تقدير إسرائيلي: السيسي يساعدنا في إدارة الصراع ضد "حماس"

21 ابريل 2019
نظام السيسي ينقل "رسائل شديدة اللهجة" لـ"حماس" (جيستين سوليفان/Getty)
+ الخط -
قال مركز أبحاث إسرائيلي إن احتكار نظام عبد الفتاح السيسي في مصر ملف الوساطة بين تل أبيب وحركة "حماس" يعدّ "ذخراً استراتيجياً" لإسرائيل. 

وفي ورقة أصدرها أول من أمس، يرى "مركز يروشليم للدراسات الاستراتيجية والأمنية" أن اضطلاع نظام السيسي بدور الوساطة مع حركة "حماس" يساعد إسرائيل على تطبيق استراتيجيتها القائمة على "إدارة الصراع" مع قطاع غزة، مشدداً على أن لتل أبيب "مصلحة كبيرة في تعزيز قدرة النظام على مواصلة لعب هذا الدور".

ولفتت الورقة، التي أعدّها عيران ليران، نائب رئيس المركز، والذي سبق أن تولى مواقع مهمة في مجلس الأمن القومي والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إلى أن توظيف نظام السيسي أوراق القوة التي تمتلكها مصر في فرض تفاهمات التهدئة مع إسرائيل يساعد في المس بـ"أسطورة المقاومة"، التي تتشبّث بها الفصائل الفلسطينية في القطاع.

وأشار إلى أن الجهود التي تقوم بها مصر ونجاحها في التوصل إلى تفاهمات تهدئة في القطاع تأتي في إطار "الشراكة" الاستراتيجية بين تل أبيب والقاهرة، مبرزاً أن الدور المصري يسهم في "تآكل المسوغات" التي تستند إليها حركة "حماس" في تبرير استهداف إسرائيل انطلاقاً من القطاع.

ولفتت الورقة إلى أن نظام السيسي يتمكن من التوصل إلى تفاهمات تهدئة مقابل بوادر اقتصادية لا توفر حلولاً للمشاكل الاقتصادية التي يواجهها القطاع من جراء التعقيدات الأمنية والسياسية.

ولفت عيران إلى أنه على الرغم من ما اسماها "المعاناة التي يواجهها المستوطنون في منطقة غلاف غزة"، إلا أنه لا توجد استراتيجية أفضل من "إدارة الصراع" في التعاطي مع غزة، والتي يسهم نظام السيسي في تمكين تل أبيب من تطبيقها، مشيراً إلى أن "هذه الاستراتيجية هي الأفضل حتى لو لم تفض إلى حسم المواجهة مع حركة "حماس"".

وحسب عيران، فإن جميع البدائل التي يمكن اقتراحها كبديل لاستراتيجية إدارة الصراع "صعبة ومكلفة، فضلاً عن أن هناك شكوكاً كبيرة حول فرص نجاحها في النهاية".

وأوضح أن ممثلي الأجهزة الأمنية المصرية، الذين يتواصلون مع حركة "حماس"، يمنحونها "إحساساً بالقيمة الدبلوماسية"، لكن جهودهم تكتسب قيمة استراتيجية كبيرة، "ليس لإسرائيل فحسب، بل لكل الأطراف التي تملك جدول أولويات مشتركاً معها".

وأضاف أن طريقة توظيف إسرائيل للدور المصري في غزة تشبه طريقة توظيفها للدور الروسي في سورية، مشيراً إلى أن تل أبيب تستخدم نظام السيسي في "نقل رسائل تهديد شديدة اللهجة إلى قيادة حركة "حماس""، وكذلك إلى أن الدور المصري يجعل إسرائيل متحررة من إجراء حوار مباشر مع الحركة، على اعتبار أن الحركة تدعو إلى تدميرها.

وحسب عيران، فإن نظام السيسي يوظف أهمية مصر الجيوسياسية بالنسبة لقطاع غزة في الضغط على حركة "حماس" وإجبارها على الاستجابة لطلبات القاهرة.

وأشار إلى أن النظام المصري يجمع في تعاطيه مع "حماس" بين إغراءات وبوادر حسن نية، وضغوط ذات قيمة، ما يجعل الدور المصري في الوساطة مهماً وذا جدوى.

ولفتت الورقة إلى أن تعاظم دور المخابرات المصرية في القطاع يمكّن نظام السيسي من التواصل مع الفصائل والحركات الفلسطينية وإقناعها بعدم إبداء أي قدر من التعاون مع تنظيم "ولاية سيناء".

وحسب الورقة، فإن "محاولة الحفاظ على التهدئة في القطاع تمثّل مصلحة مشتركة لكل من مصر وإسرائيل، على اعتبار أن تدهور الأوضاع الاقتصادية وتعاظم الفوضى يمكن أن يفضي إلى دفع الغزيين إلى اختراق الحدود مع مصر، وهو ما يمثل سيناريو رعب للقاهرة".

وأوضحت أن التعاون بين إسرائيل ومصر في عهد السيسي تطوّر بشكل غير مسبوق، لافتاً إلى أن الجانبين يتعاونان في مواجهة تحديات مشتركة، على رأسها التشكيلات المسلحة في سيناء، والنفوذ التركي في حوض البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب حرصهما على التكامل في مجال اقتصاديات الطاقة.


وذكرت أن مبادرة مصر لتدشين "منتدى الطاقة"، الذي يضم عدداً من دول حوض البحر المتوسط، وضمنها إسرائيل، يعكس التحول الذي شهدته العلاقة على صعيد الاقتصادي، مبرزاً أن تل أبيب تأمل أن يسهم هذا التعاون في التأثير إيجاباً على موقف الشعب المصري من إسرائيل.

وحسب الورقة، فإن نظام السيسي يرى أن إسهامه في التوسط بين إسرائيل و"حماس" يضفي صدقية على دوره الإقليمي ويبرزه كضمانة للاستقرار في المنطقة، وهو ما يعزّز مكانته لدى الغرب ولدى القوى الإقليمية التي تدعمه بالمال.

ولفت عيران إلى أن الحفاظ على هذا الدور يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة لنظام السيسي، لأنه يساعده في مواجهة حملة الانتقادات التي يتعرض لها في الغرب، وتحديداً من قبل أوساط داخل الكونغرس وأوروبا، بسبب سجله في انتهاكات حقوق الإنسان.

واستدركت الورقة بأنه "في حال لم تنجح الجهود المصرية في النهاية في منع "حماس" والفصائل الأخرى من استهداف العمق الإسرائيلي، فإنه يتوجب على تل أبيب العمل عسكرياً بكل قوة من أجل استعادة الردع"، إذ تشدّد على أن "العمل على تأمين الردع أهم من المصالح السياسية في العلاقة مع مصر".

المساهمون