تظاهرة حاشدة في السويداء السورية وتنظيمات نقابية تنضم للاحتجاجات

27 أكتوبر 2023
شهدت التظاهرة حضور وفد كبير من مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية (العربي الجديد)
+ الخط -

شهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء جنوب سورية، اليوم الجمعة، مظاهرة حاشدة، شهدت ولادة تجمّع "المعلمين الأحرار"، وحضور وفد كبير من مدينة جرمانا في ريف دمشق ذات الغالبية الدرزية، وانضمام نقطة احتجاجية جديدة. 

وغصت الساحة بآلاف المحتجين والمحتجات كالعادة في يوم الجمعة، مطالبين بإسقاط نظام بشار الأسد والبدء بتطبيق القرار الأممي 2254.

وجاء انبثاق تجمّع المعلمين ليكون بذلك التجمع النقابي الثالث الذي ينبثق عن الحراك بعد المحامين والمهندسين.

وكعادتها الأسبوعية، شهدت ساحة الكرامة اليوم توافد مئات المحتجين من قرى وبلدات ومدن المحافظة، كما استقبلت وفداً من مدينة جرمانا لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات، مع مشاركة وفود من محافظة درعا، وهو تطور مهم، بعد أن كان النظام يستغل أدنى سبب للتفريق بين المحافظتين، واللعب على الوتر الطائفي لإيقاع الصدام بينهما.

ومع استمرار الاحتجاجات، التي راهن النظام على مسألة الوقت والوضع المعيشي المتردي لتوقفها، وبالتزامن مع التضليل الإعلامي الذي تنتهجه أذرع النظام الإعلامية الرسمية وغير الرسمية، يتابع محتجو السويداء البحث عن تفعيل خطوات جديدة في مسيرة انتفاضتهم لتحقيق تطلعاتها.

 ويتضح ذلك من خلال البدء بتشكيل لجان سيكون لها دور مستقبلي قريبا في الإصلاح المؤسساتي ضمن المحافظة وفق مبدأ التكنوقراط، الأمر الذي بدأ يقض مضجع السلطة التي ترى مصلحتها بدوام الفساد متحكما في المؤسسات الحكومية، بحسب من تحدث إليهم "العربي الجديد" داخل مظاهرة اليوم.

وعن استمرارية الاحتجاجات، يرى الناشط المدني ساري الحمد، بأن "مسألة الاستمرار بالاحتجاجات أصبحت من المسلمات التي لا عودة عنها، لما يتزامن معها من عمل تنظيمي واجتماعي وسياسي"، مشيرا لـ"العربي الجديد" إلى أن "القادم سيكون حافلاُ بإصلاحات خدمية على مستوى المحافظة على يدي الحراك"، معتبرا أن "المدة الزمنية للحراك بدأت تثمر وعيا شعبياً حتى لشرائح لم تساعدها ظروفها المعيشية على المشاركة فيه، حيث بدأت تتجاوب مع أي خطوة للصالح العام يقوم الحراك بتبنيها باسمه أو باسم أي جسم منبثق عنه".

وفي السياق يقول الناشط الإعلامي علي الحسين في حديث لـ"العربي الجديد"؛ إن استمرار الحراك لمدة شهرين ونصف الشهر "لا يمكن إلا أن نراه استمرارا لإرادة المحتجين أنفسهم، فلو أن الحاضنة الشعبية في المحافظة غير راضية عن الاحتجاجات لكانت انفضت بعد انطلاقتها بأيام، وعلى هذا فإن استمرارها يؤكد الانطباع العام لدى غالبية أهالي المحافظة رغم أن هذه الحقيقة قد تكون مرة لقلة المنتفعين من الفساد وسلطة الفساد، الذين يحاولون عبثاً إنهاء الاحتجاج بأساليب الفتنة وشرخ الصف وغير ذلك، والتي لم تعد تجدي نفعا في محافظة أحرقت سفنها".

بدورها، أوضحت المعلمة هنا ناصر، لـ"العربي الجديد"؛ أنها وزملاءها المعلمين كانوا يشاركون فرادى منذ بداية الحراك، وهذا الشكل التنظيمي في الدخول إلى ساحة الكرامة محاولة لتعريف باقي زملائها الذين لم يلتحقوا حتى الآن وتشجيعهم، علماً أنهم "ما زلوا على رأس عملهم في مديرية التربية ويتوقعون ضمنا أي إجراء حكومي".

 وأضافت: "لكن نثق بأن أي إجراء سيكون مؤجلا، لمعرفة السلطة بأن أي إجراء سيؤدي إلى التصعيد".

وتابعت: "من جهة أخرى، كان تجمعنا اليوم ودخولنا تحت شعار (تجمّع المعلمين الأحرار) الرد الأنسب لما تحاول الإدارات السلطوية تسويقه عن تبعية وتأييد المعلمين للسلطة ببعض الوقفات التي تستغلها السلطة لحشد الرأي وللتضليل الإعلامي".

بانتظار انفجار الثورة من جديد

ويقول أحد المشاركين من مدينة جرمانا طلب عدم ذكر اسمه لـ"لعربي الجديد" لأسباب أمنية؛ إنه "لا تختلف المواقف لدى الشعب السوري من هذا النظام، وربما في لحظة قريبة تنفجر الثورة السورية من جديد بشكل آخر، وتضم شرائح ومكونات مجتمعية جديدة"، مبيناً أن ما يؤخرها في باقي المناطق "هو القبضة الأمنية التي ما زالت في قوتها وأكثر وحشية".

ويضيف: "استطاعت السلطة الحاكمة خلال السنوات الماضية تصدير بعض الممارسات القمعية وإرهاب المواطنين، وبالتالي هناك حالة من اليأس لدى غالبية الشعب السوري والخوف من بطش السلطة، وأيضا هناك قناعة بعدم الجدوى من أي حراك، بوجود مواقف دولية وإقليمية حامية للسلطات السورية، بالإضافة لعدم وجود نموذج مشجع للمناطق خارج سيطرة النظام، فما زالت هذه تتقاذفها النزاعات المحلية والخارجية".

المساهمون