من غير المعتاد أن يناقش تقييم غير سري مستقبل زعيم حليف
قدرة نتنياهو على البقاء في الحكم مهددة
حماس ستواصل ترميم نفسها ومفاجأة القوات الإسرائيلية
قال تقييم جديد للاستخبارات الأميركية إن بقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منصبه "قد يكون في خطر"، وإن حكومة الاحتلال ستفشل في تحقيق هدف حربها على غزة المتمثل في القضاء على حركة حماس بشكل كامل.
والتقييم المؤلف من 40 صفحة ويتحدث عن التهديدات العالمية بما فيها المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي، تطرق إلى التحديات التي تواجه استمرار نتنياهو في السلطة بعد هجوم المقاومة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهو أمر اعتبرته صحيفة "وول ستريت جورنال" غير معتاد.
وقالت الصحيفة "بدا من غير المعتاد أن تقدم وكالات الاستخبارات الأميركية تحليلها للتوقعات السياسية لزعيم حليف في وثيقة غير سرية".
وأوضح التقييم وفقاً لما أوردت الصحيفة أن "قدرة نتنياهو على البقاء زعيماً وكذلك ائتلافه الحاكم المكون من أحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الدينية المتطرفة التي اتبعت سياسات متشددة بشأن القضايا الفلسطينية والأمنية قد تكون معرضة للخطر".
وأضاف: "لقد تعمقت واتسعت حالة عدم الثقة في قدرة نتنياهو على الحكم لدى الجمهور من مستوياتها المرتفعة بالفعل قبل الحرب، ونتوقع احتجاجات كبيرة تطالب باستقالته وإجراء انتخابات جديدة. إن تشكيل حكومة مختلفة وأكثر اعتدالا أمر محتمل".
ويشكل التقييم حلقة أخرى في سلسلة توترات شابت العلاقات بين الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن وحكومة نتنياهو، خاصة في ما يتعلق بالحرب على غزة والسياسات في الضفة الغربية. كما أنه يأتي في ظل استطلاعات رأي تشير إلى تراجع كبير في شعبية نتنياهو وحزبه بين الإسرائيليين.
لا "نصر" في غزة
وأشار تقرير المخابرات الأميركية الذي جاء تحت عنوان "التقييم السنوي للتهديدات"، وتضمن آراء جميع وكالات الاستخبارات الأميركية، إلى أن إسرائيل ستواجه صعوبة في هزيمة حركة حماس.
وقال "لا تزال (حكومة الاحتلال) تركز على تدمير حماس، التي يدعمها سكانها على نطاق واسع. علاوة على ذلك، من المحتمل أن تواجه إسرائيل مقاومة مسلحة متواصلة من حماس لسنوات قادمة، وسوف يكافح الجيش من أجل تحييد البنية التحتية تحت الأرض لحماس، والتي تسمح للمتمردين بالاختباء، واستعادة قوتهم، ومفاجأة القوات الإسرائيلية".
وحسب "وول ستريت جورنال"، أدلى قادة وكالات المخابرات الأميركية، بمن فيهم مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز ومديرة المخابرات الوطنية أفريل هاينز، بشهادتهم بشأن التقرير يوم الاثنين أمام لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ. ولم يسأل أعضاء مجلس الشيوخ عن الجزء الذي يغطي مستقبل نتنياهو السياسي خلال الجلسة، التي قاطعها متظاهرون عدة مرات للتنديد بالدعم الأميركي لإسرائيل.
وقال بيرنز لأعضاء مجلس الشيوخ إنه يواصل التفاوض، مع نظرائه الإسرائيليين والمصريين والقطريين، على خطة دبلوماسية من ثلاثة أجزاء من شأنها أن تشهد إطلاق سراح بعض رهائن حماس مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع؛ وزيادة في المساعدات الإنسانية، مضيفا أن حماس لم توافق على الخطة.
وقال بيرنز: "سنواصل العمل الجاد في هذا الشأن. لا أعتقد أن أي شخص يمكنه ضمان النجاح".