تناول معلّقون وباحثون وجنرالات إسرائيليون مسألة إطلاق تنظيم "ولاية سيناء" صواريخ على مدينة إيلات، الأسبوع الماضي، مُجمِعين على أن هذا الأمر يمثل رداً على دور إسرائيل في مساعدة الجيش المصري في الحرب على التنظيم، ويعكس حجم التهديدات الأمنية التي تمثلها سيناء لإسرائيل.
وقال معلق الشؤون العربية في قناة التلفزة العاشرة، تسفي يحزكيل، إنه سبق لـ"ولاية سيناء" أن هدّد بالرد على دور إسرائيل في استهدافها عناصره في سيناء بالتنسيق مع الجيش المصري. وفي تعليق بثته القناة، مساء السبت، أشار يحزكيل إلى أن وسائل الإعلام اقتبست عن مسؤول أمني سابق قوله إن سلاح الجو الإسرائيلي يشنّ غارات في قلب سيناء بناء على تفاهمات مع نظام عبدالفتاح السيسي.
من جهته، رأى رئيس "وحدة دراسات الإرهاب" في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، يورام شفايتسر، أن "ولاية سيناء" حافظ على الهدوء، خلال العامين الماضيين، على الرغم من أنه سبق له أن هدد بضرب إسرائيل وبـ"إشعال الأرض تحت أقدام اليهود"، وفق تعبيره. وفي مقال نشره موقع "وللا"، أمس الأحد، عزا شفايتسر "تصعيد" التنظيم إلى رغبته في "إثبات قدراته القتالية".
وأشار شفايتسر إلى أن قيادة التنظيم تدرك طابع التعاون القائم بين إسرائيل ومصر في محاربته، ما دفعه إلى القيام بعملية إيلات أخيراً "للحصول على نقاط لدى الرأي العام الذي يؤيد بشكل عام داعش"، على حد قوله. وأوضح أن "ولاية سيناء" يرغب في "مراكمة الردع" في مواجهة إسرائيل، بسبب دورها في الحرب التي يشنها نظام السيسي عليه. واعتبر أن الغارات التي نفذتها إسرائيل في قلب سيناء، خلال شهري أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، بالتنسيق مع الجانب المصري، أودت بحياة عدد كبير من عناصر التنظيم، وعلى رأسهم أحد أبرز قادته، أبو دعاء الأنصاري، ما عزز الدافعية لديه لشن اعتداءات على إيلات، بحسب تعبيره.
ولم يستبعد شفايتسر أن يكون "ولاية سيناء" قد استغل ظروفا ميدانية مكنته من إطلاق الصواريخ، لافتاً إلى أن هناك تعاونا مصريا-إسرائيليا يهدف إلى تقليص قدرة التنظيم على شن مثل هذه العمليات. واعتبر أن "ولاية سيناء" معني أيضاً بالإثبات لقيادة "داعش" في العراق وسورية أنه الأكثر قدرة من بين فروع "داعش" الأخرى، على إضفاء صدقية على تهديدات قائد التنظيم أبوبكر البغدادي باستهداف إسرائيل. لكن الباحث الإسرائيلي استدرك أن "ولاية سيناء" يريد في الوقت الحالي تركيز جهوده لاستهداف نظام عبدالفتاح السيسي، مشيراً إلى أن إسرائيل ليست على رأس أولوياته.
في سياق متصل، قال الباحث إيال زيسر، إن إطلاق الصاروخ على إيلات جاء "لاعتبارات دعائية، على اعتبار أن تنظيم ولاية سيناء يتبنى خطاً إيديولوجياً متشدداً لا يمكنه أن يسمح ببقاء الحدود مع إسرائيل هادئة لوقت طويل"، وفق تعبيره. وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، في عددها الصادر أمس الأحد، رجح أن التصعيد بين "ولاية سيناء" وإسرائيل وصل إلى نهايته بسبب محدودية القدرات الميدانية للتنظيم في الوقت الحالي، مستدركاً أن الأمور يمكن أن تنفجر من جديد. وذكّر بأنه إلى جانب التسريبات التي تؤكد تقديم إسرائيل مساعدات كبيرة لمصر في الحرب ضد "ولاية سيناء"، هناك أيضاً موافقة حكومة بنيامين نتنياهو على تجاوز النظام المصري بنود "الملحق الأمني" لاتفاقية "كامب ديفيد" (1978) وإرسال 20 ألف جندي إلى مناطق العمليات العسكرية في سيناء، إضافة إلى طائرات نفاثة ومروحيات، وذلك من أجل تحسين قدرات القوات المصرية على مواجهة تنظيم "ولاية سيناء".
وذكّر دنغوت بأن "ولاية سيناء" سبق أن شن وحاول أن ينفذ هجمات على إسرائيل، كان أهمها هجوم أغسطس/آب 2011، حين استهدف شارع "12" المؤدي إلى إيلات، مما أسفر عن مقتل ثمانية من جنود الاحتلال. وحاول التنظيم، في يوليو/تموز 2012، اقتحام معسكر الجيش الإسرائيلي في منطقة كرم أبو سالم، عند مثلث الحدود بين غزة وسيناء وإسرائيل، إلا أن الهجوم فشل بسبب تدخل سلاح طيران قوات الاحتلال ضد عناصر التنظيم قبل أن يتمكنوا من الوصول للموقع. وذكّر دنغوت كذلك بإطلاق التنظيم صاروخا على إيلات أثناء حرب غزة 2014.