تفاؤل أوكراني حذر بفوز ماكرون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية

27 ابريل 2022
قد لا تأتي الانتخابات التشريعية الفرنسية بتغييرات هامة بشأن أوكرانيا (جيف جيه ميتشل/Getty)
+ الخط -

بتفاؤل حذر، تفاعلت وسائل الإعلام والمحللون السياسيون الأوكرانيون مع فوز الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بولاية رئاسية ثانية، وسط توقعات باستمرار انحيازه للموقف الأوروبي الموحد الداعم لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي

ومن اللافت أن الترحيب الأوكراني بفوز ماكرون لم يتأثر بتصريحاته الإيجابية حول روسيا أثناء حملته الانتخابية، بما في ذلك رفضه اعتبار ما يجري في أوكرانيا "إبادة جماعية".

وفي مقال بعنوان "كيف يختلف ماكرون مرشحاً عنه رئيساً؟" نشرته وكالة الأنباء الأوكرانية "يونيان" أمس الثلاثاء، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية، النائب السابق بالرادا العليا (البرلمان الأوكراني)، تاراس تشورنوفيل، أن "هذه الانتخابات لم تكن هامة له (ماكرون) شخصيا والفرنسيين فحسب، وإنما أيضا بالغة الأهمية لأوكرانيا والاتحاد الأوروبي بأسره". 

واعتبر تشورنوفيل أن الموقف حيال أوكرانيا قد يلعب دوراً هاماً في مهمة ماكرون الكامنة في استعادة ريادة فرنسا في أوروبا، مبرراً مغازلته لروسيا أثناء حملته الانتخابية باحتياجه إلى مراعاة معتقدات العديد من الناخبين الفرنسيين حول وجود "روس جيدين"، ومواجهة مرشحة "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، مارين لوبان، التي كانت تعارض تزويد أوكرانيا بالسلاح.

محلل سياسي: عتبة الدعم العسكري الفرنسي لأوكرانيا قد تم تجاوزها عندما وافقت باريس على تسليم كييف 12 هاوتزر عالي السرعة قادرة على إجراء ست طلقات كل دقيقة

بدوره، رأى المحلل السياسي، دينيس كوليسنيك، أن توجه فرنسا نحو دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا لن يتغير بشكل جذري بعد إعادة انتخاب ماكرون، قائلا في حديث لإذاعة "إن في" الأوكرانية: "أتمنى أن يدرك الناس في أوكرانيا أنه لا رئيس مواليا لأوكرانيا أو روسيا أو أميركا في فرنسا، بل هناك رئيس موال لفرنسا. سيتصرف أي رئيس انطلاقا من رؤيته أو رؤيتها لمصالح بلاده. لكن أعتقد أنه حتى الانتخابات التشريعية لا داعي لانتظار أي تغييرات هامة من ماكرون حيال الحرب الروسية الأوكرانية". 

واعتبر كوليسنيك أن عتبة الدعم العسكري الفرنسي لأوكرانيا قد تم تجاوزها، عندما وافقت باريس على تسليم كييف 12 هاوتزر عالي السرعة قادرة على إجراء ست طلقات كل دقيقة.  

وأضاف: "ستكون أمام ماكرون الآن فرصة لإظهار نفسه زعيما وفرنسا دولة رائدة في الاتحاد الأوروبي، حين نرى كيف تتفاعل ألمانيا مع الحرب الروسية الأوكرانية. قد تتولى فرنسا الريادة عن طريق إظهار استعدادها لتقديم مزيد من الدعم العسكري والمالي والسياسي لأوكرانيا". 

وعلى صعيد رسمي سارع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى تهنئة ماكرون فور الإعلان عن تقدمه في الجولة الثانية من الرئاسيات الفرنسية التي جرت يوم الأحد الماضي، ووصفه بأنه "صديق حقيقي لأوكرانيا"، ثم أجرى اتصالا هاتفيا غير رسمي معه.

يبرر بعض المحللين الأوكرانيين مغازلة ماكرون لروسيا أثناء حملته الانتخابية باحتياجه إلى مراعاة معتقدات العديد من الناخبين الفرنسيين حول وجود "روس جيدين" ومواجهة لوبان المعارضة لتزويد أوكرانيا بالسلاح

في المقابل، اكتفى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتوجيه برقية تهنئة مقتضبة إلى ماكرون لم تزد عن سطرين تمنى له فيهما نجاحا في عمله وصحة ورخاء، دون الإشارة إلى العلاقات الثنائية أو التعاون بين البلدين بأي شكل من الأشكال، وفق نص البرقية الذي نشر على الموقع الرسمي للكرملين.  

وفي حديث سابق لـ"العربي الجديد" عشية جولة الإعادة بالرئاسيات الفرنسية، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، كيريل كوكتيش، أن فوز لوبان كان من شأنه أن يكون أقرب لمصالح موسكو، بينما رأى الإعلامي الأوكراني، فيتالي بورتنيكوف، أن فوز ماكرون يخدم المصالح الأوكرانية وسيدعم العقوبات على روسيا في مجال الطاقة.

المساهمون