تفاصيل اعتراف النرويج بدولة فلسطين على حدود 1967 ورمزيته

22 مايو 2024
مؤتمر لرئيس الوزراء النرويجي ووزير خارجيته في أوسلو 22 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- النرويج تعترف رسميًا بدولة فلسطين على حدود 1967، دعمًا لحل الدولتين وتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مع تأكيد رئيس الوزراء ووزير الخارجية على أهمية القرار في تسريع مسار السلام.
- تعاونت النرويج مع السعودية ودول أوروبية لتعزيز الرؤية العربية للسلام، مشيرة إلى الجهود المشتركة لحشد الدعم الأوروبي للاعتراف بفلسطين كخطوة نحو تحقيق تقدم كبير في السلام.
- اعتراف النرويج بفلسطين يعكس التزامها بدعم حل الدولتين، مستندًا إلى دورها التاريخي في عملية السلام، خاصة اتفاق أوسلو، ويؤكد على الحاجة للعمل الجماعي الدولي لدعم السلام والاستقرار في المنطقة.

أعلنت النرويج، الأربعاء، الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967. وقال رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستور، خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجيته إسبن بارث إيديستور: "قررت الحكومة النرويجية اعتراف النرويج بفلسطين دولة". وأضاف أنه "في خضم الحرب التي سقط فيها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ينبغي علينا أن نحافظ على البديل الذي يقدم حلاً سياسياً لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء: دولتان (إسرائيل وفلسطين) تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن".

وأشار رئيس الوزراء النرويجي إلى أن هذا القرار "يتيح في نهاية المطاف استئناف مسار تحقيق حل الدولتين ومنحه زخماً جديداً". وأردف خلال المؤتمر الصحافي، أن الاعتراف بفلسطين "يبعث رسالة قوية إلى الدول الأخرى بأن تحذو حذو النرويج وعدد من الدول الأوروبية الأخرى، وتعترف بدولة فلسطين". وأوضح بيان مشترك نشرته الحكومة النرويجية على موقعها الإلكتروني، أن قرار الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين "سيدخل حيز التنفيذ في 28 مايو/أيار الجاري"، مشيراً إلى أن عدداً من الدول الأوروبية ذات التوجه المماثل "ستعترف بدولة فلسطين رسمياً في التاريخ ذاته". وأضاف البيان أنه "جرى إبلاغ السلطات الفلسطينية والإسرائيلية بقرار الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين".

وجاء في البيان أن النرويج تدعم وتسعى جاهدة لدفع حل الدولتين، وأن الاعتراف بفلسطين دولة "يؤكد على موقف النرويج الثابت منذ فترة طويلة بأن الحل الدائم للصراع في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حل الدولتين". وأوضح البيان أنه سيجري الاعتراف بدولة فلسطين بحدود عام 1967 في 28 مايو، وفقاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بالتزامن مع الدول التي لها وجهات نظر مماثلة في أوروبا.

وأضاف ستور في المؤتمر الصحافي "لقد اتضح من الحرب المستمرة في غزة بجلاء أن تحقيق السلام والاستقرار يجب أن يرتكز على حلّ القضية الفلسطينية. وهذه الحرب هي أدنى نقطة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده". وتابع "لم يكن الوضع في الشرق الأوسط بهذه الخطورة منذ سنوات عديدة".

وحسب وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، فإنّ "الجهود جارية لصياغة رؤية عربية شاملة للسلام، ويشترك عدد من الدول العربية في هذا الأمر، والاعتراف بفلسطين دولة هو عنصر أساسي. وتتعاون النرويج بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية، وتتخذ خطوات نشطة لحشد الدعم الأوروبي لدعم الرؤية العربية للسلام. وقد استضافت النرويج والمملكة العربية السعودية مؤخراً اجتماعاً رفيع المستوى لوزراء الخارجية في الرياض لمناقشة هذه المبادرة. وفي غضون أيام قليلة، ستترأس النرويج اجتماع الشركاء الدوليين حول فلسطين في بروكسل، حيث سيقدم رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد والحكومة الفلسطينية خططهما الإصلاحية". وأضاف إيدي: "نأمل في تحقيق بعض التقدم الكبير هناك".

ما رمزية اعتراف النرويج بدولة فلسطين؟

ويحمل اعتراف النرويج بدولة فلسطين أهمية كبرى، كونها استضافت الاجتماعات السرية عام 1993، التي أدت إلى اتفاق أوسلو، وهو اتفاق إعلان المبادئ الإسرائيلي الفلسطيني الذي أنشأت بموجبه السلطة الوطنية الفلسطينية، وبدأت العمل في كل من قطاع غزة ومدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة. وكان من المفترض أنّ يجري استكمال الاتفاق بمفاوضات للوصول للحل الدائم، على اعتبار أن "أوسلو" كان اتفاقاً مرحلياً، لكن إسرائيل تنصلت من كثير مما اتُّفق عليه، ولم يكن الوسطاء في الاتفاق، ولا شهوده، إلا منحازين لاحتياجات إسرائيل الأمنية.

ووفق صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، تصف النرويج نفسها بأنها صديقة لإسرائيل، وتربط بين البلدين علاقة طويلة الأمد. لكن منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أدانت النرويج بشدة سلوك إسرائيل في الحرب. وذكّرت الصحيفة في تقريرها، اليوم الأربعاء، بتصريح لوزير خارجية النرويج في مارس/ آذار، قال فيه إن استخدام إسرائيل القوة العسكرية له تأثير شديد بشكل غير متناسب على السكان المدنيين، ولا يتماشى مع القانون الإنساني الدولي، داعياً إلى وقف إطلاق النار.

بالإضافة إلى ذلك، واصلت النرويج أيضاً تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بعدما امتنعت دول عدة عن الأمر، في أعقاب مزاعم إسرائيلية بتورط موظفين في الوكالة في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر. وفي فبراير/ شباط الماضي، أدلت النرويج بشهادتها أمام محكمة العدل الدولية، مؤكدة أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية كانت من أكبر العقبات أمام السلام في المنطقة.

المساهمون