عيّن "رئيس الغابون الانتقالي" الجنرال برايس أوليغي نغويما، اليوم الخميس، ريمون ندونغ سيما، الخبير الاقتصادي والمعارض الشرس للرئيس المخلوع علي بونغو أونديمبا، رئيساً انتقالياً للوزراء، بحسب مرسوم تُلي عبر التلفزيون الحكومي.
وندونغ سيما (68 عاماً) تولّى بين العامين 2012 و2014 رئاسة الوزراء في عهد بونغو، لكنّه ابتعد لاحقاً عن النظام، واتهمه بسوء إدارة البلاد، وترشّح ضدّ بونغو في الانتخابات الرئاسية في 2016، ومن ثم في 2023.
وقبل ذلك، كان قادة الانقلاب العسكري في الغابون قد أعلنوا أنه أُطلق سراح الرئيس المخلوع علي بونغو، بعد أن خضع للإقامة الجبرية منذ إطاحته الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أنه يمكنه الشروع في رحلة علاجية.
وقال المتحدث باسم اللجنة الانتقالية، الكولونيل أولريش مانفومبي، للتلفزيون الحكومي، إنّ علي بونغو أونديمبا "حرّ في التحرك نظراً لحالته الصحية... يمكنه، إذا رغب في ذلك، السفر إلى الخارج لإجراء فحوصاته الطبية".
ولم تتضح على الفور الحالة الصحية للرئيس المخلوع. وكان قد أصيب بجلطة دماغية أواخر عام 2018 أبعدته عن مهامه لعدة أشهر. وبث تلفزيون "غابون 24" المحلي اجتماعاً مساء الأربعاء بين علي بونغو أونديمبا ورئيس مكتب الأمم المتحدة في وسط أفريقيا، عبده باري.
وقال باري عن لقائه الرئيس المخلوع: "لقد وجدته بصحة جيدة".
وأُطيح الرئيس الغابوني، البالغ من العمر 64 عاماً، من السلطة في 30 أغسطس/آب، وسط عودة الانقلابات في أجزاء من أفريقيا، وبعد فترة وجيزة من إعلان فوزه في انتخابات متنازع عليها كانت ستطيل فترة حكم عائلته المستمر منذ 55 عاماً. وانتخب علي بونغو أونديمبا عام 2009 بعد وفاة والده عمر الذي قاد البلاد لأكثر من 41 عاماً.
#Gabon 🇬🇦 #diplomatie : au sortir de la rencontre avec le Président de la Transition, le Chef du Bureau est allé à la rencontre l’ancien Président @PresidentABO à sa résidence. #Gabon24 pic.twitter.com/40qfc6OHSt
— Gabon24 (@tvgabon24) September 6, 2023
في الأثناء، التقى القائد العسكري الجديد في الغابون، الجنرال أوليغي نغويما، السلطات الإقليمية والمحلية هذا الأسبوع، ووعد بـ"بنية تحتية أفضل وانتقال سلمي للمواطنين" في الدولة الغنية بالنفط في وسط أفريقيا.
في العاصمة ليبرفيل، التقى أوليغي نغويما رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين أرشانغ تواديرا، الذي عُيِّن مبعوثاً للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكاس)، وباري، رئيس مكتب الأمم المتحدة لوسط أفريقيا.
وكتب الجنرال نغويما عن اجتماعه مع باري على منصة "إكس"، (تويتر سابقا)، أنّ "مناقشاتنا ركزت على الوضع الحالي لأمتنا، بالإضافة إلى الآفاق الواعدة للمرحلة الانتقالية".
وظلت المخاوف قائمة بشأن الانقلابات العسكرية و"تأخر عودة الديمقراطيات" في أجزاء من أفريقيا، حيث وعد الجنود بعملية انتقالية طويلة. كذلك وعد القائد العسكري الجديد في الغابون بـ"إعادة السلطة إلى الشعب من خلال تنظيم انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية"، لكنه لم يحدد موعداً للانتقال.
في اجتماع نغويما هذا الأسبوع مع كبار المسؤولين في حكومة الغابون، تعهد بتقديم "تنمية حقيقية" للشعب الذي يُنظر إلى ثروة بلاده النفطية على نطاق واسع على أنها تتركز في أيدي قِلة من الناس. وكان ما يقرب من 40% من الغابونيين الذين تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً عاطلين من العمل في عام 2020، وفقاً للبنك الدولي.
وقال "رئيس الغابون الانتقالي"، في كلمة بثها تلفزيون "غابون 24": "إننا نريد أشياء بسيطة للشعب الغابوني"، ووعد بتوفير الرعاية الصحية الوطنية وتحسين التعليم والسياسة البيئية، قبل أن يستدرك بالقول: "ولكن لتحقيق ذلك، يجب أولاً أن تكون لديك إدارة فعالة".
وباستثناء شريحة من المعارضة السابقة التي لا تزال تطالب العسكريين بتسليم السلطة للمدنيين، وتحديداً لمرشحها الذي حل ثانياً في الانتخابات، يبدو الجنرال نغويما متمتعاً بتأييد غالبية من المواطنين الذين ينزلون يومياً إلى الشارع لإبداء تأييدهم للجيش الذي "حررهم من عائلة بونغو".
وحكمت العائلة منذ أكثر من 55 عاماً هذه الدولة النفطية الصغيرة التي تعدّ من الأغنى في وسط أفريقيا، غير أنّ الثروات فيها تبقى محصورة بيد النخبة الحاكمة التي تتهمها المعارضة والانقلابيون بـ"الفساد" و"سوء الإدارة".
(أسوشييتد برس، فرانس برس، العربي الجديد)