جلبت القوات الأميركية ضمن التحالف الدولي ضد "داعش"، مساء أمس الأحد، مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى قواعدها في شمال شرق سورية تزامناً مع هجوم من مجهولين على موقع لـ"قسد" في دير الزور، في حين واصل الطيران الحربي الروسي غاراته على أهداف مجهولة في البادية، مع استمرار حملة التمشيط البري من النظام وجلب تعزيزات إلى خطوط التماس مع "قسد" في دير الزور.
تعزيزات للتحالف
وقال مراسل "العربي الجديد" في الحسكة إن التحالف الدولي بقيادة واشنطن استقدم تعزيزات عسكرية إلى قاعدة رميلان في الحسكة، شمال شرقي سورية، قادمة من العراق، حيث أدخل، مساء أمس، أكثر من خمسين شاحنة محملة بتجهيزات ومواد لوجستية، كما شوهدت مجموعة من الشاحنات تحمل عربات أميركية مدرعة.
واستقرت تلك التعزيزات في قاعدة التحالف بمنطقة رميلان النفطية، وتزامناً مع دخولها، هاجم مجهولون حاجزاً لـ"قوات سورية الديمقرطية"(قسد) على مدخل بلدة الهرموشية بريف دير الزور الغربي، ما أدى إلى أضرار مادية فقط.
ومن المتوقع أن يجرى نقل جزء من التعزيزات إلى مواقع أخرى تتمركز فيها القوات الأميركية إلى جانب "قسد"، وخاصة في ناحية الشدادي جنوب الحسكة وناحيتي الشحيل وخشام في دير الزور.
وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن ما سبق جاء بعيد وصول تعزيزات عسكرية من النظام السوري ومليشياته إلى بادية دير الزور، بهدف إجراء حملة تمشيط جديدة ضد خلايا تنظيم "داعش"، فيما واصل الطيران الحربي الروسي غاراته على مواقع مجهولة في البادية، وأبرزها كان في مناطق أثريا وجبل البشري والرصافة الممتدة بين محافظات دير الزور وحماة وحلب والرقة وحمص.
وقالت مصادر محلية إن قوات النظام جلبت تعزيزات إلى قرى حطلة ومراط ومظلوم وخشام والطابية والصالحية والحسينية عند خطوط التماس مع "قسد" في ريف دير الزور، مضيفة أن تلك التعزيزات بدأت بحفر خنادق ورفع سواتر.
يذكر أن هذه الجبهات قريبة من قاعدة التحالف الدولي المتمركزة في حقل كونيكو شمال شرقي ناحية خشام، وتعد هذه القاعدة من أضخم قواعد التحالف الدولي هناك، وفيها مهبط طائرات مروحية.
مقتل 5 من قبيلة "البقارة"
في سياق متصل، قتل خمسة من عناصر مليشيا "لواء الباقر" التابعة للنظام السوري مساء أمس، جراء انفجار لغم أرضي بهم خلال عملية تمشيط ضد خلايا تنظيم "داعش" في البادية بريف حلب شمالي سورية.
وقالت مصادر محلية من ريف حماه الشرقي، لـ"العربي الجديد"، إن مجموعة من مليشيا "لواء الباقر" التابعة للنظام السوري وقعت في حقل ألغام أثناء عمليات تمشيط في بادية أثريا الممتدة بين محافظتي حماة وحلب، مضيفة أن خمسة من عناصر المليشيا قتلوا وأصيب آخرون بجروح.
وأضافت المصادر أن من بين القتلى أربعة من عائلة "حمالو"، وجميع القتلى هم من أبناء قبيلة "البقارة" العربية، التي تقطن بشكل رئيسي في محافظتي حلب ودير الزور، مضيفة أن "لواء الباقر" يضم في صفوفه عناصر سوريين وغير سوريين من عراقيين ولبنانيين وغيرهم.
وبحسب مصادر لـ"العربي الجديد"، فإن قبيلة أو عشيرة "البقارة" هي قبيلة عربية من قبائل منطقة الفرات، واستقرت في حلب أيضا، وينتشر أبناؤها في كل من العراق وسورية والأردن وتركيا.
عشيرة "البقارة" هي قبيلة عربية من قبائل منطقة الفرات واستقرت في حلب أيضا
وتقول المصادر إن القبيلة مسماة بهذا الاسم لأنها تنسب نفسها إلى "محمد الباقر"، أحد أحفاد علي بن أبي طالب، وهي من أكبر القبائل والعشائر العربية في سورية والمنطقة.
وبحسب المصادر، فإن مليشيا "لواء الباقر" تتكنّى بهذا الاسم نسبة لـ"محمد الباقر"، الذي يعرف بأنه جد القبيلة وإليه تنتسب، وتشير المصادر إلى أن أبناء القبيلة في حلب ودير الزور جلهم موالون للنظام السوري ومنخرطون في هذه المليشيا، ويشاركون في عمليات التمشيط بالبادية ضد تنظيم "داعش".
ويتلقى قياديون في المليشيا، بحسب المصادر، دعما من "الحرس الثوري" الإيراني، ويعملون إلى جانب المليشيات الأخرى المدعومة من إيران، والتي كانت قد استقرت أخيرا في ناحية مسكنة عند ضفة نهر الفرات بريف حلب وفي ريف دير الزور الغربي ومدينة دير الزور.
اعتقالات في ريف دمشق
إلى ذلك، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام شنت حملة اعتقالات في بلدات بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، مضيفة أن دوريات تابعة لفرع "الأمن العسكري"، ترافقها دوريات من الشرطة العسكرية، داهمت منازل في زملكا وعين ترما وكفر بطنا، إضافة لإقامة حواجز فيها.
وذكرت المصادر أنه جرى اعتقال مجموعة من الشبان في مناطق متفرقة من البلدات، ونقلوا إلى مدينة دمشق، لأسباب مجهولة، مضيفة أن الاعتقالات تجرى في الغوطة بشكل دوري بهدف التجنيد الإجباري أو بذريعة معارضة النظام والتواصل مع المعارضة المسلحة.
وبحسب موقع "صوت العاصمة" المحلي، تقوم قوات النظام بشكل متكرر بحملات اعتقال في الغوطة الشرقية، وغالباً ما تكون الدوريات مشتركة بين الأمن العسكري والشرطة العسكرية.
ورصد الموقع اعتقال النظام، خلال العام الماضي، 260 شخصاً على الأقل في ريف دمشق، وجلهم اعتقلوا لتجنيدهم إجبارياً.