذي خُطف وقُتل في القاهرة أوائل العام 2016.
وكشف التقرير أن "مصرياً اسمه زكريا توجّه إلى مقر السفارة الإيطالية بالقاهرة في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم 3 ديسمبر/كانون الأول الحالي، مؤكداً أن لديه معلومات يريد الإدلاء بها بخصوص مقتل جوليو ريجيني". وأوضح أن زكريا يعمل مدرّساً حكومياً ومصاب بالسرطان، وأنه "ملاحَق من قبل العدالة المصرية". وكان أحد أفراد الحراسة الإيطاليين قد استقبل زكريا، وطلب منه إثبات هويته، ومن ثم أعد تقريراً سريعاً، وقال للمواطن المصري: "سوف نخبرك لاحقاً متى يمكنك القدوم للإدلاء بشهادتك"، وفقاً لتقرير التلفزيون الإيطالي الذي أشار إلى أن بعض رجال الأمن المصريين، بلباس مدني، قبضوا على زكريا في منزله في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل (يوم 4 ديسمبر) واقتادوه إلى جهة غير معلومة.
وأوضح التقرير أن "والدة زكريا المسنة هي التي أبلغت الشرطة المصرية عن اختفائه أول الأمر، ولما لم تتلقَ أي معلومات عن ولدها، توجهت يوم 9 ديسمبر/ كانون الأول إلى مقر السفارة الإيطالية مشيرة إلى أن ابنها كان هو نفسه من اقترح عليها قبل عدة أيام التوجه إلى سفارة إيطاليا في حالة اختفائه". وقالت السيدة إن رجال الأمن، الذين لم يكشفوا عن هويتهم، "أخذوا زكريا للتحدث مع قائدهم بينما صادروا هاتفه".
ولفت التقرير إلى عدم ورود أي تعليق من قبل الخارجية الإيطالية أو نيابة روما، مشيرة إلى أنه لم يكن هناك وقت للتحقق من ماهية المعلومات التي كانت بحوزة زكريا، الذي تبين أنه سبق له الإدلاء بشهادته عن طريق الفيديو كونفرانس للنائب العام المساعد سيرجو كولايوكو وربما أيضاً النائب العام فرانشيسكو لوفوي نفسه، بينما كان يقف بجانبه أحد أفراد حراسة السفارة والقنصل الإيطالي في القاهرة فيديريكو نوفيللينو.
وتساءل التقرير "عمن أخبر الشرطة المصرية بزيارة زكريا إلى السفارة، التي يتناوب على حراستها أيضاً عسكريان مصريان اثنان وما هو مصيره الآن، وما السبب في توجهه للسفارة، هل هو شخص ليس لديه ما يفقده؟ أم أنه بيدق في لعبة أكبر منه؟ وهل لديه حقاً معلومات حول مقتل ريجيني؟ هل السلطات المصرية متورطة في اختفائه؟". وختم التقرير بأن "كل الأسئلة السابقة ليس لها جواب حتى الآن. والشاهد أن هذه الواقعة تثير شكوكاً حول الأمن العام للسفارة الإيطالية، بينما لم تعلق نيابة روما بأي شيء".
من جهتها، صرحت نائبة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإيطالي ليا كوارتابيللي (من الحزب الديمقراطي المعارض)، يوم أمس السبت، في منشور على حسابها بمنصة إكس: "إننا بصدد خبر صادم يوضح أن مصر السيسي ما زالت على حالها نظاماً متوحشاً يخشى من الحقيقة". وأضافت أنها ستتقدم "بطلب إحاطة بهذا الخصوص لحث الحكومة الإيطالية على التدخّل لدى النظام المصري من أجل حماية الشاهد في محاكمة محورية بالنسبة لبلدنا".