تحتدم معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، لكن حفنة من الولايات الرئيسية هي التي ستحسم نتيجة السباق بين الديمقراطي جو بايدن والرئيس دونالد ترامب، وفق وكالة "فرانس برس".
حقق ترامب انتصاراً بنسبة ضئيلة في 2016 بفوزه بولايات فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغن وكارولاينا الشمالية وويسكونسن وأريزونا. وتظهر الاستطلاعات الحالية تراجع شعبيته في جميع تلك الولايات الست، وإن بفارق ضئيل في بعض منها.
ويتراجع ترامب أيضاً بهامش ضئيل في ثلاث ولايات أخرى فاز بها في 2016، هي جورجيا وأيوا وأوهايو، بحسب معدل استطلاعات الولايات على موقع "ريل كلير بوليتكس". وفي ما يلي نظرة على بعض الولايات الرئيسية:
بنسلفانيا
اسمها رسمياً كومنولث بنسيلفانيا، وهي ولاية تقع في المنطقة الشمالية الشرقية ومنطقة الأطلسي الأوسط في الولايات المتحدة. هي مسقط رأس بايدن وهي الأهم في المنطقة المعروفة بـ"حزام الصدأ"، وتشمل مناطق في شمال وسط الولايات المتحدة شهدت عقوداً من التراجع الصناعي.
عدد سكانها، بحسب آخر إحصاء رسمي صادر عام 2019، يبلغ 12,801,989. تملك الولاية 20 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، وقد فاز فيها الجمهوريون بفارق ضئيل (0.7%) في انتخابات عام 2016، في وقت كانت أصواتها تصبّ في صالح الديمقراطيين في السنوات السابقة.
تدفق متطوعون من حملة ترامب إلى الولاية ويزورون أحياء مدن ومنازل فيها.
في الجانب الديمقراطي، يتوقع أن يقوم الرئيس السابق باراك أوباما بأول مشاركة له في الحملة، الأربعاء، بفعالية في فيلادلفيا دعما لنائبه السابق. والمدن الكبيرة في بنسلفانيا ستصوت بكثافة لبايدن، فيما الغرب الريفي ومناطق الوسط المحافظة ملتزمة بترامب. أما الضواحي ومناطق شمال الشرق، فستكون حاسمة.
وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتكس" يتقدم فيها بايدن بـ5.6 نقاط مئوية.
ميشيغن
تقع في شمال شرق الولايات المتحدة الأميركية. يبلغ عدد سكانها 9,986,857 بحسب آخر إحصاء رسمي صادر عام 2019.
تملك الولاية 16 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، وتصبّ أصواتها عادةً في صالح الديمقراطيين، إلا أن الجمهوريين تمكنوا من انتزاع الفوز فيها في انتخابات عام 2016، بفارق ضئيل جداً لم يتخطَّ الـ0.2%. والمعركة تحتدم هذا العام في الولاية.
زار ترامب الولاية التي تضم البحيرات العظمى للتأكيد على سعيه لإعادة القيم الأميركية، لكن همّ الناخبين هو تداعيات فيروس كورونا الجديد على الاقتصاد وإدارة الرئيس لأزمة الوباء.
وكثيراً ما تصادمت الحاكمة الديمقراطية للولاية غريتشن ويتمر مع الرئيس، وقد أغضبت قراراتها بفرض إغلاق إلزامي المحافظين.
ونظم متظاهرون يحملون أسلحة تظاهرات أمام مبنى حكومة الولاية هذا الصيف، وتم أخيراً اعتقال أعضاء في مجموعة يمينية على خلفية التخطيط لخطف الحاكمة. وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم فيها بايدن بـ7.2 نقاط مئوية.
ويسكونسن
تقع في شمال وسط البلاد، في منطقتي الغرب الأوسط والبحيرات العظمى. يشير آخر إحصاء رسمي عام 2019، إلى أنّ عدد سكانها يبلغ 5,822,434.
تملك الولاية 10 أصوات من مجمل أصوات المجمع الانتخابي، وقد فاز فيها الجمهوريون في انتخابات عام 2016 بفارق 0.7%، في وقت كانت تصبّ أصواتها في السنوات السابقة في صالح الديمقراطيين.
اختارت الديمقراطية هيلاري كلينتون عدم القيام بحملة في الولاية المعروفة بإنتاج الألبان في 2016، وقد عاقبها الناخبون على ذلك. هذا العام، ركز الديمقراطيون على ويسكونسن وأعلنوا عن إقامة مؤتمرهم الوطني فيها رغم إجرائهم التجمع في ما بعد على الإنترنت؛ بسبب المخاوف من فيروس كورونا.
قام كل من ترامب وبايدن بحملة في تلك الولاية، التي زارها أيضا نائب الرئيس مايك بنس والمرشحة لمنصب نائب الرئيس على بطاقة بايدن كامالا هاريس. وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم فيها بايدن بـ6.3 نقاط مئوية.
فلوريدا
هي أكبر الولايات المتأرجحة وتمثل ركيزة منطقة "حزام الشمس" الممتدة في الجنوب وجنوب الغرب الأميركي والتي تتزايد فيها الكثافة السكانية، وتشتهر بالزراعة والصناعات العسكرية وتضم عدداً كبيراً من المتقاعدين.
تقع في جنوب شرق الولايات المتحدة، ويبلغ عدد سكانها 21,477,737. تملك 29 صوتاً في المجمع الانتخابي.
فاز فيها الجمهوريون في عامَي 2016 و2004، في وقت صبّت أصواتها في صالح الديمقراطيين في انتخابات عامَي 2008 و2012.
تُعتبر هذه الولاية التي تميل قليلاً للجمهوريين، مفصليّة في الانتخابات، إذ يمثل سكانها صورة مصغّرة عن البلاد ككلّ.
يصعد الجمهوريون دفاعاتهم هناك، فيما يتهمهم الديمقراطيون بقمع الأصوات، وخصوصاً في مجتمعات الملونين. وستكون شريحة الناخبين من دول أميركا الجنوبية بالغة الأهمية، وتظهر الاستطلاعات ميلهم لتأييد الديمقراطيين أقل مما كانوا عليه في 2016. في الوقت نفسه تظهر الاستطلاعات أن كبار السن يبتعدون عن ترامب بسبب إدارته للوباء.
ويعتبر غالبية الخبراء فلوريدا بمثابة جدار نار لترامب، ففي حال اختراقه يخسر ترامب على الأرجح مقعد البيت الأبيض. وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم فيها بايدن بـ1.4 نقطة مئوية.
كارولاينا الشمالية
هي إحدى الولايات الأميركية التي تقع على شاطئ المحيط الأطلسي في شرق البلاد. يبلغ عدد سكانها 10,488,084، وتملك 15 صوتاً في المجمع الانتخابي.
في عام 2008، كسر باراك أوباما هيمنة الجمهوريين عليها، ولو بنسبة ضئيلة، علماً أنهم فازوا في الولاية في كلّ الانتخابات التي جرت بين عامَي 1980 و2016.
هذه الولاية المحافظة تقليدياً، فاز بها ترامب بثلاث نقاط قبل أربع سنوات، لكن الحزبين يقران الآن بتقارب السباق. وحاكم الولاية ديمقراطي يتمتع بشعبية وقد أشيد بإدارته المتوازنة للوباء.
نظم الجمهوريون مؤتمرهم الوطني في الولاية، لكنه بنهاية الأمر عقد في غالبيته على الإنترنت.
وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم فيها بايدن بـ2.7 نقطة مئوية.
أريزونا
هي ولاية في المنطقة الجنوبية الغربية من الولايات المتحدة، وجزء من غرب الولايات المتحدة والولايات الجبلية الغربية. يبلغ عدد سكانها 7,278,717 نسمة، وتملك في المجمع الانتخابي 11 صوتاً.
لطالما كانت أريزونا لعقود معقلاً للجمهوريين، الذين فازوا فيها في كلّ الانتخابات منذ عام 2000. لكن الناخبين فيها يتغيرون مع تزايد أعداد المتحدرين من دول أميركا الجنوبية، وتدفق مواطنين من كاليفورنيا أكثر ليبرالية. ويثمن الناخبون المحافظون جهود ترامب في فرض قيود على الهجرة وبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
لكن ترامب أضر بحظوظه بالإساءة تكراراً إلى سمعة السيناتور الراحل جون ماكين، الذي كان يمثل أريزونا، وهو ما زال يرخي بثقله على سياسات الولاية. وأرملة ماكين، سيندي ماكين، أعلنت تأييدها لبايدن. وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم فيها بايدن بـ4.0 نقاط مئوية.
أيوا
تقع في الغرب الأوسط للولايات المتحدة الأميركية. تعيش فيها 3,155,070 نسمة، وتملك 6 أصوات من إجمالي أصوات المجمع الانتخابي.
تُعدّ الولاية ساحة معركة أساسية، وهي انحازت إلى الديمقراطيين في خمس من سبع انتخابات بين عامَي 1992 و2012، وتغيّر هذا الأمر عام 2016 عندما فاز دونالد ترامب فيها بفارق بلغ تقريباً 9.5%.
حقق ترامب فوزاً سهلاً فيها، وهزم كلينتون بقرابة 10 نقاط، لكن النتائج تبدو متقاربة هذه المرة في الولاية الزراعية الواقعة بوسط الغرب.
عقد ترامب مهرجاناً انتخابياً في أيوا، الأسبوع الماضي، في مؤشر إلى وقوفه في وضع دفاعي في ولاية كان يفترض أن يفوز فيها بسهولة. وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم فيها بايدن بـ1.2 نقطة مئوية.
جورجيا
هي ولاية في جنوب شرق الولايات المتحدة. تأسست كمستعمرة بريطانية في 1733. يبلغ عدد سكانها 10,617,423 نسمة، وتملك 16 صوتاً في المجمع الانتخابي.
لم يفز أي ديمقراطي بالسباق الرئاسي في جورجيا منذ فوز بيل كلينتون عام 1992، لكن الولاية تميل إلى الديمقراطيين خلال السنوات الأخيرة. عقد ترامب مهرجاناً انتخابياً فيها، الجمعة، في مؤشر إلى احتمال أن يكون في وضع ضعيف هناك. وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم فيها بايدن بـ1.2 نقطة مئوية.
أوهايو
هي ولاية في منطقة غرب الوسط ومنطقة البحيرات الكبرى في الولايات المتحدة. تضمّ 11,689,100 نسمة، ويبلغ عدد أصواتها في المجمع الانتخابي 18.
صبّت أصواتها في صالح الجمهوريين في انتخابات عام 2016، في وقت فاز الديمقراطيون فيها في عامَي 2012 و2008.
تُعتبر أوهايو، مع أصوات الهيئة الناخبة فيها، جائزة كبرى. هزم ترامب كلينتون في أوهايو بـ8.1 نقاط، لكن الاستطلاعات تظهر سباقاً متقارباً هذه المرة في الولاية الصناعية بوسط الغرب.
زار بايدن الولاية وأكد على الدور الذي لعبه في المساعدة على إنقاذ قطاع السيارات الأميركي عندما كان نائبا للرئيس السابق. وبحسب معدل استطلاعات "ريل كلير بوليتيكس"، يتقدم فيها بايدن بـ0.6 نقطة مئوية.