أعربت رابطة الدول المستقلة التي تضم عدداً من الجمهوريات السوفييتية السابقة، عن أملها في عودة جورجيا وألا تُكمل مولدوفا وأوكرانيا إجراءات الانسحاب من الرابطة، وسط تشكيك في واقعية ذلك في الأفق المنظور، في ضوء استمرار انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وتبليسي على خلفية اعتراف موسكو باستقلال إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليين منذ عام 2008.
ونقلت صحيفة إزفيستيا الروسية في عددها الصادر اليوم الجمعة، عن أمين عام رابطة الدول المستقلة سيرغي ليبيديف، قوله إن "قادة بلدان رابطة الدول المستقلة أكدوا مراراً أن أبواب العودة إلى الرابطة مفتوحة أمام الأعضاء السابقين"، مستشهداً في ذلك بأقوال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي أعرب أخيراً عن أمله في استئناف مولدوفا وأوكرانيا وجورجيا التعاون في إطار الرابطة.
وأعرب ليبيديف عن قناعته بأن الدول والحكومات والشعوب الأخرى بالرابطة تتمنى علاقات "حسن الجوار مع مولدوفا وأوكرانيا وجورجيا على حد سواء"، مضيفاً: "تعتمد كافة الأمور على قرارات النخب الحاكمة في هذه الدول. نأمل ونؤمن بأنه سيتحقق ما هو أفضل". ومن اللافت أن دعوة جورجيا للعودة إلى رابطة الدول المستقلة بقيادة موسكو، تتزامن مع فوز حزب الحلم الجورجي، الداعم لتطبيع العلاقات مع روسيا في الانتخابات التشريعية الجورجية التي جرت نهاية الأسبوع الماضي، وسط خروج احتجاجات حاشدة وتعرض السلطة الجورجية لضغوط غربية قد تدفعها إلى حضن الكرملين.
وكان الرئيس الجورجي الأسبق الموالي للغرب ميخائيل ساكشافيلي، قد اتخذ في أعقاب "حرب الأيام الخمسة" مع روسيا في إقليم أوسيتيا الجنوبية في أغسطس/ آب 2008، قرار انسحاب بلاده من رابطة الدول المستقلة، والذي اكتملت إجراءاته رسمياً في الشهر ذاته من العام التالي، 2009. ومع ذلك، تمكنت موسكو وتبليسي منذ ذلك الحين من تطبيع العلاقات الاقتصادية على نحو كامل، لتصبح روسيا ثاني أكبر شريك للتجارة الخارجية الجورجية بعد تركيا. وبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وجورجيا 620 مليون دولار في الربع الأول من العام الحالي.
يذكر أن رابطة الدول المستقلة تأسست على أنقاض الاتحاد السوفييتي في نهاية عام 1991، إثر توقيع كل من قادة روسيا، بوريس يلتسين، وأوكرانيا، ليونيد كرافتشوك، وبيلاروسيا، ستانيسلاف شوشكيفيتش، على اتفاقية "بيلوفيجسكايا بوشا" التي أقرت بانتهاء وجود الدولة السوفييتية، وذلك بعد تراكم أزماتها وعجزها عن الاستمرار بصورتها المركزية السابقة، وإعلان جمهورياتها واحدة تلو الأخرى استقلالها.