انطلقت تظاهرة، مساء يوم الثلاثاء، في ساحة الأسير بحيفا تنديداً باستشهاد واغتيال الأسير المناضل الشيخ عدنان خضر في سجن الرملة.
ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني ما أدى إلى الاعتداء عليهم من قبل الشرطة الإسرائيلية واعتقال ثلاثة منهم. وهتف المتظاهرون: "من حيفا أعلنها خضر نجمة بسماها"، "يا خضر يا بطل أسمك هز المعتقل"، وقدمت الفنانة والناشطة رنا بشارة عرضاً أدائياً تعبيراً عن استشهاد الأسير خضر، ونُظمت التظاهرة من قبل حراك حيفا وحركة شباب حيفا والتجمع الطلابي وجمعية بلدنا.
وقال أمير مخول، كاتب وأسير سابق، لـ"العربي الجديد": "هذه عملية تصفية بوتيرة بطيئة. دون شك أن الاضراب قرار مهم وعظيم جداً اتخذه خضر في حياته، وتقع مسؤولية استشهاده عملياً على إسرائيل وسلطة السجون. كان من الممكن إنقاذ حياته لو أمنوا له العناية الصحية".
وأضاف مخول: "خضر لم يُضرب كي يستشهد بل ليعيش في كرامة، وهذا الهدف الأساسي. هذه المرة الأولى التي يضرب فيها أسير عن الطعام في قضية إدارية ويستشهد"، واعتبر مخول أن رد الفعل الفلسطيني خلال إضراب خضر كان "بائساً إلى حد كبير ونوعا من الخذلان، لا استثني أحدا ولا نفسي طبعاً، كان من الممكن أن نعمل أكثر".
وأكد مخول أن "هذه القضية قد تتحول إلى مواجهات كبيرة وقد تنحصر، لكن هذا يعتمد على رد الفعل الفلسطيني الشعبي وليس أي رد آخر. وأعتقد أن ما ورد على لسان العائلة وزوجته مهم جداً. فالحق يؤخذ شعبياً وليس بأي وسائل أخرى في هذه المرحلة".
واعتبر منير منصور، رئيس الحركة الأسيرة في الداخل الفلسطيني، في حديث مع "العربي الجديد" أن "هذا اغتيال مباشر، وكان من الواضح في الأسبوعين الأخيرين تدهور صحة خضر بشكل خطير، ورغم ذلك تعرض لإهمال طبي متعمد ولم يتلق أي علاج. وتُرك يذهب إلى موته وحتفه دون أي اعتبار إنساني".
وأضاف منصور: "الشهيد خضر عدنان هو استمرار لمسيرة الشهادة داخل السجن، كان رمزاً واضحاً لقضية الاعتقال الإداري. هذا ليس الإضراب الأول هو السادس، حيث كان أضرب سابقاً ونجح في إضرابه وتم إطلاق سراحه". وتابع منصور: "لكن في هذه المرة يبدو أنه كان قراراً سياسياً".
وأشار منصور إلى أن الشهيد خضر "لم يكن متهما بشيء، وكان معتقلا إدارياً، ومن المفترض إطلاق سراحه بعد فترة من التحقيق. مُدد هذا الاعتقال الإداري بحالة الشيخ المناضل الشهيد مما دفعه إلى إعلان الإضراب المفتوح عن الطعام".
وكان أسيران فلسطينيان استشهدا نتيجة دخولهما إضراباً عن الطعام في معركة سجن النفحة في عام 1980، هما الشهيد راسم حلاوة والشهيد علي الجعفري، وفي عام 1992 استشهد الأسير حسين عبيدات من جبل المكبر بالقدس، في سجن عسقلان بعد إضرابه عن الطعام أيضاً.